أردا جولرالدوري الإسباني365TOPتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

بالأرقام – أردا جولر يصبح المحرك الإبداعي الأشمل في ريال مدريد بعد فينيسيوس جونيور

في كأس العالم للأندية 2025، منح تشابي ألونسو المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني كامل ثقته لأردا جولر، حيث دفع به أساسياً في خمس مباريات، ولم يضعه خارج التشكيل سوى في اللقاء الأول فقط، والأهم أنه منحه قيادة وسط الملعب، مُبعداً إياه عن الجناح الأيمن الذي اعتاد اللعب فيه خلال السنوات الماضية تحت قيادة المدير الفني السابق للفريق كارلو أنشيلوتي.

ومع انطلاق الموسم الجاري، واصل ألونسو الاعتماد على جولر بشكل أساسي في الدوري الإسباني، لكن في مركز متقدم أكثر، كصانع لعب في خطة 4-2-3-1، وهو دور يبعده عن منطقة البناء، لكنه يقرّبه كثيراً من منطقة الحسم والتهديف.

نتائج التوظيف الجديد لأردا جولر ظهرت سريعاً، فقد سجل أمام ريال مايوركا في الجولة الثالثة، هدف التعادل بعدما تابع كرة برأسه أمام خط المرمى إثر تمريرة رأسية من هويسن، ثم سجل هدفاً آخر في نفس اللقاء، لكن جكم اللقاء ألغاه.

النزعة التهديفية: جولر كمصدر خطر مباشر على المرمى

في عالم كرة القدم الحديثة، لم يعد دور صانع الألعاب يقتصر على التمرير وخلق الفرص للآخرين، بل أصبح اللاعب العصري في هذا المركز مطالب بامتلاك الجرأة على تهديد مرمى الخصم مباشرة، وهي صفة يبدو أن أردا جولر يمتلكها بقوة.

تكشف البيانات والإحصائيات من موسم الدوري الإسباني 2025-2026 أن جولر قد سدد على المرمى ما مجموعه 6 تسديدات، خلال 3 مباريات فقط.

هذا الرقم، على الرغم من أنه قد يبدو متواضعاً في المطلق، لكنه يكتسب أهمية كبرى عند وضعه في سياق الفريق، حيث يأتي جولر في المرتبة الثالثة بين لاعبي ريال مدريد من حيث عدد التسديدات، متخلفاً فقط عن المهاجمين الأساسيين للفريق، كيليان مبابي الذي يتصدر القائمة بـ 10 تسديدات، وفينيسيوس جونيور الذي يليه بـ 7 تسديدات.

أردا جولر - فينيسيوس جونيور - كيليان مبابي - المصدر (Getty images)
أردا جولر – فينيسيوس جونيور – كيليان مبابي – المصدر (Getty images)

هذه الإحصائية تدل على أن جولر أصبح سلاحًا مزدوجًا لفريق ريال مدريد، فهو يصنع الأهداف، ويشكل خطورة بتسديداته على مرمى الخصوم، وهو ما يعني أن الفرق المنافسة لا يجب عليها التركيز فقط على مراقبة تحركاته لقطع خطوط التمرير، بل يجب عليها أيضاً أن تحسب حساباً لقدرته على التسديد من مسافات مختلفة.

هذا السلاح المزدوج يضع المدافعين في مأزق تكتيكي مستمر، هل يضغطون عليه لإغلاق زاوية التسديد، مما قد يفتح مساحة لتمريرة خطيرة خلفهم؟ أم يتراجعون لتغطية المهاجمين، مما يمنحه المساحة والوقت للتسديد؟

جودة الصناعة: فك شفرة التمريرات الحاسمة الفعلية والمتوقعة

إذا كانت التسديدات تقيس خطورة اللاعب في التهديف، فإن التمريرات الحاسمة تقيس تأثيره المباشر في صناعة الأهداف.

