365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكرة قدم
الأكثر تداولًا

ثنائيات تاريخية في كأس العالم – روماريو وبيبيتو “توأم كروي” خطف مونديال 1994 للبرازيل

هناك أسطورة تقول: ” عشق كرة القدم يهبط لا إراديًا في DNA اللاعب منذ ولادته! “.. هل تصدق هذه المقولة؟ إذا لم تصدقها فهناك أسطورة أخرى سألقيها في وجهك الآن تقول: ” لكل لاعب توأم له.. ربما لم يولد في نفس يومه أو لحظته.. وربما لم يتعرف عليه داخل رحم أمه أولًا.. لكن بالتأكيد سيتعرف عليه في أي لحظة خلال مشواره في مداعبة الكرة! “

في واحدة من أجمل قصص كرة القدم على الإطلاق، تلك التي يرتبط فيها اسمين أو ثلاثة داخل فريق واحد، يرتدون نفس اللون ويجرون بشغف لتحقيق نفس الحلم والهدف! يقدمون لوحة فنية فريدة تجعل العالم أجمع -حين يُذكر إسم أحدهم- يدرك بأنه يجب أن يتبعه إسم آخر لا يفترق عنه أبدًا

سلسلة “ثنائيات تاريخية في كأس العالم” سوف يقدمها موقع 365Scores بشكل أسبوعي، لأخذك في رحلة استثنائية بين ثنائية كونها لاعبين اشتهرت أكثر شيء بين نسخ كأس العالم المختلفة -ربما ستتعرف عليها للمرة الأولى- أو قد نُعيدها فقط إلى ذاكرتك.

ثنائية روماريو وبيبيتو التي جلبت كأس العالم للبرازيل

احتضنت الولايات المتحدة الأمريكية نسخة كأس العالم 1994، وهي النسخة الـ 15 في تاريخ البطولة الأضخم في العالم، وبالرغم من اعتراض عديد المنتخبات على استضافة أمريكا لمونديال كرة القدم، خاصة وأن تلك اللعبة لم تاتي الأولى أو الثانية أو حتى الرابعة من حيث الشعبية الجماهيرية هناك وقتها.

إلا أن نسخة 1994 من بطولة كأس العالم كانت نسخة استثنائية في كل شيء، حتى أنها شهدت حضور جماهيري غير مسبوق في النسخة التي سبقتها، حيث تؤكد التقارير أن الحضور الجماهير في تلك النسخة تخطى حاجز الـ 3.5 مليون مشجع!

ولأنها نسخة استثنائية في كل شيء، كان لا بد من ظهور ثنائية استثنائية تخطف الأنظار لها في مباريات البطولة، وبطبيعة الحال لأن بطل تلك النسخة كان منتخب البرازيل! كان شيء طبيعي جدًا أن يظهر في صفوفه ثنائية كانت سببًا في تتويج السيليساو بذهب المونديال.

منتخب البرازيل دخل بطولة كأس العالم 1994، وهو يتسلح بثنائية هجومية من العيار الثقيل، تفجر كامل مجدها في تلك النسخة تحديدًا التي أحرزها السيلساو في مباراتها النهائية.

ثنائية مكونة من “روماريو دي سوزا” نجم ريال مدريد وبرشلونة وإنتر ميلان السابق، و”خوسيه روبرتو” أو المعروف بإسم “بيبيتو” الذي لم يلعب أبدًا في صفوف فريق أوروبي كبير، لكنه اعتاد أن يجد نفسه في هجوم البرازيل إلى جانب روماريو بشكل أساسي.

تعتبر ثنائية روماريو وبيبيتو واحد من أعظم الثنائيات البرازيلية على الإطلاق، فخلال فترة التسعينات لم يقوى أي لاعب آخر على الاقتراب من هجوم السامبا سواهما، وكأن تلك الرقعة في الملعب خُصصت لهما فقط.

