روبيرتو لوبيزقصص 365Scoresقصص 365Scoresأخبار

رسالة على لينكد إن صعدت بمنتخب مجهول إلى كأس العالم.. صدفة؟

في كرة القدم، هناك قصص تُكتب على العشب الأخضر، وأخرى تُولد من صدفة، أو حتى “مزحة” عابرة، لكن ما فعله روبرتو لوبيز، المدافع الأيرلندي المنشأ والمَولد، يرقى لأن يكون سيناريو لفيلم سينمائي ينتهي بمشهد رفع علم الرأس الأخضر في مونديال 2026.

فهناك أهداف تصنع الانتصار، ولحظات تصنع التاريخ، لكن نادرًا ما تصنع “رسالة إلكترونية” ثورة في حياة لاعب بل في مسار أمة كاملة، هذه ليست قصة لاعب عادي، بل حكاية رجل بدأ كل شيء بمزحة وانتهى بطلاً قوميًا، هذا هو روبرتو لوبيز.. المدافع الذي حقق حلمه من «صندوق الرسائل المهملة».

بداية القصة.. “لو أصبحت يومًا لاعبًا دوليًا”

ولد روبرتو لوبيز قبل 33 عامًا في مدينة دبلن لأم أيرلندية وأب من الرأس الأخضر، ولم يتوقع أحد أن يحمل هذا المدافع، المغمور حينها في صفوف بوهيميانز، حلمًا دوليًا، في عام 2016، وخلال لقاء صحفي عادي، قال لوبيز مازحًا: “من يدري؟ ربما ألعب في كأس الأمم الإفريقية يومًا ما”.

وكان الحديث إشارة إلى زميله أيمن بن محمد الذي تم استدعاؤه لمنتخب تونس، فضحك الجميع آنذاك، لكنها كانت الضحكة التي أشعلت الشرارة، والخطوة لبداية الحلم الذي طالما راود الملايين من شعب دولة «كاب دي فيردي».

رسالة “لينكدإن” التي غيرت مصير أمة

مرت ثلاث سنوات على الموقف، ولم يتغير شيء، لا منتخب، لا اهتمام دولي، ولا أي إشارة إلى أن تلك «المزحة» ستعود من جديد، لكن فجأة تدب الحياة في حلم عابر ومزحة غير مقصودة، بعد أن تلقّى لوبيز رسالة باللغة البرتغالية على حسابه في «LinkedIn» من المدرب البرتغالي روي أجواش، يعرض عليه تمثيل منتخب الرأس الأخضر.

فظنّها لوبيز وقتها”رسالة سبام”، فأغلقها لتبقى في «صندوق الرسائل المهملة»، لكن أجواش لم ينسَ، وأرسل له رسالة ثانية بعد 9 أشهر لكن باللغة الإنجليزية، هذه المرة ليسأله بجدية إن كان مهتمًا باللعب لبلده الأصلي، حينها فقط أدرك لوبيز أن الأمر ليس مجرد نكتة، بل دعوة لتغيير مسار الحياة.

الرجل الذي تعلّم البرتغالية ليرتدي قميص الوطن

ما حدث بعدها كان أقرب للجنون، لوبيز لم يطلب وقتًا للتفكير، لم يستشر أحدًا، لم يَخف من التحدي بل قال في قرارة نفسه “نعم.. هذا مصيري” لكنها تلك المرة ليس مزحة، وبدأ على الفور تعلم اللغة البرتغالية، لغة الوطن الذي لم يعش فيه يومًا، لكنه شعر أنه ينتمي إليه منذ البداية.

ووافق لوبيز على الفور، وتعلم البرتغالية في وقت قياسي، ليخوض أول مباراة دولية له ضد توجو في أكتوبر من عام 2019، ومنذ تلك اللحظة، لم يعد مجرد لاعب، بل أصبح صخرة الدفاع وأحد القادة الصامتين في رحلة الرأس الأخضر نحو المجد.. مجدٌ لطالما راود أحلام شعبٍ ولم يتحقق على أرض الواقع قط .

وشارك لوبيز بعدها مع منتخب الرأس الأخضر في كأس أمم إفريقيا، فلم يكن لوبيز مجرد اسم في القائمة، بل تحول إلى قلب الدفاع، وروح للفريق، فخاض أكثر من 40 مباراة دولية مع المنتخب، وبنى علاقة استثنائية مع الجماهير واللاعبين.

“من لينكدإن إلى التاريخ”.. الرأس الأخضر في كأس العالم

لأول مرة في التاريخ، يتأهل الرأس الأخضر إلى نهائيات كأس العالم في ليلة لن تُنسى وستبقَ خالدة في أذهان عشاق منتخب «أسماك القرش»، فبعد فوز كبير على إسواتيني بنتيجة 3-0، كتب لوبيز وزملاؤه أجمل سطر في تاريخ منتخب الرأس الأخضر؛ ألا وهو التأهل الأول إلى كأس العالم 2026.

لينتهي الأمر من مجرد مزحة في مقابلة، إلى تأهل على أرض الملعب، لتتحول قصة روبرتو لوبيز إلى أسطورة كروية تٌروى للأجيال، تؤكد أن الأحلام لا تعرف المستحيل، حتى لو بدأت بدعابة عابرة، ليصبح هذا السيناريو تجسيدًا لمقولة «إيرل نايتينجال» المذيع والمؤلف الأمريكي الشهير صاحب مؤلفات التنمية البشرية “لا تتخلى أبدًا عن حلمك لمجرد أن الوقت سيستغرقه لتحقيقه، سيمضي الوقت على أي حال، لكن الحلم لن يمضِ، فالاحلام تتحقق وإن كان مٌزحة”.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.