كأس العرب 2025منتخب السعوديةأخبارالسعودية

بين ذكريات المغرب وحاضر السعودية.. رينارد على مفترق طرق القمة

في مواجهة مرتقبة ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لكأس العرب 2025 على ملعب لوسيل، يستعد منتخب السعودية ل، بقيادة هيرفي رينارد، لملاقاة المنتخب المغربي في قمة ربما تحسم تأهل الصقور الخضر كمتصدر المجموعة الثانية.

لقاء له خصوصية مزدوجة، ليس فقط لأنه قد يحدّد ترتيب المجموعة، بل لأن مدرب السعودية الحالي، هيرفي رينارد، سبق له قيادة منتخب المغرب، ما يمنح المواجهة بعدًا تكتيكيًا ونفسيًا خاصًا.

الأرقام والإحصاءات التاريخية للمدرب الفرنسي مع كل من المغرب والسعودية تعطينا خلفية قوية لتقييم ترشيحات الأداء والنتيجة قبل صافرة البداية.

ويستعرض التقرير في السطور التالية محطات رينارد مع المغرب والسعودية، مع تحليل نتائجه في كل تجربة، والاقتراب من أبرز نقاط القوة والجوانب التي شكّلت تحديًا له قبل القمة المنتظرة بين المنتخبين.

ماذا قدم رينارد مع المغرب؟ (فبراير 216 – يوليو 2019)

خلال فترة قيادة هيرفي رينارد للمنتخب المغربي التي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات، ظهر أسود الأطلس بفعالية هجومية لافتة بعد تسجيل 63 هدفًا مقابل استقبال 29 فقط.

كما حقق المنتخب نتائج إيجابية مميزة في تلك الحقبة، بعدما فاز في 25 مباراة من أصل 45، وهي نسبة عالية تتفوق بشكل واضح على عدد الهزائم التي توقفت بعد 11 فوزًا. هذا التفوق يؤكد نجاح رينارد في ترسيخ هوية لعب واضحة تعتمد على الحدة الهجومية والتنظيم في كافة الخطوط.

ورغم التوجه الهجومي، حافظ الفريق على ثبات نسبي بفضل 9 تعادلات جاءت نتيجة استقرار دفاعي وحسن إدارة المباريات، خصوصًا في المواجهات التي لم يتمكن خلالها من تحقيق الفوز.

المبارياتالفوزالتعادلالخسارةالأهداف المسجلةالأهداف المستقبلةالنقاط
452591163 2984

ماذا قدم رينارد مع السعودية في الفترة الأولى؟ (يوليو 2019 – مارس 2023)

امتدت فترة هيرفي رينارد الأولى مع منتخب السعودية لما يقارب أربع سنوات، شهد خلالها الأخضر تحسّنًا هجوميًا واضحًا بعد تسجيل 57 هدفًا مقابل استقبال 38، وهو معدل جيد في ظل تنوع المنافسين بين منتخبات آسيوية ومواجهات ضمن التصفيات.

وخلال هذه المرحلة، حققت السعودية نتائج متوازنة بعد الفوز في 21 مباراة والتعادل في 10، ما أبرز قدرة اللاعبين على التأقلم مع مختلف المدارس الفنية. إلا أن التعرض لـ14 خسارة أظهر أن الفريق كان يعاني من هشاشة دفاعية في بعض المواجهات، خصوصًا ضد المنافسين الأكثر تنظيمًا.

ومع ذلك، بدا واضحًا أن رينارد يعمل على تطوير أسلوب هجومي يعتمد على الاستحواذ والتحرك الدائم، أسلوب استند فيه كثيرًا إلى خبرات اللاعبين وقدرتهم على تنفيذ أفكاره.

