رحلة صعود جد سبينس لاعب توتنهام: صبر طويل ثم أرقام مميزة ومكافأة بأول استدعاء دولي

“أحضر لي جناحك المفضل.” أربع كلمات كتبها جد سبينس مدافع توتنهام الإنجليزي بعد الفوز بنتيجة 2-0 على مانشستر سيتي في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، تعكس مستوى ثقة كبير للاعب صاعد في ذروة انطلاقه.

تألق سبينس في مواجهة مانشستر سيتي ونجح في إيقاف محاولات أجنحة مانشستر سيتي أوسكار بوب وفيل فودين، حيث فاز توتنهام باللقاء وحافظ على نظافة شباكه في ملعب الاتحاد. وفي الموسم الحالي، وبعد أن أصبح سبينس لاعبًا أساسيًا في فريق توتنهام، يبدو أنه قد اكتسب المزيد من الثقة والقوة في تصريحاته.

خلال تسعة أشهر تحول سبينس من لاعب لم يبدأ مباراة رسمية مع توتنهام إلى عنصر أساسي في التشكيل، بل وتم استدعاؤه للمنتخب الإنجليزي لأول مرة خلال معسكر سبتمبر 2025.

Djed Spence. England international. 🦁 pic.twitter.com/FDYbMMm9Ty

— Tottenham Hotspur (@SpursOfficial) August 29, 2025

في نفس التوقيت الذي كان يستعد فيه توتنهام لخوض حصته التدريبية الأخيرة قبل مواجهة بورنموث في الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي الممتاز، كان توماس توخيل يعلن قائمة منتخب إنجلترا لمواجهتي أندورا وصربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

جد سبينس كان قد تلقى الخبر قبلها بساعات قليلة عبر رسالة نصية، لكنه عاش اللحظة المميزة بشكل كامل داخل معسكر فريقه. يقول مدرب توتنهام، توماس فرانك: “بدأنا التدريب في الثانية عشرة ظهرًا، وبعدها بدقائق خرج أحد أفراد الجهاز ليبلغنا الخبر. هنأت سبينس أمام زملائه، وسط تصفيق وعناق من الجميع. بعد الحصة تحدثت معه وقلت له: استدعاء مستحق، استمتع بالتجربة وحافظ على نفس المستوى، وبعد مباراة الغد اذهب وتمتع بكونك جزءًا من منتخب إنجلترا.”

استدعاء سبينس، صاحب الـ25 عامًا، ليس مجرد حدث عابر، بل هو فصل جديد في قصة صعود رائعة للاعب عاش تقلبات كثيرة قبل أن يصل إلى هذه اللحظة. هي قصة نجاح فيها صبر، وإعادة بناء ثقة، واستفادة من الفرصة عندما أتت.

So proud of our Djed 🦁 pic.twitter.com/N3EzAudY4d

— Tottenham Hotspur (@SpursOfficial) September 2, 2025

البداية والمرحلة الحرجة

انتقل جد سبينس إلى توتنهام في يوليو 2022 بعد فترة ناجحة على سبيل الإعارة من ميدلزبروه إلى نوتنجهام فورست، لكنه لم يحصل على ثقة كونتي المدير الفني لتوتنهام آنذاك، وخرج في سلسلة إعارات بين رين الفرنسي، وليدز يونايتد الإنجليزي، وجنوة الإيطالي قبل أن يعود لناديه من جديد.

في 15 ديسمبر 2024 (بعد 881 يومًا من انضمامه لتوتنهام)، تمكن سبينس من الحصول على أول مشاركة أساسية مع توتنهام، وكانت ضد ساوثامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن حسن حظه أنه قدم تمريرة حاسمة سجلها ماديسون بعد 36 ثانية من مشاركته الأولى في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بنتيجة 5-0.

منذ تلك المباراة، استعاد جد سبينس الثقة المكسورة التي يبدو أنها تحطمت أثناء تولي كونتي القيادة الفنية لفريق توتنهام، وواصل المشاركة في المباريات مع المدير الفني السابق للفريق انجي بوستيكوجلو، ومن بعده في الموسم الحالي توماس فرانك.

أرقام وإحصائيات تؤكد قوة سبينس الدفاعية

من بين 191 لاعبًا حاولوا ما لا يقل عن 50 تدخلًا حقيقيًا في الدوري الموسم الماضي، سبنس احتل 11 في معدل النجاح في استعادة الكرة، بنسبة نجاح بلغت 71.2%. اللافت للنظر أنه من بين اللاعبين الأفضل منه في هذا الجانب، سبعة كانوا في مركز قلب الدفاع، مما يبرز قيمة هذا المعدل له كلاعب ظهير وليس قلب دفاع.