في هذا الجانب، حقق أردا جولر تمريرة حاسمة واحدة في المباراة الثانية ضد ريال أوفييدو، لكن القصة الأعمق والأكثر دلالة تكمن في مقياس التمريرات الحاسمة المتوقعة، وهو مؤشر متقدم يقيس جودة الفرصة التي يخلقها اللاعب بتمريرته، بغض النظر عما إذا كان زميله قد نجح في تحويلها إلى هدف أم لا.

تبلغ قيمة التمريرات الحاسمة المتوقعة لجولر 1.2، وهو رقم يضعه في المرتبة الثانية بين جميع لاعبي ريال مدريد، خلف فينيسيوس جونيور الذي يتصدر بفارق ضئيل (1.3).

هذا الرقم يشير إلى أن جودة الفرص التي صنعها جولر تتجاوز عدد التمريرات الحاسمة التي سُجلت باسمه، ورغم أن الفارق بين التمريرات الحاسمة المتوقعة (1.2) والتمريرات الحاسمة الفعلية (1) قد يبدو طفيفاً، ولكنه مؤشر إيجابي، حيث يعني أن التمريرات التي قدمها جولر كانت ذات جودة عالية بما يكفي لتتحول إلى 1.2 هدفًا، لكن اللمسة الأخيرة من زملائه لم تكن على نفس المستوى من الفعالية رغم الفارق الطفيف.

المحرك الإبداعي: قياس التأثير الشامل عبر الأفعال المؤدية للتسديد

تقيس التمريرات الحاسمة والمتوقعة اللحظة الأخيرة قبل التسديد، لكن هناك مقياس أشمل يقيم مساهمة اللاعب في بناء الهجمة بأكملها، وهو الأفعال المؤدية للتسديد، ويشمل هذا المقياس آخر فعلين هجوميين يسبقان تسديدة على المرمى، سواء كانا تمريرة، أو مراوغة ناجحة، أو حتى الحصول على خطأ.

في هذا المقياس، تظهر بصمة أردا جولر بوضوح تام، فقد حقق اللاعب 10 أفعال مؤدية للتسديد في المباريات الثلاثة الأولى في الدوري. هذا الرقم يضعه في المرتبة الثانية ضمن الفريق، بفارق فعل واحد فقط عن القوة الإبداعية الأولى في ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، الذي يمتلك 11 فعل أدى إلى تسديدة.

أن يكون جولر على قدم المساواة تقريبًا مع لاعب مثل فينيسيوس، الذي يعتمد أسلوبه بالكامل على المراوغة وصناعة الفرص من الأطراف، هو دليل قوي على التأثير الذي أحدثه جولر.

تشير هذه الإحصائيات إلى تطور في العناصر الإبداعية في هجوم ريال مدريد، فلم يعد الفريق يعتمد بشكل أوحد على انطلاقات فينيسيوس من الجناح الأيسر، حيث أصبح يوجد مصدرين لصناعة الفرص، يعمل كل منهما في منطقة مختلفة من الملعب، مما يخلق مشكلة حقيقية لدفاعات الخصم.

موقع جولر ضمن المنظومة الهجومية لريال مدريد

لتكوين صورة شاملة ومتكاملة، يقدم الجدول التالي ملخصًا للمقاييس الهجومية الرئيسية للاعبي ريال مدريد في بداية موسم الدوري الإسباني 2025-2026، مما يعطي تقييم موضوعي وسريع لموقع أردا جولر ضمن الهيكل الهجومي للفريق.

المقاييس الهجومية للاعبي ريال مدريد (الدوري الإسباني 2025-2026، بعد ثلاث مباريات)

اللاعبالتسديداتالتمريرات الحاسمةالتمريرات الحاسمة المتوقعةالأفعال المؤدية للتسديد
كيليان مبابي1000.36
فينيسيوس جونيور711.311
أردا جولر611.210
جود بيلينجهام500.57
رودريجو410.65

يكشف هذا الجدول عن أدوار متباينة بين اللاعبين، حيث يظهر كيليان مبابي كمصدر تهديد كبير على المرمى، ويتصدر قائمة التسديدات بفارق كبير، لكن أرقامه في الصناعة ضعيفة.

