روتين باليو الخاص بـ ماركوس يورينتي.. نظام العصر الحجري!
ماركوس يورينتي ليس مجرد لاعب وسط لفريق أتلتيكو مدريد، بل نموذج مختلف تمامًا للعناية بالجسد والعقل؛ بين الشمس بلا واقٍ، والطعام من العصر الحجري، والضوء الأحمر في المنزل، يعيش النجم الإسباني وكأنه عاد آلاف السنين إلى الوراء باختياره لما يُعرف بـ نظام “باليو” — أي الحياة وفق فلسفة الإنسان البدائي.
يورينتي الذي قال ذات مرة: “أفعل كل هذا من أجل صحتي”، بات حالة فريدة في كرة القدم الحديثة؛ لاعب لا يتبع توصيات أطباء الأندية بقدر ما يستمع إلى حدسه الغريزي وما يصفه بأنه “ذكاء الجسد الأولي”.

شمس بلا حماية.. “الفيتامين قبل الكريم”
من أغرب عادات ماركوس يورينتي أنه يقف يوميًا تحت الشمس دون استخدام واقٍ شمسي، مبررًا ذلك برغبته في امتصاص فيتامين D بصورة طبيعية.
بحسب الأطباء، فإن التعرض المحدود للشمس يساعد على تقوية العظام والمناعة وتحسين المزاج، لكن المبالغة في ذلك تُعرّض الجلد لأضرار خطيرة، خصوصًا الأشعة فوق البنفسجية.
فوفقًا لتقديرات الخبراء، نصف الإسبان تقريبًا يُصابون بحروق شمسية مرة واحدة سنويًا، وغالبية هؤلاء من الشباب الذين يتجاهلون الحماية.
يورينتي يرى في الشمس “دواءً طبيعيًا”، بينما يحذّر الأطباء من أن تلك الجرعة من الطاقة قد تكون سلاحًا ذا حدين!
النظام الغذائي في العصر الحجري.. العودة إلى الجذور
يُعرف نظام “باليو” الغذائي بأنه قائم على فكرة: “كُل كما كان يأكل أجدادك”، يورينتي يعتمد في يومه على البيض، اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، الخضروات، الفواكه، المكسرات، والبذور، ويستبعد تمامًا الحبوب، البقوليات، ومنتجات الألبان.
تقول خبيرة التغذية ماريا خوسيه كاتشافيرو إن هذا النظام قد يُحسّن مؤشرات السكر في الدم وحساسية الأنسولين، لكنه ليس مخصصًا للرياضيين المحترفين لأنهم يحتاجون إلى الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة.
ومع ذلك، يحصل ماركوس يورينتي على طاقته من الفواكه والخضراوات والمكسرات، مما يمنحه أداءً ثابتًا مع اختلاف المسار الغذائي المعتاد.
النظارات الصفراء.. حرب ماركوس يورينتي ضد الضوء الأزرق
بعيدًا عن المطبخ، يعتمد يورينتي على نظارات صفراء العدسات للحماية من الضوء الأزرق الصادر من الشاشات، لكن الجمعية الإسبانية لطب العيون ترى أن هذه المخاوف “مُبالغ فيها علميًا”، وأن الضوء الأزرق الطبيعي من الشمس أقوى بكثير مما تبعثه الأجهزة.
ويُرجّح الخبراء أن السبب الحقيقي لإجهاد العين ليس الضوء نفسه، بل قلة الرمش والتركيز الطويل على الشاشات؛ يورينتي، رغم ذلك، لا يقتنع بسهولة، مفضّلًا أن يعيش وفق فلسفة “الوقاية قبل العلاج”، حتى وإن خالفت التيار العلمي السائد.
الضوء الأحمر.. علاج منزلي بأشعة المستقبل
أما داخل منزله، فالأمر أشبه بمختبر ضوء متكامل، يورينتي يستخدم أجهزة الأشعة تحت الحمراء و”العلاج بالضوء الأحمر” لتحفيز الخلايا وتجديد الأنسجة.
الخبير لويس فرنانديز روزا يوضح أن هذا النوع من العلاج يُستخدم في الطب الطبيعي والفيزيائي لتقليل الألم وتحسين الدورة الدموية، وهو آمن نسبيًا إن تم وفق إشراف مختصين.
ماركوس بدوره يؤمن أن هذا الضوء “يُنعش خلايا الجسد ويُعيد توازنها”، تمامًا كما كانت الطبيعة تفعل للإنسان الأول، في انسجام تام بين العلم والحدس.
بين العلم والفطرة.. فلسفة ماركوس يورينتي الشخصية
يورينتي ليس مهووسًا بالعصور القديمة بقدر ما هو باحث عن “النسخة الأصلية من الإنسان”.
يرى أن العودة إلى الطبيعة ليست تراجعًا، بل تقدّم بطريقة مختلفة؛ أن يأكل ويعيش ويتنفس كما خُلق الإنسان أول مرة، دون إضافات صناعية.
سواء اتفقت معه أم لا، لا يمكن إنكار أن لاعب أتلتيكو مدريد يمثل مدرسة جديدة في فهم الجسد الرياضي، حيث يمتزج العلم بالبدائية، والمنهج بالعفوية، والتاريخ بالمستقبل.