دليل آرني سلوت لإنقاذ موسم ليفربول.. هل إبعاد صلاح سيغير المعادلة؟

تحوّل موسم ليفربول الحالي إلى اختبار قاسٍ للقلوب قبل أن يكون اختبارًا للقدرات التكتيكية، بعد موسمٍ حافل بالإنجازات، بدا حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأنه فقد بوصلة الثقة، خاصة بعد الهزيمة الساحقة بثلاثية نظيفة أمام نوتنغهام فورست على ملعب أنفيلد يوم السبت الماضي.
لم تكن هذه مجرد خسارة، بل صدمة تاريخية، إذ لم يسبق للفريق أن خسر مباراتين متتاليتين بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر منذ عقود، مما جعل الأنفيلد يبدو وكأنه تحول من حصن للهيبة إلى مرآة للمخاوف الجماهيرية.
الحقائق لا تُخفي الواقع المؤلم: ست هزائم من آخر سبع مباريات في الدوري هذا الموسم، واحتلال المركز الثاني عشر بفارق 11 نقطة عن أرسنال المتصدر، كل ذلك جعل من كل مباراة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على استعادة توازنه وسط تساؤلات حادة حول جدوى الإنفاق الصيفي الضخم الذي تجاوز 450 مليون جنيه إسترليني.
تلك الأموال، التي كان من المفترض أن تعزز الهجوم والدفاع، لم تمنح الفريق بعد التأثير المطلوب على أرض الملعب، بل وأدخلت الفريق في دوامة لا تنتهي، تاركة الجماهير في حالة من الإحباط والقلق.
ورغم هذا الواقع المأساوي، يبقى هناك بصيص أمل، آرني سلوت يقف اليوم أمام تحدٍ مزدوج: إعادة بناء الانضباط التكتيكي للفريق، وضبط دفة اللاعبين الجدد والمهاجمين الأغلى تكلفة، ومنحهم الثقة ليكونوا أدوات حقيقية لتغيير مجرى المباريات.
الآن، كل كرة تُلعب في أنفيلد تحمل معها السؤال الأكبر: هل سيتمكن ليفربول من الخروج من دوامة النتائج المخيبة قبل أن تتحول موجة التفاؤل الصيفية إلى خيبة أمل دائمة؟ الإجابة تبدأ مع سلوت وخياراته الحاسمة، التي قد تحدد مصير الموسم كله، وتضع حظوظ الفريق على المحك.
ماذا قدم ليفربول بعد 12 جولة في الدوري الإنجليزي تحت قيادة كلوب وسلوت؟
جمع ليفربول هذا الموسم 18 نقطة فقط بعد مرور أول 12 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح هذا الأداء ثاني أقل حصيلة نقاط يسجلها الفريق منذ أن تولى يورجن كلوب قيادة النادي.
الرقم القياسي الأقل كان في موسم 2022-2023، حين اكتفى الفريق بتحقيق 16 نقطة في نفس الفترة، وهو الموسم الذي انتهى فيه ليفربول بالمركز الخامس، أسوأ مركز يحققه كلوب في أول موسم كامل له، مع استثناء الموسم الأول الذي تولى فيه تدريب الفريق في أكتوبر، أي بعد انطلاق الدوري، وبالتالي لم يكن بداية الموسم تحت قيادته.
في ذلك الموسم، وعلى الرغم من كل الصعوبات، تمكن ليفربول من التأهل لدوري أبطال أوروبا بشق الأنفس، محققًا ذلك في اللحظات الأخيرة من الموسم.
| الموسم | النقاط | المركز النهائي | المدير الفني |
|---|---|---|---|
| 2019-20 | 34 | 1 | كلوب |
| 2024-25 | 31 | 1 | سلوت |
| 2018-19 | 30 | 2 | كلوب |
| 2023-24 | 27 | 3 | كلوب |
| 2016-17 | 27 | 4 | كلوب |
| 2021-22 | 25 | 2 | كلوب |
| 2020-21 | 25 | 3 | كلوب |
| 2017-18 | 22 | 4 | كلوب |
| 2025-26 | 18 | ؟ | سلوت |
| 2022-23 | 16 | 5 | كلوب |
فلوريان فيرتز: الألماني الذي يحتاج إلى الحرية
فلوريان فيرتز، الوافد الجديد من باير ليفركوزن مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، ما زال يعاني للتكيف مع متطلبات الدوري الإنجليزي الممتاز. طبيعة المنافسة البدنية الشديدة أبعدته عن أفضل مستوياته، كما أدى غيابه أمام نوتنجهام فورست بسبب الإصابة إلى تعقيد مهمة سلوت في إيجاد التوازن الهجومي.

