كأس العالم 2026كريستيانو رونالدوأخباربطولات ودوريات

حقيقة “المؤامرة الكونية” ضد أوزبكستان بسبب وقوعهم مع البرتغال في كأس العالم 2026

في اللحظة التي ظهر فيها اسم أوزبكستان تحت اسم البرتغال في المجموعة الحادية عشرة خلال قرعة كأس العالم 2026، ارتفع صوت الإنترنت كما يرتفع الغبار فوق ملعب قديم.

صرخ البعض بأن “القرعة مفصّلة للبرتغال”، ووُجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى كريستيانو رونالدو— كما لو أن الكون كله اجتمع ليمنح أسطورته طريقًا مفروشًا بالورود.

ما حدث كان أكبر من صرخة غضب، وأقرب إلى موجة سخرية جماعية تحوّلت إلى “نظرية مؤامرة” مكتملة الأركان… لكنها تنهار تمامًا عند أول اختبار منطقي.

فما الذي جرى بالضبط؟ ولماذا اعتقد الناس أن أوزبكستان ضحية ترتيبات غامضة في قرعة كأس العالم 2026، بينما تُظهر الحسابات الدقيقة أن ما حدث لم يكن سوى نتيجة قواعد جامدة لا تعرف المزاح؟

كيف بدأت ضجة قرعة كأس العالم 2026؟

قرعة كأس العالم 2026 حملت مفاجآت لا تشبه ما اعتدناه، للمرة الأولى بنظام الـ48 فريقًا، وُضعت قيود جديدة: لا يُسمح لأكثر من منتخب واحد من القارة نفسها بالتواجد في المجموعة… باستثناء أوروبا.

هذه القاعدة وحدها كانت كافية لتحويل توزيع المنتخبات إلى ما يشبه معادلة هندسية معقدة، خاصة مع وجود مقعد قادم في كأس العالم 2026 من الملحق الثلاثي بين العراق وبوليفيا وسورينام.

كريستيانو رونالدو - النصر (المصدر: GETTYIMAGES)
كريستيانو رونالدو – النصر (المصدر: GETTYIMAGES)

ولأن أوزبكستان جاءت آخر فرق الوعاء الثالث، كانت الخيارات أمامها أضيق من رقبة زجاجة، المشجعون رأوا المشهد على السطح فقط: أوزبكستان تقع مع البرتغال… إذاً لا بد أن هناك “شيئًا ما”.

لكن الحقيقة كانت أكثر هدوءًا… وأقل درامية بكثير، حين جاء دور أوزبكستان في الوعاء الثالث، كانت الصورة كالتالي:

المجموعة الأولى كانت تضم فرنسا (أوروبا) والسنغال (أفريقيا).
بقي من الوعاء الثالث ثلاثة منتخبات: أوزبكستان (آسيا)، النرويج (أوروبا)، بنما (أمريكا الشمالية).

وفقًا للقواعد: المجموعة الأولى لا يمكن أن يدخلها منتخب من آسيا، لأنها قد تستقبل العراق لاحقًا من الملحق، وهو أيضًا آسيوي.. لا يمكن أن يوضع منتخب من أمريكا الشمالية لأن السنغال ليست من اتحادهم ولا حاجة لهذا التعقيد.

إذًا… الحل الوحيد كان وضع النرويج في المجموعة الأولى، وبمجرد خروج النرويج، لم يبق أمام أوزبكستان سوى المجموعة الحادية عشرة، بجانب البرتغال وكولومبيا، كان هذا الاختيار الوحيد الممكن رياضيًا قبل أن تنهار الخوارزمية وتصل القرعة إلى “طريق مسدود”.

هكذا وبكل بساطة… لم تكن المؤامرة سوى عملية حسابية لا تعرف المجاملات في قرعة كأس العالم 2026.

لماذا شعر مشجعي أوزبكستان بأنها مؤامرة من أجل كريستيانو؟

الشرح الذي قُدّم للمشاهدين أثناء البث كان ضبابيًا، أقرب إلى لغة تقنية لا تصل إلى الجمهور، ريو فرديناند نفسه اضطر لشرح القرار قائلاً: “لدينا عوامل تمنع وضع أوزبكستان في المجموعة الأولى… لذا ننتقل إلى المجموعة التالية.”، جملة تقول كل شيء ولا تقول شيئًا في نفس الوقت.

ومع وجود كريستيانو رونالدو في المشهد، كان من الطبيعي أن تتضخم الفكرة، أي شيء يخص صاروخ ماديرا يتحول فورًا إلى حكاية… إلى قصة… إلى مادة خصبة لنظريات المؤامرة.

وبين المزاح والغضب والسخرية، وُلدت نظرية “حماية البرتغال”، رغم أن البرتغال نفسها سقطت سابقًا في مجموعات أصعب بكثير دون أن يصرخ أحد بأن السماء تتآمر.

هل استفادت البرتغال حقًا؟ في المنطق الكروي فقط، وجود كولومبيا وأوزبكستان ليس “هدية”، كولومبيا خصم ثقيل، صلب، مزاجي، يعرف كيف يعقّد حياة المنتخبات الكبيرة، وأوزبكستان نفسها كانت واحدة من أفضل المنتخبات الآسيوية في 2025.

والقرعة برمتها — حسب الاعترافات العالمية — كانت مليئة بالارتباك والعيوب… لكنها لم تتضمن أي خطوة غير قانونية تفضّل منتخبًا على آخر، لذا الخلاصة… المؤامرة لم تكن سوى خيال مضحك.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.