دوام الحال من المحال.. 2025 عام التقلبات على أبطال الدوريات الكبرى
أوشك عام 2025 على الوصول إلى محطته الأخيرة، عام مر سريعًا لكنه ترك خلفه الكثير من المفاجآت الكروية، حتى بدا وكأن كرة القدم اختارت له شعارًا واحدًا لا يقبل الجدل “دوام الحال من المحال”، عنوان فرض نفسه بقوة على مجريات الموسم في مختلف ملاعب العالم.
على مدار سنوات طويلة، اعتادت الجماهير أن ترى في الغالب الأبطال وهم يدخلون الموسم التالي بثقة أكبر وشراسة أعلى، مدفوعين بلقب تحقق ورغبة لا تهدأ في حصد المزيد من البطولات أو على الأقل الحفاظ على ما تم إنجازه، خاصة في الدوريات الكبرى والبطولات القارية التي لا تعترف إلا بالاستمرارية والقوة الذهنية.
لكن 2025 كسر هذه القاعدة بصورة لافتة، إذ تحوّل الشعار من مجرد مقولة متداولة إلى واقع ملموس، بعدما فشل عدد كبير من أبطال الموسم الماضي في ترجمة تتويجهم إلى هيمنة جديدة، وظهرت عليهم علامات التراجع، سواء على مستوى الأداء أو النتائج، في مشهد لم يكن متوقعًا بهذه الحدة.
سقطت أسماء ثقيلة اعتادت اعتلاء منصات التتويج، ووجدت نفسها هذا الموسم بعيدة عن الصورة المعتادة، على رأسها برشلونة وليفربول، إلى جانب الأهلي وغيره من عمالقة الكرة الذين انتقلوا في غضون أشهر قليلة من دور البطل إلى موقع الباحث عن التوازن وتصحيح المسار.

ولكن يجب أن نتحدث عن كل بطل من هؤلاء الأبطال الذين قضوا نصف 2025 بشكل ممتاز وتوجوا بالألقاب والنصف الثاني بدأت معهم التخبطات والانهيارات خاصة وأن مجموعة منهم كانت انهياراتهم كارثية.
انهيار أوروبي مفاجئ
البداية يجب أن تكون فرق أوروبا، خاصة من نادي ليفربول الذي أنهى الموسم الماضي 2024/2025 بشكل مميز للغاية فائزًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه بعدما تصدر ترتيب المسابقة برصيد 84 نقطة، وفاز في 25 مباراة من أصل 38.
https://ليفربول يرفع لقب الدوري الإنجليزي 🏆
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) May 25, 2025
فرحة عارمة في أنفيلد مع احتفالات رجال آرني سلوت بالتتويج المستحق! 🎉🔥#ليفربول #الدوري_الإنجليزي pic.twitter.com/DtXYMHlxfA
ولكن صدم ليفربول الجميع هذا الموسم بسبب البداية الضعيفة التي ظهر بها بالرغم من تدعيم الفريق بصفقات قوية وبقيمة مالية عالية للغاية عكس سياسة النادي، لنجد الريدز في حاليًا وبعد مرور 18 جولة قبل نهاية العام في المركز الرابع برصيد 32 نقطة، وبفارق 10 نقاط كاملة عن أرسنال صاحب الصدارة، وكل ذلك بفارق بضعة أشهر فقط من عام ميلادي واحد وهو عام 2025، بخلاف الأزمات والإصابات والخلافات الداخلية بالفريق.
أرقام ليفربول بين الموسم الماضي والحالي في الدوري الإنجليزي
| الموسم | عدد المباريات | فوز | تعادل | خسارة | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف التي استقبلها |
| 2024/2025 | 38 | 25 | 9 | 4 | 86 | 41 |
| 2025/2026 | 18 | 10 | 2 | 6 | 30 | 26 |
ثم نتجه إلى إيطاليا حيث العملاق نابولي الذي احتفل في منتصف عام 2025 بحصده لقب الدوري الإيطالي للمرة الرابعة في تاريخه، وذلك بعدما تصدر ترتيب المسابقة برصيد 82 من 38 مباراة فاز بـ24 لقاء منها.
نابولي بطلاً للكالتشيو 🔝
— ADSportsTV (@ADSportsTV) May 23, 2025
صافرة النهاية وانطلاق الأفراح والاحتفالات في الجنوب الإيطالي ✨#الدوري_الإيطالي #نابولي_كالياري#أبوظبي_الرياضية Premium pic.twitter.com/1U9W1Zm41O
ولكن في النصف الثاني من العام وفي الموسم التالي مباشرة الذي يٌلعب حاليًا 2025/2026، تراجع نابولي بشكل مفاجئ وغريب في النتائج والمستوى الفني، لنجد الفريق حاليًا في المركز الثالث برصيد 34 نقطة بعد مرور 17 جولة، وبفارق نقطتين عن إنتر ميلان صاحب الصدارة، ولكن مستواه لا يبشر بأنه سيحصد اللقب للمرة الثانية على التوالي.