في ليفركوزن، تألق فيرتز كمهاجم أيسر داخلي ضمن خطة 3-4-3، مستفيدًا من حرية الحركة والقدرة على استغلال قدمه اليمنى الأقوى، أما في ليفربول، فقد وُضع كصانع ألعاب مركزي في خطة 4-2-3-1، وهو موقع لا يسمح له بالتحرك بحرية أو التأثير الهجومي الكامل، ما قلل من قيمة استثماره الباهظة.
الحل الأمثل وفق التحليل التكتيكي يكمن في إعادة فيرتز إلى الجناح الأيسر، مع منح الحرية في التحرك داخل الملعب والركض في العمق، أو تعديل خطة الفريق إلى 4-3-3 مع لاعب رقم 8 أيسر، لاستعادة دوره الإبداعي وإظهار موهبته الحقيقية التي دفع ليفربول ثمنها.
ماذا يفعل سلوت مع ألكسندر إيزاك وهوجو إيكيتيكي؟
ألكسندر إيزاك، الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول بتكلفة نحو 125 مليون جنيه إسترليني، لم يقدم بعد ما يبرر الاستثمار الكبير فيه. أداؤه ضد نوتنجهام فورست كان نموذجًا صارخًا للصعوبات التي تواجه الفريق، حيث بدا غائبًا جسديًا وذهنيًا، وتحركاته بطيئة وتائهة، مع لمس الكرة 14 مرة فقط، معظمها في الشوط الأول؛ هذه الإحصائيات أكدت ضعف تأثيره وغياب دوره عن صناعة الفارق، حتى مقارنة باللاعبين الذين رحلوا مثل داروين نونيز.
من جانبه، أظهر الفرنسي هوجو إيكيتيكي مستويات جيدة منذ بداية الموسم، لكنه تقلص دوره بعد إشراك إيزاك كأساسي، دخول إيكيتيكي كبديل على الجناح الأيسر في الدقيقة 55 ضد فورست لم يمنحه مساحة كافية لإحداث الفارق، وهو ما أعطى انطباعًا بأن سلوت يحاول فرض اللاعبين الأغلى على أرض الملعب بدلًا من الاعتماد على الأكثر جاهزية.

دمج دور إيكيتيكي وإيزاك يمثل تحديًا كبيرًا للمدرب، مع ضرورة إيجاد التوازن بين استثمار 125 مليون جنيه إسترليني في السويدي وإمكانات الفرنسي الواعدة، خصوصًا مع غياب أي دلائل على القدرة المتناغمة لهما على اللعب معًا؛ السماح لإيكيتيكي باللعب كمهاجم أساسي قد يخفف الضغط عن إيزاك، ويمنحه الفرصة لاستعادة إيقاعه تدريجيًا، بينما يعزز الفريق قدرته على خلق فرص حقيقية أمام المنافسين.
التحدي الأكبر يكمن في قدرة الثنائي على اللعب معًا بشكل متكامل، وهو أمر لم تظهر دلائله بعد، مع تكلفة إجمالية تقارب 200 مليون جنيه إسترليني، يبدو أن أحدهما سيظل غالبًا على مقاعد البدلاء، الأمر الذي يزيد الضغوط على سلوت لإيجاد التوازن المناسب؛ بينما أظهر إيكيتيكي إمكانات كبيرة، لا يزال إيزاك يمثل معضلة باهظة التكلفة بدون حلول واضحة في المدى القصير.
باختصار، ليفربول يواجه اختبارًا صعبًا في موسم مليء بالتحديات، مع ضرورة إعادة الثقة بالنفس، واستعادة الانضباط التكتيكي، وإيجاد توازن بين الإنفاق الضخم على اللاعبين وبين الأداء الفعلي على أرض الملعب، قبل أن يتحول الضغط إلى أزمة أكبر يصعب الخروج منها.
تهميش فيدريكو كييزا.. ألا يستحق فرصة؟
على الرغم من أن فيديريكو كييزا أظهر قدرات هجومية كبيرة ومساهمة ملحوظة في صناعة وإحراز الأهداف، إلا أنه نادرًا ما حظي بفرص المشاركة في مباريات الدوري هذا الموسم، هذا التجاهل يعوق ديناميكية خط الهجوم ويحد من خيارات المدرب في تنويع الأسلوب الهجومي، خاصة في المباريات التي تتطلب حلولًا سريعة لإحداث الفارق.
مع تقدم محمد صلاح في العمر وظهور مؤشرات واضحة على الإرهاق البدني والمعنوي، أصبح من الضروري أن يحصل كييزا على دقائق لعب أكبر، سواء في مركز الجناح أو كخيار هجومي بديل، لإضفاء الحيوية على الهجوم، وتخفيف الضغط عن النجم المصري، وضمان أن يظل قادرًا على تقديم أفضل مستويات الأداء في اللحظات الحاسمة من المباريات.

