حقيقة غضب كيليان مبابي من استبداله أمام ريال بيتيس
في كرة القدم، العاطفة جزء لا يتجزأ من اللعبة، اللاعبون المحترفون مثل كيليان مبابي يعيشون المباريات بروح تنافسية عالية، مما يجعل ردود أفعالهم أحيانًا تبدو حادة عندما لا تسير الأمور كما يريدون، الغضب عند التبديل، الاعتراض على قرارات المدرب، أو حتى الإحباط من أداء الفريق هي أمور طبيعية في عالم الساحرة المستديرة.
اللاعب المحترف لا يرى نفسه مجرد عنصر ضمن الفريق، بل يعتبر وجوده داخل الملعب مسؤولية لا يمكن التخلي عنها بسهولة، خاصة إذا كان من طينة الكبار مثل الفرنسي كيليان مبابي نجم نادي ريال مدريد الإسباني، والذي يتمتع بمهارات فنية إستثنائية جعلته ضمن الأفضل في العالم.
تعرض ريال مدريد لهزيمة غير متوقعة أمام ريال بيتيس بنتيجة 2-1 على ملعب بينيتو فيامارين، وهي نتيجة لم تكن في الحسبان بالنظر إلى طموحات الفريق الملكي في سباق الليجا، هذه الخسارة جاءت في توقيت حساس قد يؤثر على مسيرة الفريق في صراعه مع برشلونة وجيرونا على لقب الدوري.

الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الميرنجي لم يكن سعيدًا بالأداء، وكان واضحًا في تصريحاته بعد المباراة حيث قال: “بدأنا اللقاء بشكل جيد، لكننا لم نتمكن من الحفاظ على الإيقاع الأولي، سواء من حيث الموقف أو الالتزام، لقد خرجنا عن السيطرة أمام فريق لعب بشكل أفضل واستحق الفوز. هذه ضربة قاسية، وعلينا أن نرد عليها سريعًا”.
واختتم: “الهزيمة لم تكن فقط ضربة للترتيب، بل جاءت لتثير تساؤلات حول حالة الفريق قبل المواجهة المرتقبة في دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد، الأداء المهزوز أمام بيتيس وضع علامات استفهام حول مدى جاهزية الفريق للاستحقاقات الكبرى القادمة”.
قرار استبدال كيليان مبابي.. جدل متوقع
في الدقيقة 75، قام أنشيلوتي بسحب كيليان مبابي من الملعب، ليشرك بدلًا منه البرازيلي الشاب إندريك فيليبي، كان هذا التبديل مفاجئًا للكثيرين، خاصة أن النجم الفرنسي لم يشارك في المباراة السابقة أمام ريال سوسيداد وكان من المفترض أن يكون جاهزًا لقيادة الفريق.
مشهد خروج مبابي من الملعب أثار الجدل، حيث التقطت عدسات الكاميرات بعض الإشارات التي قد توحي بعدم رضاه عن القرار، برر أنشيلوتي قراره بعد المباراة قائلًا: “لم يتدرب كيليان مبابي كثيرًا في الأيام الأخيرة، ولم يكن في أفضل حالاته، فضلت إراحته لتجنب أي مشاكل قد تؤثر عليه في المباريات القادمة”.
KYLIAN
— LALIGA (@LaLiga) January 25, 2025
MBAPPÉ. 🙅♂️#LALIGAHighlights | @realmadrid pic.twitter.com/LUETYZ02BR
على الرغم من هذا التفسير، فإن الكثير من المشجعين والمحللين يرون أن مبابي كان بإمكانه الاستمرار في الملعب، خاصة أن الفريق كان يحتاج إلى لاعب بحجمه لإحداث الفارق.
منذ انضمامه إلى ريال مدريد، وضع كيليان مبابي أمامه هدفًا واضحًا: أن يكون النجم الأول للفريق الملكي، طموحه لا يعرف الحدود، وهو يدرك تمامًا أن الجماهير والإدارة تنتظر منه الكثير، لذلك، من الطبيعي أن يكون لاعبًا لا يحب مغادرة الملعب، خاصة في المباريات الصعبة التي يحتاج فيها الفريق إلى قوته الهجومية.
مبابي لاعب لا يرضى بالأدوار الثانوية، فهو يريد أن يكون دائمًا في قلب الأحداث، يسجل، يصنع الفارق، ويقود فريقه نحو الانتصارات، هذه العقلية التنافسية هي ما تجعل منه أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكنها في الوقت ذاته قد تجعله يظهر بعض الانزعاج عندما لا يحصل على ما يريده داخل الملعب.
🤷♂️ pic.twitter.com/OlIoZ5u41Q
— Kylian Mbappé (@KMbappe9i) March 1, 2025
كرة القدم لعبة جماعية، والمدرب هو صاحب القرار الأول والأخير، أنشيلوتي، بخبرته الطويلة، يعرف متى يحتاج اللاعب إلى الراحة، حتى لو كان اللاعب نفسه يرى غير ذلك، قد يكون مبابي غير سعيد بالخروج، لكن على المدى الطويل، قد يكون القرار في مصلحته للحفاظ على جاهزيته البدنية، خاصة مع جدول المباريات المضغوط الذي ينتظر ريال مدريد.
سواء كان مبابي غاضبًا بالفعل من استبداله أم لا، فإن الأهم هو أن الفريق بحاجة إلى استعادة توازنه بسرعة، المرحلة القادمة لن تكون سهلة، وكل نقطة قد تصنع الفارق في صراع الليجا ودوري الأبطال. مبابي، مهما كان انزعاجه، سيظل ركيزة أساسية في مشروع ريال مدريد، والمباريات القادمة ستكون فرصته المثالية للرد داخل الملعب، حيث يتحدث اللاعبون العظماء بأقدامهم وليس بانفعالاتهم.
جود بيلينجهام
فينسيوس جونيور
مبابي
مودريتش