على الجانب الآخر، يتربع فينيسيوس جونيور على عرش الإبداع، متصدرًا قائمتي التمريرات الحاسمة المتوقعة والأفعال المؤدية للتسديد، في حين يظهر بيلينجهام ورودريجو كمساهمين ثانويين في الهجوم حتى الآن.

الصورة الأكثر إثارة للاهتمام هي التي يرسمها أردا جولر، فهو اللاعب الوحيد في الفريق الذي يحتل مركزًا ضمن المراكز الثلاثة الأولى في جميع الفئات الأربعة.

هذه الإحصائية هي جوهر أهمية جولر حتى الآن، فهو يجمع بين حجم التسديدات المرتفع الذي يميز المهاجمين، مع أرقام صناعة الفرص العالية التي تميز أفضل صناع اللعب في الفريق.

هذا المزيج من الإحصائيات يشير إلى أن جولر بصدد اكتساب دور جديد ومحوري لنفسه داخل الفريق، دور صانع الأألعاب الأساسي في الفريق، خاصة مع إصابة بيلينجهام وإمكانية غيابه حتى أكتوبر المقبل.

هل هي بداية حقبة جديدة يقودها أردا جولر في ريال مدريد؟

في الختام، يمكن استخلاص عدة نقاط رئيسية حول انطلاقة أردا جولر لموسم 2025-2026 مع ريال مدريد. هذه النتائج، رغم كونها مبكرة، ترسم ملامح واعدة للغاية لمستقبل اللاعب مع النادي الملكي.

دين هويسن - أردا جولر - إيدير ميليتاو - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
دين هويسن – أردا جولر – إيدير ميليتاو – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

أولاً، أثبت جولر أنه ليس مجرد لاعب مشارك في الهجوم، بل هو قوة مؤثرة وفاعلة منذ البداية، فأرقامه تضعه في مصاف اللاعبين الأكثر تأثيرًا في الفريق ضمن المقاييس الهجومية الرئيسية.

ثانياً، يُظهر اللاعب قيمة فنية مميزة تجمع بين صفتين، فهو يمتلك نزعة تهديفية عالية تعكسها كثرة تسديداته، وفي الوقت نفسه يتمتع بقدرة إبداعية في صناعة الهجمات، تثبتها أرقامه المتقدمة في صناعة الفرص.

ثالثاً، تشير غحصائيات أردا جولر، خاصة التمريرات الحاسمة المتوقعة والأفعال المؤدية للتسديد، إلى أن تأثيره عميق وفاعل في هجوم ريال مدريد، ولو كان غير واضح بالعين المجردة، لكن الأرقام توضح كل شئ.

رغم كل هذه الإحصائيات، لابد من الإشارة إلى نقطة هامة، وهي أن هذه الأرقام الرائعة هي مجرد بداية فقط، فلم يمر سوى 3 مباريات فقط من عمر الدوري الإسباني، وهي تمثل أساساً قوياً يمكن البناء عليه، وليست ضماناً لما سيحدث فيما تبقى من موسم كامل.

التحدي الأكبر الذي يواجه جولر الآن هو الحفاظ على هذا المستوى من الإنتاج الهجومي الشامل مع تقدم الموسم، وزيادة ضغط المباريات، وتزايد معرفة الخصوم بقدراته.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يستطيع أردا جولر الحفاظ على هذا المستوى؟ تطور أدائه وقدرته على ترجمة هذه البداية القوية إلى استمرارية على مدار الموسم سيكون أحد أبرز القصص التي تستحق المتابعة في مسيرة ريال مدريد خلال موسم 2025-2026.

حسام أحمد

صحفي رياضي مصري متخصص في كرة القدم، أتمتع بخبرة في تغطية المباريات وصناعة القصص الصحفية المميزة. أجريت عددًا كبيرًا من الحوارات مع شخصيات كروية محليًا وعالميًا، وقدمت العديد من الأخبار الحصرية المتعلقة بكرة القدم حول العالم.