دمج كييزا بشكل أكثر انتظامًا في التشكيلة قد يمنح لليفربول المرونة الهجومية المطلوبة، ويخلق توازنًا بين الخبرة والاندفاع، وهو ما أصبح حاجة ملحة في ظل التحديات الحالية للفريق.
الغريب في الأمر أن المباراتين اللتان لم يشارك بهما محمد صلاح، لم يُعطي سلوت الفرصة لـ كييزا، بل اقتصر الاعتماد عليها كبديل للمهاجم إيكيتيكي منذ بداية الموسم، وبأدوار تشبه تلك التي حصل عليها لويس دياز في مركز المهاجم خلال الموسم الماضي، وهي أبعد ما يكون عن إمكانيات اللاعب الإيطالي الذي يجيب اللعب على الأطراف.
هل إبعاد صلاح عن التشكيلة هو الحل؟
سؤال بدأ يطفو على السطح بعد التصريحات الأخيرة لقائد إنجلترا السابق واين روني، الذي أثار جدلًا كبيرًا خلال أحدث تصريحاته، مؤكّدًا أن مكان النجم المصري داخل التشكيلة الأساسية قد يكون في خطر.
“لو كنتُ مكان سلوت، كنت سأضطر لاتخاذ قرارٍ حاسم، ليس ضد صلاح شخصيًا، بل لإرسال رسالة واضحة لبقية الفريق. صلاح لا يقدم الإضافة الدفاعية المطلوبة”.
“تخيّل نفسك لاعبًا جديدًا أو أحد الذين استقطبهم النادي هذا الصيف، وتجلس على مقاعد البدلاء، وتراه لا يركض دفاعيًا رغم كل ما حققه من إنجازات – ماذا سترى في ذلك؟ ما هي الرسالة التي تُرسل إليك؟”
– واين روني.
هذه الانتقادات تأتي بعد الأداء الدفاعي المخيب الذي قدمه صلاح في بعض المباريات هذا الموسم، مثل الهزائم أمام تشيلسي وبرينتفورد ومانشستر سيتي ونوتنجهام فورست، حيث بدا غير قادر على المساهمة بالفاعلية المطلوبة في خط الوسط أو الضغط على المنافس.
ورغم ذلك، لا يمكن إنكار دوره الفردي أمام نوتنجهام فورست، إذ كان أحد القلائل الذين شكلوا تهديدًا حقيقيًا للخصم، اللاعب الوحيد تقريبًا الذي حاول خلق فرص وتهديدات رغم انخفاض مستواه نسبيًا مقارنة بأفضل أيامه.
هذا الموسم، أبقى سلوت صلاح على مقاعد البدلاء في مباريات دوري أبطال أوروبا ضد جالطة سراي وآينتراخت فرانكفورت، حيث خسر الفريق في تركيا وفاز في ألمانيا، في خطوة أثارت التساؤلات حول أفضل طريقة لاستثمار خبرته وموهبته.

وبالرغم من أن أدائه لم يصل بعد لمستوى التوهج العالمي الذي اعتاد عليه، إلا أن صلاح لا يزال يمثل حجر الزاوية في قدرة ليفربول على حسم المباريات الكبرى، خاصةً وأنه استعاد جزء من مستواه في التحرك وصناعة الفرص تحديدًا بعد الخسارة أمام تشيلسي.
المدرب الهولندي يواجه تحديًا مزدوجًا: الحاجة إلى إرسال رسالة للانضباط والجهد الدفاعي، وفي الوقت نفسه الاستفادة من خبرة وموهبة صلاح في اللحظات الحاسمة.
الوقت المناسب لمناقشة مستقبل صلاح بشكل جدي سيكون مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية في ديسمبر، عندما يغيب عن صفوف الفريق مع منتخب مصر، وليس الآن، في وقت يحتاج فيه ليفربول لكل عناصره القادرة على إحداث الفارق.
آرني سلوت.. الآن يجب العودة إلى الأساسيات
هل انحرف آرني سلوت عن مسار التفكير الصحيح، أم أن الضغوط الحالية أجبرته على الابتعاد عن الأساسيات؟ هذا التساؤل يفرض نفسه بقوة بعد سلسلة النتائج المتذبذبة لليفربول هذا الموسم.

