أخبار الكرة المغربيةإبراهيم ديازأخبارالرجاء

خيارات الركراكي لـ كأس أمم إفريقيا 2025 بين طموح التتويج وضغط الإنجازات

يقول المثل: “خير خلف لخير سلف” وواقع حال منتخب المغرب قبل كأس أمم إفريقيا 2025 يقول: “لا خير في سلفِِ عجز عن تحقيق ما حققه الخَلف” هم أصحاب برونزية الأولمبياد، أبطال الشان، أبطال مونديال الشباب.. فمن تكون؟

بعد الإخفاق الذي رافق مشاركة منتخب المغرب في النسخة الماضية من كأس أمم إفريقيا تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، يدخل “أسود الأطلس” البطولة القارية المقبلة على أرضهم وبين جماهيرهم تحت ضغط أكبر من أجل التعويض.

المطالبة بنتائج أفضل باتت أمرا حتميا، خصوصا أن الجمهور المغربي يرى أن الظروف الحالية من دعم جماهيري واستقرارإداري، توفر جميع الشروط لتحقيق نسخة أفضل من السابقة، ولا مغنم أقل من ذهب النهايات، سيشفي الغليل.

الركراكي في كأس أمم إفريقيا آفاق وتطلعات

أمام هذا المحفل وتطلعاته، يجد الركراكي نفسه مجددا أمام مهمة صعبة في اختيار قائمته النهائية، وسط نقاش واسع يثار حول جودة الأسماء وقدرتها على تقديم الإضافة المطلوبة، بل وتجاوز مظلة ملحمة قطر 2022.

كل قرار يتعلق بالاختيارات لا يصب فقط في الجانب التكتيكي، بل يعتبر قرارا تحمله تبعات كبيرة، في ظل التوقعات العالية والطموحات المرتفعة، الأمر يتطلب دراسة دقيقة ومسؤولية كبيرة، لأن أي خطأ في التقدير قد يؤثر مباشرة على مسار المنتخب في المنافسة القارية.

ومما يزيد حجم الترقب حول المنتخب الأول هو ما حققته الفئات الأخرى من إنجازات لافتة خلال السنوات الأخيرة، فقد توج المنتخب المحلي بلقب كأس أمم إفريقيا، وحصل المنتخب الأولمبي على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، بالإضافة إلى إنجاز تاريخي بتتويج منتخب تحت 20 عاما بكأس العالم.

هذه النجاحات تشكل من جهة حافزا قويا لـ “أسود الأطلس”، لكنها من جهة أخرى تضع الركراكي أمام ضغط مضاعف، إذ يُنتظر أن ينعكس هذا الزخم على المنتخب الأول، خاصة في ظل سعي المغرب للفوز بلقبه الثاني في كأس أمم إفريقيا بعد أكثر من خمسة عقود من الانتظار.

كأس أمم إفريقيا - وليد الركراكي - منتخب المغرب
وليد الركراكي – منتخب المغرب ( تصوير: عمر الناصيري)

خيارات الركراكي.. جودة متفاوتة وتساؤلات كثيرة

يدرك وليد الركراكي أن اختياراته للقائمة النهائية ستكون تحت مجهر المتابعين، بالنظر إلى تعدد الأسماء المتاحة وتنوع المدارس الكروية التي ينتمي إليها اللاعبون.

المغرب اليوم يمتلك جيلا محترفا في كبريات الدوريات الأوروبية، إلى جانب لاعبين مميزين داخل البطولة الإحترافية، ما يجعل عملية المفاضلة بين الأسماء مهمة معقدة تتداخل فيها عدة معايير، أبرزها الجاهزية البدنية والانسجام التكتيكي والخبرة في البطولات الكبرى.

ورغم الاتساع الكبير في قاعدة المواهب، إلا أن النقاش لا يزال قائما بحدة حول مدى قدرة بعض اللاعبين على تمثيل المغرب في بطولة بحجم كأس أمم إفريقيا، التي تُعرف بطابعها القتالي وصعوبتها البدنية.

ولا مناص أن الركراكي مطالب بخلق توازن بين لاعبين أصحاب خبرة دولية وأسماء شابة متعطشة لإبراز ذاتها، مع الحفاظ على روح الانسجام التي ميزت المنتخب خلال الفترة الأخيرة، كما أن مسألة اختيار العناصر الهجومية تحديدا تُعد من أهم التحديات، نظرا لحاجة المنتخب إلى فعالية أكبر في تحويل الفرص إلى أهداف.

منتخب المغرب
منتخب المغرب للشباب – المصدر: (Gettyimages)

هل ضغط الإنجازات حافز أم آلية ضغط؟

لا يمكن تجاهل ما حققته المنتخبات المغربية في الفئات الأخرى خلال السنوات الأخيرة، وهو ما خلق حالة من التفاؤل والاعتزاز بالمنظومة الكروية الوطنية. فالفوز بكأس أمم إفريقيا للمحليين، وإنجاز برونزية الأولمبياد، والتتويج العالمي لمنتخب تحت 20 عاما، كلها محطات رسخت مكانة المغرب كقوة صاعدة في كرة القدم.

هذه النجاحات من شأنها أن تكون مصدر إلهام للاعبي المنتخب الأول، لكنها في الوقت ذاته تضع وليد الركراكي تحت ضغط إضافي، باعتبار أن الجمهور المغربي ينتظر رؤية ثمار هذا العمل على مستوى الفريق الأول.

فالمطلوب اليوم ليس فقط تقديم أداء مشرف، بل المنافسة القوية على اللقب القاري، خاصة أن المغرب لم يتوج بكأس أمم إفريقيا إلا مرة واحدة منذ قرابة الخمسين عاما.

ومع وجود قاعدة واسعة من المواهب، وبيئة كروية غنية بالنجاحات، تبقى آمال المغاربة معلقة على قدرة الركراكي في تحويل كل هذا الزخم إلى لقب طال انتظاره، فهل يُعيد السلف ما حققه الخلف؟

حكيم الزايري

صحفي مغربي من مواليد عام 1994، بدأ العمل في المجال الإعلامي سنة 2016، مسؤول عن تغطية أحداث الكرة المغربية بموقع 365Scores، ومحترف في التعليق الصوتي وكتابة "سكريبتات" للفيديوهات القصيرة، وإعداد تقارير رياضية بالصوت والصورة، بالإضافة لكتابة مقالات في الكرة العالمية.