رفضوا زيادة مرتبه فلعنهم.. تعويذة جوتمان تلاحق بنفيكا
تخيّل أن تطلب زيادة راتبك من مديرك، فيرفض ببرود، فتغادر المكتب لستُ صامتًا، بل بعد أن تُطلق عليهم تعويذة تلاحقهم لعقود!
قد يبدو المشهد أقرب إلى حكاية خيالية، لكنه في عالم كرة القدم حقيقة راسخة في تاريخ بنفيكا البرتغالي يقصّها عليكم موقع 365Scores، بطل الدوري المحلي وحامل لقبين أوروبيين فقط في ستينيات القرن الماضي.
منذ أن رفض مسؤولو النادي زيادة راتب مدربهم المجري بيلا جوتمان عام 1962، علق فوق رأس النسور شبح “اللعنة” التي ما زالت حتى اليوم تفسر عجزهم عن التتويج بأي لقب قاري رغم وصولهم المتكرر إلى النهائيات.

جوتمان.. المدرب الذي صنع مجد بنفيكا قبل أن يلعنه
يملك بنفيكا مكانة راسخة في كرة القدم البرتغالية، عملاقًا لا يُشق له غبار على الصعيد المحلي، بعدما جمع 38 لقبًا في الدوري متفوقًا على بورتو (30) وسبورتنج لشبونة (20).
النادي الذي أخرج أسماءً لامعة مثل جواو فيليكس وروبن دياز وبرناردو سيلفا، اعتاد أن يكون من المرشحين الدائمين للتتويج في البرتغال؛ لكن ما يثير الدهشة أن كل هذا المجد لم يجد طريقه إلى أوروبا منذ أكثر من ستة عقود.
آخر لقب قاري للنسور كان في بداية الستينيات، حين فاز بكأس أوروبا عامي 1961 و1962، متجاوزًا ريال مدريد وبرشلونة على التوالي، منذ ذلك الحين، خسر بنفيكا ثماني نهائيات أوروبية متتالية، وكأن الحظ يرفض الاقتراب منه، هنا يبدأ الحديث عن “لعنة جوتمان”.
"Morreu a maldição que nunca existiu", publicou o Benfica em seu site oficial em 2022, após conquistar um título europeu de base.
Neste Halloween, vale analisar a pergunta: existe ou não a tal "maldição de Béla Guttmann", uma das mais famosas histórias de terror do futebol? pic.twitter.com/WAIxcjcWug— Copa Além da Copa (@copaalemdacopa) October 31, 2024
في عام 1959، تعاقد بنفيكا مع المدرب المجري بيلا جوتمان، الناجي من المحرقة النازية، وصاحب شخصية صارمة أحدثت ثورة داخل النادي.
أقال 20 لاعبًا دفعة واحدة، لكنه كان الرجل الذي صعد بأسطورة البرتغال أوزيبيو إلى الفريق الأول، خلال عامين فقط، قاد الفريق للتتويج بكأس أوروبا مرتين على التوالي، ليصبح رمزًا خالدًا في تاريخ النادي.
بنفيكا بين خرافة اللعنة وضغط النفسية على الأجيال
لكن بعد الإنجاز الكبير، طلب جوتمان زيادة في راتبه، فرفضها رئيس النادي المنتخب حديثًا، فغضب المجري وخرج من الباب وهو يطلق جملته الشهيرة: “بنفيكا لن يفوز بأي لقب أوروبي خلال 100 عام”، ومنذ لحظة رحيله عام 1962، لم يلمس النسور الكأس القارية مجددًا.
من ميلان في ويمبلي عام 1963، إلى إنتر في سان سيرو عام 1965، وصولًا إلى إشبيلية وتشيلسي في نهائيي الدوري الأوروبي الأخيرين (2013 و2014)، ظل السيناريو يتكرر، وصول إلى النهائي ثم سقوط مؤلم.
حتى أوزيبيو نفسه حاول “مصالحة” روح مدربه بزيارة قبره قبل نهائي 1990 ضد ميلان، لكن الخسارة كانت قدرًا محتومًا، اللافت أن كل جيل في بنفيكا عاش على أمل كسر هذه اللعنة، لكنه انتهى إلى نفس المصير.
✨ Há 4⃣4️⃣ anos, o treinador Béla Guttmann nos deixava.
— São Paulo FC (@SaoPauloFC) August 28, 2025
O técnico húngaro revolucionou o futebol brasileiro, introduzindo novas práticas de treinamento e de formação tática.
Pelo Tricolor, foi campeão Paulista de 1957.#SPFCpédia #MemóriaTricolor pic.twitter.com/zKtmTFFdyG
حتى في موسم 2023/2024، وبعد خروج مبكر من دوري الأبطال، حاول الفريق تعويض جماهيره في الدوري الأوروبي، لكنه ودّع من ربع النهائي أمام مارسيليا بركلات الترجيح، مشهد آخر يضاف إلى سجل الخيبات القارية.
البعض يرى أن “اللعنة” مجرد قصة للتسلية، بينما يعتبر آخرون أنها عامل نفسي يتوارثه اللاعبون جيلًا بعد جيل.
حتى اللحظة، لا يزال جمهور بنفيكا يتساءل؛ هل هي مجرد صدفة كروية سيئة الحظ؟ أم أن كلمات جوتمان ما زالت تلاحق الفريق من قبره؟