الدوري الإيطاليروماأخباربطولات ودوريات

رغم أفضليته على رينش.. سعود عبد الحميد أسيرًا للغز رانييري!

تتعرض بعض القرارات التكتيكية في عالم كرة القدم لانتقادات لاذعة بسبب قناعاتها الغريبة التي يحملها بعض المدربين، ومن الواضح أن سعود عبد الحميد لاعب نادي روما يُعاني من تلك الأزمة، حيث أن المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، يبدو أن أفكاره لا تتناسب مع المدافع السعودي، ففي ظل نزاعات فنية تكشف عن اختلافات دقيقة في تقييم أداء اللاعبين، يجد نفسه مقيدًا بمقاعد البدلاء دون منح الفرصة الكافية لإبراز قدراته.

على مدار الفترة الماضية، واجه سعود عبد الحميد العديد من التحديات مع نادي روما؛ فقد ظل حبيسًا لمقاعد البدلاء في مباراة الفريق ضد فينيزيا ضمن الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الإيطالي، بينما اعتمد المدرب رانييري على اللاعب الهولندي ديفاين رينش كخيار أساسي، ورغم أن رينش انتقل إلى ذئاب الكالتشيو خلال فترة الانتقالات الشتوية قادمًا من أياكس، إلا أن أدائه في الشوط الأول جاء متواضعًا إلى درجة أجبرت المدرب على تغييره واستبداله بالجناح ساليميكرز لتعزيز الهجوم.

تشير التقارير إلى أن الإدارة الفنية في روما قد بدأت دراسة الخيارات البديلة لتوفير بيئة تحفّز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، وربما يتضمن ذلك إعادة تقييم دور عبد الحميد ومنحه فرصة أكبر في المباريات المقبلة، فالمقارنة الرقمية بين الدقائق التي لعبها عبد الحميد ورينش تُظهر تفوق السعودي في الفاعلية الهجومية، وهو ما يستحق أن يُحتسب ضمن خطة لعب أكثر شمولية واستثمارًا لمواهبه.

سعود عبد الحميد - منتخب السعودية
سعود عبد الحميد – منتخب السعودية (المصدر: photos.the-afc)

لغز تعامل رانييري مع سعود عبد الحميد

من المثير للجدل أن المقارنة الفنية بين سعود عبد الحميد وديفاين رينش تظهر تفوق النجم السعودي هجوميًا، إذ سجّل عبد الحميد هدفًا وصنع آخر في 315 دقيقة لعبها في 6 مباريات، مما يدل على قدرته على الإضافة للفريق رغم محدودية فرص مشاركته، بينما على الجانب الآخر، لم يتمكن رينش من تقديم أي مساهمة هامة خلال 240 دقيقة لعبها في 4 مباريات حتى الآن، مما يثير التساؤلات حول جدوى استثمار أموال النادي في اللاعب الهولندي.

من اللافت للنظر أن المدرب كلاوديو رانييري، الذي يُعرف بصراحته ومنحه الفرص المتساوية للاعبين في فريقه، يتخذ قرارات تبدو غير متسقة مع المبدأ ذاته فيما يتعلق بسعود عبد الحميد، ففي حين يُمنح اللاعبون الآخرون فرص المشاركة والتألق في وسط الملعب أو على الأجنحة، يبقى عبد الحميد على هامش المنافسات حتى مع اختلاف الأرقام والإحصائيات التي تُظهر تفوقه النسبي في بعض الجوانب الفنية مقارنة برينش؛ هذا التناقض يجعلنا نتساءل: لماذا يستمر رانييري في حبس عبد الحميد على مقاعد البدلاء رغم إدارته الجيدة لفرص اللاعبين الآخرين؟

كما أثارت مثل هذه التصرفات جدلًا واسعًا بين النقاد والمحللين الرياضيين، الذين يرون أن القرار قد يكون نابعًا من قناعات شخصية غريبة للمدرب أو حتى من استراتيجية داخلية تتعلق بتوزيع الأدوار داخل الفريق، ومن المؤكد أن هذه القرارات ستؤثر على مستقبل اللاعب السعودي مع روما، حيث تظل الفرص محدودة رغم الآداء الجيد الذي أبداه في بعض المباريات، باستثناء مشاركته اللافتة ضد كومو.

مستقبل سعود عبد الحميد مع روما والمفاوضات المحتملة

يُطرح الآن سؤال جوهري حول مستقبل سعود عبد الحميد مع نادي روما؛ إذ تزداد التحديات مع كل مباراة، خاصةً في ظل المنافسة الشديدة داخل الفريق وعلى مستوى الدوري الإيطالي، وبينما يحاول النادي إيجاد التوازن بين الخيارات الفنية المختلفة، تبقى فرص اللاعب السعودي للظهور والإسهام في الأهداف محدودة، ما يثير تساؤلات حول إمكانية إعادة النظر في استراتيجية التشكيل والتوزيع داخل الفريق.

سعود عبد الحميد لاعبا لروما الإيطالي
سعود عبد الحميد لاعبا لروما الإيطالي

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن لغز تعامل رانييري مع سعود عبد الحميد لا يزال قائمًا، ويُعد تحديًا كبيرًا أمام الإدارة الفنية والنقاد على حد سواء، فالقرار الذي يقيده على مقاعد البدلاء رغم ما يقدمه من أداء إيجابي قد يؤثر في نهاية المطاف على تطور مسيرته المهنية ومستقبله مع الفريق، ومن المهم الآن أن يقوم النادي بإعادة النظر في سياسات الاختيار والتوزيع داخل التشكيلة لضمان استغلال كامل الإمكانيات المتاحة، وإلا فقد يتحول الأمر إلى قصة مأساوية في تاريخ اللاعبين الواعدين في الدوري الإيطالي.

يبقى الحديث عن اختلاف وجهات النظر بين المدربين واللاعبين موضوعًا دائمًا في عالم كرة القدم، وما يميز حالة سعود عبد الحميد مع روما هو أنها تضعنا أمام لغز يصعب تفسيره من قِبل عيون المحللين، فبينما تظهر الإحصائيات تفوق اللاعب السعودي هجوميًا مقارنةً بالظهير الهولندي الذي فشل في تقديم الإضافة المطلوبة، يستمر المدرب رانييري في تفضيل خيارات تبدو متناقضة مع مبادئ العدالة الرياضية التي يتحدث عنها، وما سيُحدد مستقبل عبد الحميد مع روما هو قدرة النادي على إعادة تقييم هذه القرارات، ومنحه الفرصة المناسبة للتألق في ظل المنافسة القوية داخل الدوري الإيطالي.

إحصائيات المحترفين العرب


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.