روماريو الذي شارك مع البرازيل في 74 مباراة وسجل 56 هدفًا بقميص السيليساو، وبيبيتو الذي شارك في 75 مباراة وأحرز 39 هدفًا، نجحا في السيطرة على عديد الألقاب مع منتخب البرازيل، لكن هذه المرة سنركز على ما حدث في كأس العالم 1994.

لا خوف على منتخب لديه روماريو وبيبيتو!

منتخب البرازيل سقط في المجموعة الثانية رفقة منتخبات: ” السويد – روسيا – الكاميرون “، نجح نجوم السامبا في التأهل من تلك المجموعة كأول الترتيب، بانتصارين وتعادل وحيد.

روماريو خطف الأنظار مع منتخب البرازيل بداية من دور المجموعات، بعدما سجل ثلاثة أهداف بواقع هدف في كل مباراة من مباريات دور المجموعات الثلاث!

أما عن توأمة الذي سيعتاد حتى نهائي تلك النسخة على أن يقترن اسمهما معًا في كل مكان وزمان داخل الملعب؛ “بيبيتو” فقد ظهر في لقطة وحيدة بعدما سجل هدفًا في دور المجموعات وصنع آخر لشريكه في الهجوم “روماريو”.

بعدما قادت ثنائية روماريو وبيبيتو الهجومية، منتخب البرازيل نحو التأهل لدور ثمن النهائي في كأس العالم 1994، كان أمام لاعبي السامبا مهمة جديدة، ألا وهي الإطاحة بمنتخب البلد المضيف للبطولة، أمريكا.

وبالرغم أن المباراة كانت ماراثونية من قِبل الطرفين، لكن بكل تأكيد ثنائية “روماريو وبيبيتو” كان لها الصوت الأعلى في تلك الأجواء، لك أن تتخيل أن صيحات جماهير أمريكا ترج الملعب، و”روماريو” يداعب الكرة بكلتا قدميه حتى أرسل تمريرة أكثر من مبهرة بإتجاه توأمه “بيبيتو” ليسكنها الأخير في شباك أمريكا في الدقيقة 72.

الأهداف القاتلة تؤهل البرازيل لنهائي كأس العالم 1994

هدف لـ”بيبيتو” من صناعة “روماريو”.. وضع البرازيل في دور ربع النهائي بعد الإطاحة بأمريكا في مباراة دور الـ 16 التي انتهت بهذا الهدف فقط.

في مباراة ربع النهائي، كان البرازيل على موعد مع مواجهة هولندا، مباراة أخرى كُتب لها الحسم في اللحظات القاتلة!

بات من الطبيعة أن تظهر ثنائية روماريو وبيبيتو في كل مباراة يكون البرازيل طرفًا فيها في تلك النسخة من كأس العالم، حيث سجل روماريو هدف البرازيل الأول في شباك هولندا، هدف كان من صناعة “بيبيو” بكل تأكيد!

أما الهدف الثاني جاء بعد 10 دقائق فقط من الهدف الأول، تحديدًا ففي الدقيقة 62، بعدما وضع “بيبيتو” هدفًا رائعًا لكن هذه المرة ظهر معه “برانكو” بدلًا من روماريو، بعدما أرسل تمريرة لا ترد استغلها “بيبيتو” بكل ثقة ليعلن تقدم السامبا بهدف ثانِ.

حاول لاعبو منتخب هولندا مباغتة البرازيل، حتى أنهم تعادلوا في النتيجة 2-2 في الدقيقة 76، قبل أن يعاود “برانكو” الظهور مجددًا هيه المرة سجل ظهورًا لن يُنسى على الإطلاق في الدقيقة 81، بعدما سجل هدفًا قاتلًا أضاع به كل أحلام هولندا، بعد انتهاء المباراة بنتيجة 3-2 للسامبا.

تأهل منتخب البرازيل إلى مباراة نصف النهائي أخيرًا، وكان عليه مواجهة منتخب السويد، لتصبح ثالث مباراة في الأدوار الإقصائية يحسمها السيليساو بالفوز في اللحظات الحاسمة! لا خوف على منتخب لديه روماريو بكل تأكيد!