في موسمه الأول مع الفريق، حين قاد ليفربول للتتويج باللقب، أظهر سلوت لمساتٍ تكتيكية ثاقبة، وقرارات ذكية على مستوى تشكيل الفريق، من أبرزها دمج رايان جرافينبيرخ في مركز الإرتكاز، وبأدوار مركبة بعد فشل صفقة مارتن زوبيمندي، ووضع هيكلية أكثر صرامة تكيفت مع إرث يورجن كلوب.
تلك التعديلات، سواء في التشكيلة الأساسية أو من مقاعد البدلاء، كانت ذكية وناجحة، وساهمت في إحداث التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم.
لكن هذا الموسم لم يشهد ليفربول نفس الانسيابية أو القدرة على استثمار الخيارات الذكية، كانت أفضل لحظات الفريق محصورة في فوزين متتاليين على أستون فيلا وريال مدريد، حيث تألق خط الوسط بقيادة جرافينبيرخ وأليكسيس ماك أليستر، إلى جانب دومينيك سوبوسلاي، وهو ما يوحي بأن الطريق نحو استعادة أسلوب الفوز باللقب يمر بالعودة إلى تلك الأساسيات نفسها.
المشكلة تكمن في أن تجربة إشراك فلوريان فيرتز في مركز هجومي بدت غير متوازنة، ولم تُسهم مشاكل الألماني في التكيف إلا في تعميق الخلل، هذا الأمر ترك سلوت في موقف صعب، حيث بدا تفكيره مشتتًا في محاولة سد الثغرات في الخطوط الدفاعية والهجومية على حد سواء.
حتى لاعب مؤثر مثل سوبوسلاي، الذي قدم أداءً رائعًا في مناسبات سابقة، اضطر للعب في مركز الظهير الأيمن غير المعتاد في عديد المباريات، آخرها ضد نوتنجهام فورست، ما كشف ضعف خط وسط الفريق.
ذكاء سويوسلاي في التمرير وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب تعد من أهم أسلحة الفريق، إعادته إلى مركزه الأم، سواء كلاعب وسط أو صانع ألعاب، ستمنح الفريق توازنًا وسيطرة أفضل على الانتقالات.

ليفربول افتقد الطاقة والفعالية في وسط الملعب بغياب المجري عن هذا المركز، بينما حاول المدرب سد الفجوات بعد رحيل ترينت ألكسندر أرنولد وإصابة كونور برادلي وجيريمي فريمبونج.
خطة إعادة تأهيل فريمبونج في مركز الظهير، التي كلفت 70 مليون جنيه إسترليني، لم تنجح بعد، إذ يبدو اللاعب أقرب للجناح على الجهة اليمنى عند لياقته، فيما عانى ميلوس كيركيز على الجهة اليسرى.
بالمقابل، كان جو جوميز خيارًا مثاليًا لمركز الظهير الأيمن ضد فورست، مما كان سيسمح لزوبوسزلاي بالتحرك إلى مركز أكثر تأثيرًا؛ حتى كورتيس جونز، الذي شارك ضد فورست، سبق أن استُخدم في مركز الظهير الأيمن بنجاح تحت قيادة توماس توخيل مع إنجلترا، ما يبرز الخيارات الممكنة التي لم يستغلها سلوت بشكل كامل.
تبديلات سلوت في مباراة فورست بدت أشبه بمجازفة يائسة، وليست تغييرات الموسم الماضي التي كانت لها قدرة واضحة على قلب مجريات المباريات.
إدخال إيكيتيكي بدلًا من المدافع إبراهيما كوناتي في بداية الشوط الثاني مثّل محاولة لإنقاذ الموقف، لكنها لم تعكس المنطق التكتيكي أو الانسجام الذي ميز الفريق تحت قيادة سلوت في موسمه الأول.
مرة أخرى، بدا المدرب وكأنه يُصارع لإيجاد الحلول، متخبطًا بين الحاجة لاستعادة الانضباط التكتيكي والضغط الهائل الذي يفرضه جدول المباريات والأداء المتذبذب للاعبين؛ السؤال الأكبر يبقى: هل سيتمكن سلوت من العودة إلى أساسياته القديمة، أم أن الضغوط ستستمر في إبعاده عن الطريق الصحيح؟
على ليفربول إعادة الضغط لضم جويهي
تلقى ليفربول صدمة كبيرة بعد فشل التعاقد مع مارك جويهي، قائد كريستال بالاس، مقابل 35 مليون جنيه إسترليني في اليوم الأخير من سوق الانتقالات، صفقة كانت تبدو قادرة على تعزيز خط الدفاع بشكل كبير.
كان اللاعب الدولي الإنجليزي البالغ من العمر 25 عامًا قادرًا على تقديم دفعة نوعية لخط الدفاع، من خلال إضافة القوة والخبرة بجانب القائد فيرجيل فان ديك، وخلق منافسة حقيقية لإبراهيما كوناتي، الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم.
بدلًا من ذلك، تركت خطوة التخلي عن التعاقد الفريق يعاني من ضعف إضافي في الدفاع، خاصة مع أداء كوناتي المتذبذب، في خط خلفي استقبل 20 هدفًا في 12 مباراة فقط في الدوري هذا الموسم، مقارنة بـ8 أهداف خلال نفس الفترة من الموسم الماضي.