أرقام نابولي بين الموسم الماضي والحالي في الدوري الإيطالي
| الموسم | عدد المباريات | فوز | تعادل | خسارة | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف التي استقبلها |
| 2024/2025 | 38 | 24 | 10 | 4 | 59 | 27 |
| 2025/2026 | 16 | 11 | 1 | 4 | 24 | 13 |
ثم العملاق الأخير من عمالقة أوروبا الذي انقسم معه العام إلى شقين مختلفين يتواجد في إسبانيا وهو برشلونة، الذي حصد لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه وقدم مستويات مميزة خطفت أنظار الجميع دون صفقات كبرى بل بالمواهب الشابة وخطط مدربه الألماني هانز فليك، ليتصدر الترتيب برصيد 88 نقطة.
Portem l'escut al pit 💙❤️ pic.twitter.com/Xo0AbTOwtV
— FC Barcelona (@FCBarcelona_es) May 11, 2025
ولكن في النصف الثاني من العام ومع بداية الموسم الجديد ظهر بمستوى فني أقل من الموسم الماضي بشكل ملحوظ وعانى من تراجع مستويات بعض اللاعبين وكثرة الإصابات وبالتالي تراجع النتائج على الرغم من تصدره في الوقت الحالي جدول ترتيب الليجا ولكنه يواجه منافسة شرسة من غريمه التقليدي ريال مدريد.
أرقام برشلونة بين الموسم الماضي والحالي في الدوري الإسباني
| الموسم | عدد المباريات | فوز | تعادل | خسارة | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف التي استقبلها |
| 2024/2025 | 38 | 28 | 4 | 6 | 102 | 39 |
| 2025/2026 | 18 | 15 | 1 | 2 | 51 | 20 |
ماذا يحدث في إفريقيا وآسيا؟
ونطير من أوروبا نتجه إلى إفريقيا وبالتحديد مصر حيث النادي الأهلي بطل الدوري المصري الموسم الماضي، الذي اختتم نصف العام بحصد اللقب للمرة الثانية على التوالي وللمرة الخامسة والأربعين في تاريخه، بعدما تصدر ترتيب المسابقة في مرحلة البطولة برصيد 58 نقطة.
ولكن هذا الموسم وفي النصف الثاني من 2025 ظهر الأهلي بشكل أضعف تحت قيادة الإسباني خوسيه ريبيرو وضحى بالعديد من النقاط ليقرر إقالة مدربه وتعيين الدنماركي ييس توروب بدلًا منه، ولكن لم يتحسن الأداء بالشكل الكافي والفريق يتواجد حاليًا في المركز الثالث برصيد 23 نقطة وبفارق 6 نقاط عن سيراميكا كليوباترا صاحب الصدارة.

ومن إفريقيا إلى آسيا حيث الاتحاد وحصده لقب الدوري السعودي الموسم الماضي للمرة الرابعة عشر في تاريخه وبعد غياب طويل، وذلك بعدما تصدر ترتيب المسابقة برصيد 83 نقطة.
#الاتحاد بطلاً لـ #دوري_روشن_السعودي للمحترفين 2024/2025 🏆💪#الاتحاد_بطل_الدوري pic.twitter.com/IPdgHXtQrW
— نادي الاتحاد السعودي (@ittihad) May 15, 2025
ولكن في النصف الثاني من العام ومع بداية الموسم الجديد تراجع أداء ونتائج النمور بشكل كبير وواضح، ليتواجد في المركز السادس من جدول ترتيب الدوري السعودي بعد مرور 10 جولات
أرقام الاتحاد بين الموسم الماضي والحالي في الدوري السعودي
| الموسم | عدد المباريات | فوز | تعادل | خسارة | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف التي استقبلها |
| 2024/2025 | 34 | 26 | 5 | 3 | 79 | 35 |
| 2025/2026 | 10 | 5 | 2 | 3 | 19 | 15 |
من ينجح في كسر القاعدة في 2026؟
في النهاية يودع عالم كرة القدم عامًا استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عامٌ أثبت فيه 2025 أن الثبات مجرد وهم، وأن القمة لا تعرف الإقامة الدائمة مهما بلغ حجم الأسماء أو تاريخ البطولات. تقلبات قاسية أطاحت بأبطال، وفتحت الأبواب أمام وجوه جديدة، لترسّخ من جديد القاعدة الأزلية للعبة.
عامٌ أعاد التذكير بأن التتويج لا يمنح حصانة، وأن المجد يحتاج إلى تجديد مستمر، وعمل لا يتوقف، وقرارات لا تخطئ التوقيت. فبين بطلٍ سقط وآخر تعثر، كتبت كرة القدم فصولًا جديدة من دراما لا تنتهي.
ومع إسدال الستار على 2025، يبقى السؤال مفتوحًا مع بداية عام جديد: من يملك القدرة على كسر هذه القاعدة، ومن يستطيع الصمود أمام لعنة التقلبات؟ في لعبة لا ترحم، يبقى شعار واحد حاضرًا بقوة… دوام الحال من المحال.