حبًا في هالاند وخدمةً للخير.. طفل يتبرع بشعره الطويل
منذ ظهوره على الساحة الكروية، أصبح النرويجي إيرلينج هالاند أحد أبرز المهاجمين في العالم، ليس فقط بأهدافه الغزيرة، ولكن أيضًا بشخصيته الفريدة التي جعلته مصدر إلهام للملايين، خاصة الأطفال، بعزيمته الكبيرة وشغفه اللامحدود، استطاع أن يحطم الأرقام القياسية ويثبت نفسه كواحد من أخطر المهاجمين في أوروبا، سواء مع بوروسيا دورتموند سابقًا أو مع مانشستر سيتي حاليًا.
لكن إلى جانب موهبته التهديفية، يتميز هالاند بمظهره اللافت، وخاصة شعره الأشقر الطويل، الذي أصبح جزءًا من هويته داخل وخارج الملعب، لطالما لفتت تسريحة شعره الانتباه، حيث يشتهر بربطه للخلف أثناء المباريات، وهو الأمر الذي جعله قدوة للكثير من الأطفال الذين يحاولون تقليده، سواء في طريقة لعبه أو حتى في مظهره.
عالم كرة القدم مليء بالنجوم الذين أصبحوا أيقونات يتبعها الملايين حول العالم، وخاصة الأطفال الذين يرون في لاعبيهم المفضلين قدوة ومصدر إلهام، من طريقة تسريح الشعر إلى الاحتفالات بعد تسجيل الأهداف، يسعى الأطفال إلى تقليد كل تفاصيل نجومهم المفضلين، وكثيرًا ما يتحول هذا التقليد إلى جزء من هويتهم.

هالاند مصدر إلهام للأجيال القادمة
إليوت مولينيو، تلميذ يبلغ من العمر 12 عامًا، كان واحدًا من هؤلاء الأطفال، بدأ في إطالة شعره منذ ثلاث سنوات، متأثرًا في البداية بجاك جريليش، ثم تحول تأثره إلى زميله، إيرلينج هالاند، الذي أصبح مثله الأعلى، ولكن على عكس ما قد يفعله الكثيرون، قرر إليوت أن يجعل هذا التقليد وسيلة لفعل الخير، وأن يستغل شعره الطويل في مساعدة الأطفال المحتاجين.
اتخذ إليوت قرارًا شجاعًا بقص شعره الطويل والتبرع به لمؤسسة Little Princess Trust، وهي مؤسسة خيرية متخصصة في صناعة الشعر المستعار للأطفال والشباب الذين فقدوا شعرهم بسبب مرض السرطان أو أمراض أخرى مثل الثعلبة، لم يكن هذا القرار سهلًا عليه، خاصة أنه كان مترددًا في البداية بشأن التخلي عن هويته المرتبطة بشعره الطويل.
All together 🩵 pic.twitter.com/YozFL4EdKC
— Erling Haaland (@ErlingHaaland) January 29, 2025
تقول والدته، فيكي مولينوكس، من ستانديش:“قبل بضعة أشهر، بدأ إليوت يفكر في قص شعره، إنه مشجع متعصب لمانشستر سيتي، وكان فخورًا بشعره الطويل الذي يشبه تسريحة هالاند، لكنه كان متوترًا بشأن قرار قصه”.
وتابعت: “في الوقت نفسه، كنت أقرأ عن مؤسسة Little Princess Trust على فيسبوك، وشرحت له فكرتها وكيف أنها تساعد الأطفال المرضى الذين فقدوا شعرهم، لم يقل شيئًا حينها، لكنه عاد في عيد الميلاد وقال إنه قرر قص شعره والتبرع به للجمعيات الخيرية“.
بعد سنوات من الاعتزاز بشعره الطويل، يستعد إليوت الآن لزيارة مصفف الشعر قريبًا لاتخاذ الخطوة المنتظرة، وعن هذا القرار، حيث أضافت والدته: “إنه متوتر بعض الشيء، لأن هذا التغيير كبير بالنسبة له، لكنه يدرك أن قراره سيساعد الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم، أنا فخورة به للغاية، فليس كل الأطفال في سنه يفكرون في أمور كهذه، لكنه أظهر نضجًا كبيرًا عندما قرر أن يجعل هذا الأمر وسيلة لفعل الخير“.
وبالإضافة إلى تبرعه بشعره، أطلق إليوت حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت لدعم المؤسسة، وتمكن حتى الآن من جمع أكثر من 200 جنيه إسترليني، مما يعكس الروح الإنسانية الرائعة التي يتمتع بها رغم صغر سنه.
في النهاية، قد يكون شغف الأطفال بكرة القدم مجرد وسيلة للمتعة والتعبير عن الإعجاب بالنجوم، لكن قصة إليوت تثبت أن هذا الشغف يمكن أن يتحول إلى قوة إيجابية تساعد الآخرين، قراره بالتخلي عن جزء من هويته لمساعدة الأطفال المرضى يعكس قيمًا نبيلة تتجاوز حدود اللعبة، ويؤكد أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل أداة لنشر الخير والإلهام في العالم.
هالاند
محمد صلاح
جارناتشو
مزراوي