المخاوف تتزايد أيضًا مع الأرقام التي تكشف عن هشاشة الدفاع عند الكرات الثابتة، إذ تلقى ليفربول 9 أهداف هذا الموسم من ركلات ثابتة – باستثناء ركلات الجزاء – وهو نفس العدد الذي استقبله الفريق طوال الموسم الماضي بأكمله.
هذه الإحصائية وحدها توضح حجم الفجوة في الدفاع، وتؤكد أن جويهي يجب أن يكون أولوية قصوى لإدارة النادي في أقرب فرصة ممكنة؛ التحدي الأكبر الآن يتمثل في المنافسة على اللاعب، مع ظهور عروض أخرى قد تُغريه، وقد يفضل الانتظار حتى الصيف المقبل لتحديد مستقبله.
ويضاف إلى ذلك سؤال حاسم: هل سيكون كريستال بالاس مستعدًا للتخلي عن قائده في الوقت الذي يتقدم فيه الفريق على ليفربول في المركز الخامس؟
الرسالة واضحة: تعزيز الدفاع لا يمكن تأجيله أكثر، وجويهي يمثل فرصة حقيقية لتقوية قلب الدفاع، وإعادة توازن ليفربول قبل أن تتفاقم المشاكل الدفاعية أكثر.
هل سينقذ سلوت موسم ليفربول؟
ليفربول يقف اليوم على مفترق طرق حاسم في هذا الموسم المضطرب، بين الاستمرار في دوامة الهزائم أو استعادة مجده الضائع مؤقتًا؛ كل قرار يتخذه آرني سلوت، من اختيار التشكيلة إلى إدارة المهاجمين الأغلى ثمنًا، يحمل ثقلًا هائلًا، ليس فقط على نتائج المباريات، بل على مصداقيته كمدرب قادر على قيادة الفريق في الظروف الصعبة.
الضغط يزداد مع كل هزيمة، ومع كل لاعب لم يقدم بعد ما يبرر استثمارات النادي الطائلة، من إيزاك وإيكيتيكي إلى فيرتز، مرورًا بالمعضلات الدفاعية وغياب الحلول الفورية في خط الوسط، حتى محمد صلاح، حجر الزاوية في الفريق، يقف أمام اختبار مزدوج: الاستمرار في قيادة الفريق رغم تراجع مستواه، وقبل أن يغيب عن الفريق بعد عدة أسابيع للمشاركة مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، وهو ما سيزيد الضغط على سلوت لاتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لعادة بوصلة ليفربول قبل رحيل نجم الفريق الأبرز.

التحدي أمام سلوت ليس سهلًا، فهو بحاجة لإعادة الانضباط التكتيكي، واستعادة الانسجام بين اللاعبين، وإشعال حماستهم من جديد قبل أن يتحول موسم حامل اللقب إلى مأساة حقيقية؛ إضافة لاعبين مثل مارك جويهي قد تمنح الفريق دفعة حيوية، لكن الوقت يمر بسرعة، فمباراة تحمل معها مخاطرة جديدة تزيد من ثقل المهمة.
الآن، الأنفيلد يراقب، الجماهير تترقب، وكل كرة تُلعب تصبح جزءًا من معركة أكبر من مجرد نقاط في الدوري؛ إنها صراع لاستعادة الفخر، وإثبات أن ليفربول قادر على مواجهة التحديات مهما كانت ضخمة، ساعة الحقيقة تقترب، وكل الأعين على سلوت وقراراته التي قد تحدد مصير الموسم بالكامل.