هيرفي رينارد - السعودية - المصدر (Getty images)
هيرفي رينارد – السعودية – المصدر (Getty images)

كما حملت هذه الفترة إنجازًا مهمًا تمثل في التأهل إلى كأس العالم 2022، وهو التأهل الذي تخلله انتصار تاريخي على الأرجنتين، أحد أبرز المنتخبات العالمية. وأظهر هذا الإنجاز أن رينارد قادر على نقل خبراته الأفريقية إلى بيئة الكرة الآسيوية، وتوظيف قدرات لاعبيه لتحقيق نتائج بارزة أمام خصوم كبار.

المبارياتالفوزالتعادلالخسارةالأهداف المسجلةالأهداف المستقبلةالنقاط
4521101457 :3873

ماذا قدم رينارد مع السعودية في الفترة الثانية؟ (أكتوبر 2024 – حتى الآن)

تشير بداية المرحلة الثانية لهيرفي رينارد مع السعودية، والتي انطلقت في أكتوبر 2024، إلى انطلاقة متواضعة نسبيًا، حيث اكتفى الفريق بتحقيق 10 انتصارات من أصل 22 مباراة.

ورغم أن الأخضر أظهر قدرة هجومية جيدة، فإن عدد الخسائر البالغ 7 يؤكد أن الفريق لم يصل بعد إلى مرحلة التحكم الدفاعي المطلوبة لمواجهة المنافسات الكبرى. هذه الأرقام تعكس واقع البناء الجديد الذي يمر به المنتخب تحت قيادة رينارد.

وخلال هذه الفترة، بدا أن المنتخب السعودي يمتلك إنتاجًا هجوميًا لافتًا بعد تسجيل 27 هدفًا، لكن استقبال 24 هدفًا يدل على أن الفارق الهجومي لا يزال محدودًا، وأن الدفاع يعاني تحت الضغط وفي اللحظات الحرجة من المباريات.

ومع عودة رينارد للمرة الثانية، يدخل لاعبو السعودية مرحلة إعادة بناء فنية وتكتيكية، حيث يسعى الجهاز الفني لرفع مستوى الانسجام وتحسين التوازن بين الدفاع والهجوم. وتُعد المواجهة المقبلة أمام المغرب اختبارًا حقيقيًا لهذا التطور، خصوصًا وأن رينارد يمتلك خبرة واسعة في كرة القدم الأفريقية ومعرفة دقيقة باللاعب المغربي.

المبارياتالفوزالتعادلالخسارةالأهداف المسجلةالأهداف المستقبلةالنقاط
221057272435

ويُظهر سجل رينارد مع المغرب قدرته على بناء فريق هجومي منظم وفعّال، الأمر الذي يجعل لاعبي أسود الأطلس أكثر دراية بفلسفته الفنية، وهو ما قد يمنحهم أفضلية في قراءة أسلوبه خلال المواجهة المقبلة.

وتشير مسيرة السعودية معه إلى مراحل متدرجة من التطور، إذ جاءت النتائج متباينة بين فترات الاستقرار الأولى ومحطة العودة الأخيرة، بينما حافظ المنتخب على حضور هجومي واضح يعكس الإمكانيات المتاحة لديه.

وتبرز المواجهة القادمة باعتبارها اختبارًا تكتيكيًا ونفسيًا للطرفين، حيث يسعى رينارد للاستفادة من معرفته السابقة بالكرة المغربية، مقابل محاولة المغرب استغلال نقاط ضعف السعودية الدفاعية لقلب موازين اللقاء.

محمد عبد الرحمن

صحفي مصري بدأ العمل الصحفي منذ سنوات، لديه خبرة في 365Scores لما يزيد عن 5 سنوات، مهتم بالكرة السعودية وتفاصيلها والدوري السعودي ومنتخب السعودية وترجمة الأخبار والتقارير العالمية ومتابعة كافة الدوريات الخمس الكبرى، إلى جانب الاهتمام بشكل كبير بما يدور في الكرة العربية والإفريقية وعلى استعداد لإجراء الحوارات ومنفتح على… المزيد »