عند مقارنته مع الأظهرة الذين تفوقوا عليه نجد التالي:

تمت مراوغة سبينس 7 مرات فقط خلال 25 مباراة في الدوري الموسم الماضي، وهو مؤشر واضح على صلابته وقوته الدفاعية في المواجهات الفردية.

قيمة هجومية فردية وحمل تقدمي للكرة

من بين جميع المدافعين الذين لعبوا 1,000 دقيقة على الأقل في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي كان سبينس أعلى لاعب يقوم بمحاولات مراوغة، بل وأعلى لاعب يحقق نسبة نجاح فيها. هذه الأرقام تجعل سبينس أحد أكثر المدافعين تأثيرًا في الهجوم وخلق الخطورة الفردية.

من بين 55 ظهيرًا لعبوا 1,000 دقيقة أو أكثر في الدوري الإنجليزي موسم 2024-2025، حقق سبينس ثاني أكثر معدل في الحمل التقدمي بالكرة (أي حمل الكرة لمسافة 10 أمتار على الأقل)، ويأتي كايل والكر بيترس فقط في المركز الأول.

هذه الأرقام توضح أن سبنس مفيد في كسب المساحات نحو مرمى الخصوم والحركة بالكرة ودفع الفريق للأمام عبر الجري بالكرة، وهي ميزة مهمة من أجل بناء الهجمات السريعة، خاصة المرتدة، بجانب تنويع الحلول الهجومية لدى فريقه، بدلًا من الاعتماد على التمريرات القصيرة فقط للتقدم بالكرة.

نقطة الضعف: التمرير التقدمي

الموسم الماضي، حقق سبينس تمريرات تقدمية بنسبة 6.8% فقط من تمريراته الناجحة في اللعب المفتوح، والتمريرات التقدمية هي التي تحرك الكرة بنسبة 25% على الأقل تجاه مرمى المنافس. .

بهذا الرقم يحتل سبينس المرتبة 35 من بين 55 ظهيرًا لعبوا 1,000 دقيقة أو أكثر في الدوري الإنجليزي موسم 2024-2025. بالمقارنة، زميله بيدرو بورو حقق تمريرات تقدمية بنسبة 9.2% من تمريراته الناجحة في اللعب المفتوح، ليحتل المرتبة الرابعة في هذا التصنيف الذي احتل فيه سبينس المرتبة 35. هذا الرقم يوضح أن سبينس لا يعتمد بما يكفي على التمرير التقدمي لخلق فرص لصالح فريقه، ويدل على وجود قصور في الاستفادة من التمريرات التقدمية في بناء الهجمات.

متوسط طول تمريرات سبينس الناجحة في الموسم الماضي كان 13.8 مترًا، وهو رقم منخفض للغاية احتل به المركز السادس من الأسفل بين الـ55 ظهيرًا السابق ذكرهم.

لكن يبرز مؤشر إيجابي في الموسم الحالي لصالح سبينس، فمن ثلاث مباريات حتى الآن في موسم 2025–2026، ارتفع متوسط طول تمريراته التقدمية إلى 19.2 متر، وبالتالي يبدو أن سبينس مازال يتطور في جوانب مختلفة، خاصة تحت قيادة توماس فرانك.

ثقة المدير الفني وخوض دقائق أكثر في المباريات

في الموسم الحالي 2025-2026، يُعد سبينس واحد من أربعة لاعبين في توتنهام (بجانب فيكاريو، وروميرو، وفان دي فين) لعبوا كل الدقائق بشكل كامل خلال أول أربع مباريات للفريق في الموسم، حيث خاض توتنهام مباراة كأس السوبر الأوروبي و3 مباريات في الدوري، مما يدل على اعتماد المدرب عليه وثقته في جهوده الدفاعية والهجومية.

Djed. Djed Spence. 😏

— Tottenham Hotspur (@SpursOfficial) August 24, 2025

جد سبنس مثال على لاعب استثمر وقته، وانتظر فرصته، من أجل التطور، وزيادة مستواه، ثم استغلها بقوة أحسن استغلال. الأرقام تقول إن قوته تكمن في دفاع المواجهات الفردية، والمراوغات وحمل الكرة التقدمي، في حين كانت تمريراته التقدمية نقطة ضعف في الموسم الماضي.

بداية موسم 2025–2026 تعطينا بوادر تحسن في التمرير التقدمي ومع استمرار هذا التطور يمكن أن يتحول سبينس إلى ظهير عصري متكامل، يجيد الجوانب الدفاعية، ويحمل الكرة للأمام بنفسه، ويحرك الكرة بتمريرات أكثر اختراقًا لمناطق الخصوم.

في حالة استمرار كل هذه الجوانب الإيجابية في أسلوب لعب سبينس، فهو بالتأكيد يستحق مكانًا أساسيًا في نادي توتنهام ومنتخب إنجلترا خلال السنوات المقبلة.