جرح لم يلتئم منذ 8 سنوات.. مصر تواجه هوجو بروس بحثًا عن الثأر
تتجه أنظار الجماهير الإفريقية، والمصرية على وجه الخصوص، إلى المواجهة المرتقبة التي تجمع منتخب مصر بنظيره منتخب جنوب أفريقيا، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025، المقامة حاليًا، في لقاء يحمل أبعادًا فنية وتاريخية تتجاوز مجرد صراع النقاط الثلاث.
المباراة لا تُمثل فقط خطوة مهمة في مشوار التأهل إلى الدور ثمن النهائي، لكنها تحمل في طياتها صراعًا خاصًا يرتبط بالذاكرة المصرية، بسبب وجود المدرب البلجيكي هوجو بروس على رأس القيادة الفنية لمنتخب جنوب أفريقيا، وهو الاسم الذي ارتبط بأحد أكثر الإخفاقات إيلامًا في تاريخ الفراعنة القريب.
بعد مرور ثماني سنوات كاملة، يجد المنتخب المصري نفسه أمام فرصة جديدة لمواجهة المدرب الذي حرمه من اعتلاء منصة التتويج القاري عام 2017، في نهائي كأس أمم أفريقيا، ليصبح لقاء الجمعة بمثابة مواجهة ثأرية بطابع خاص، تتجاوز الحسابات الفنية إلى رد اعتبار طال انتظاره.

مصر تواجه هوجو بروس بحثًا عن الثأر
منتخب مصر يدخل اللقاء بعد بداية متعثرة نسبيًا، حقق خلالها فوزًا صعبًا على منتخب زيمبابوي في الجولة الأولى، وهو انتصار منح الفراعنة دفعة معنوية مهمة، لكنه في الوقت نفسه كشف عن بعض النقاط التي تحتاج إلى تصحيح قبل المواجهة الأصعب أمام جنوب أفريقيا.
على الجانب الآخر، يقود البلجيكي المخضرم هوجو بروس منتخب جنوب أفريقيا، مستندًا إلى خبرته الطويلة في الكرة الإفريقية، وقدرته على التعامل مع البطولات الكبرى، وهي الخبرة التي صنعت اسمه بقوة داخل القارة السمراء.
وتعرف الجماهير المصرية هوجو بروس جيدًا، بعدما كان السبب الرئيسي في ضياع لقب كأس أمم أفريقيا 2017، عندما تولى القيادة الفنية لمنتخب الكاميرون، وقاده للتتويج بالبطولة على حساب منتخب مصر في النهائي الذي أقيم بالجابون.
وقتها قضى هوجو بروس على أحلام المصريين، خاصة النجوم الذين لم يتوجوا من قبل بكأس الأمم الإفريقية، وعلى رأسهم نجم ليفربول محمد صلاح.
Bien joué à ceux qui ont deviné 🇨🇲 Aboubakar vs. Egypte ! 👏
— TotalEnergies AFCON 2025 – FR (@caf_online_FR) September 15, 2020
Le but emportant le titre #TotalAFCON 2017 🏆@FecafootOfficie pic.twitter.com/tr3ucuYZBt
بروس يقود منتخب الكاميرون لاعتلاء عرش إفريقيا
ما يزيد من قيمة إنجاز بروس آنذاك، أنه نجح في بناء منتخب كاميروني بلا نجوم، بعدما رفض سبعة لاعبين أساسيين الانضمام للمنتخب قبل البطولة، في مقدمتهم جويل ماتيب، أندريه أونانا، وزامبو أنجويسا، وهو ما جعل حظوظ “الأسود غير المروضة” ضعيفة على الورق.
ورغم الغيابات المؤثرة، تمكن بروس من صناعة توليفة منضبطة تكتيكيًا، نجحت في إقصاء منتخبات قوية مثل السنغال وغانا في الأدوار الإقصائية، قبل أن تبلغ المباراة النهائية أمام منتخب مصر المدجج بالنجوم.
في نهائي 2017، بدأ منتخب مصر اللقاء بشكل قوي، ونجح في التقدم خلال الشوط الأول بهدف سجله محمد النني، ليبدو الفراعنة الأقرب للتتويج باللقب القاري الثامن في تاريخهم.
⚽️ النني @ElNennyM يُفرح الفراعنة مبكراً! #مصر 1 ✖️ #الكاميرون 0. #beINCAF pic.twitter.com/7PCBjRPhJN
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) February 5, 2017
لكن بروس كان له رأي آخر، إذ تحدث لاحقًا عن صعوبة الموقف في الشوط الأول، معترفًا بسيطرة المنتخب المصري على وسط الملعب، قبل أن يجري تعديلات فنية ونفسية حاسمة داخل غرفة الملابس.
وأوضح المدرب البلجيكي حينها أن التعليمات بين الشوطين كانت حاسمة، مؤكدًا أن لاعبيه نفذوا المطلوب بدقة، ونجحوا في التفوق بدنيًا خلال الشوط الثاني، وهو ما قلب موازين اللقاء.
وبالفعل، سجل منتخب الكاميرون هدفين في الشوط الثاني، ليقلب الطاولة على مصر ويفوز بنتيجة 2-1، محققًا لقبًا لم يكن ضمن حسابات الترشيحات قبل انطلاق البطولة.
ثأر مؤجل منذ 2017
اليوم، وبعد مرور ثماني سنوات، يتجدد الموعد بين منتخب مصر وهوجو بروس، لكن هذه المرة من بوابة جنوب أفريقيا، في مواجهة تحمل رغبة مصرية واضحة في رد الاعتبار، وطي صفحة مؤلمة من تاريخ النهائيات القارية.
يدرك لاعبو منتخب مصر أن الفوز في هذه المباراة لا يعني فقط الاقتراب من التأهل، بل يمنح الفريق دفعة نفسية كبيرة، ويكسر عقدة مرتبطة باسم مدرب يعرف جيدًا كيف يُعقّد الأمور على الفراعنة.
وبين حسابات المجموعة، وطموحات التأهل، ورغبة الثأر من مدرب خطف حلم التتويج في 2017، يدخل منتخب مصر مواجهة جنوب أفريقيا بشعار واضح: لا بديل عن الفوز، ولا مجال لتكرار سيناريو الماضي.