خطف روماريو هدفًا قاتلًا للبرازيل في شباك السويد في الدقيقة 80، بعدما ظل التعادل السلبي 0-0 سائدًا طوال المباراة، حتى أنها انتهت بهذا الهدف، فلم تحرك السويد ساكنًا.

أخيرًا.. ثنائية روماريو وبيبيتو وجهًا لوجه ضد روبيرتو باجيو

في المباراة النهائية، كان لابد من أن تلك النسخة الاستثنائية تكون شاهدة على شيء جديد! إيطاليا طرفًا في المباراة والبرازيل في الطرف الآخر، لا بد من خروج منتخب وحيد بطلًا لتلك النسخة.

في ناحية، ثنائية برازيلية هجومية من الدرجة الأولى بقيادة “روماريو وبيبيتو”، وفي الناحية الأخرى، سنجد كل آمال وطموحات الطليان قد وضعت بالفعل على أكتاف روبيرتو باجيو!

في مباراة مثيرة لدى البرازيليين ودرامية حد البكاء بالنسبة للطليان، انتهت أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي 0-0، لتنتقل إلى ركلات الحظ الترجيحية.

فشل المنتخبان في تسجيل أول ركلة! أضاع الطليان في البداية ورد عليهم “مارسيلو سانتوس” بركلة ضائعة للبرازيل.

قبل أن يتعادل المنتخبين 2-2 بعد تسجيل كلاهما الركلتين الثانية والثالثة، الركلة الرابعة أضاعها “دانييل مسارو” بعدما تصدى لها “تافاريل” حارس البرازيل، وسجلت البرازيل هدفها الثالث، الآن إذا أضاعت إيطاليا ركلتها الأخيرة سيُحسم اللقب للسيليساو!

لكن لاعبو منتخب إيطاليا وضعوا كامل آمالهم مثلما وضع الطليان كل أحلامهم وطموحاتهم على أكتاف روبيرتو باجيو، الذي اعتادو وصفه بعبارة: ” الجليد يسري في عروق باجيو! “ فكان الجميع يظن أن أعصاب هذا الرجل “فولاذية” أمام المرمى، حتى أنه كان قادرًا على التحكم في سرعة وقوة توجه الكرة ناحية الشباك لإحراز هدف من أي ركلة جزاء يتدخل لتسديدها.

روبيرتو باجيو الذي تعمد النظر أرضًا حتى لا ينظر لاستفزازات جماهير البرازيل الواقفة أمامه وخلف مرمى “تافاريل”! يتجه لتسديد كرته التي لطالما عرفت طريقها دون جدال معه! لكن هذه المرة، صوب باجيو الكرة ليشاهدها هو بنفسه مع جميع من كان في الملعب وقتها والمشاهدين من خلف الشاشات وهي تخرج خارج الملعب تمامًا!

صمت باجيو من شدة الصدمة، وصمت معه ملايين الطليان، ظل باجيو واقفًا مكانه دون أي حركة أن معلق المباراة وصف وضعه فقال في تعليقه: ” سقراط مات مسمومًا، ونيتشه مات مجنونًا، ويبدو أن باجيو مات واقفًا “، ربما تلك الكلمات وصفت وضعية باجيو الذي ظل واقفًا وهو يربط بيده على قدميه في مشهد -ربما- لم تنساه جماهير إيطاليا حتى الآن.

أما روماريو وبيبيتو وجميع لاعبي البرازيل فقد همّوا فورًا بالجري في إتجاهات متفرقة داخل ملعب المباراة، في وضع ربما نقول عنه “غير مصدق ما يحدث” وكأس الكون انقسم جزئين أحدهم داخل الملعب والآخر داخل عقول لاعبي البرازيل كافة!.. نعم البرازيل حصدت الكأس الذهبية الرابعة في تاريخها بهذه الطريقة.