بين الطموح والواقع المر.. لماذا لم تكتمل قصص احتراف نجوم الإمارات في الخارج؟
يبحث الملايين من عشاق الكرة الإماراتية عن إيجاد حلول جذرية لواحدة من أهم السلبيات التي تواجه عهد الاحتراف منذ بدايته وحتى الآن، وهي عدم وجود نشاط للاعبين في الدوريات العربية والأوروبية المختلفة.
ورغم أن هناك عدد من اللاعبين الإماراتيين خاضوا تجربة الاحتراف خارج الدولة، لكنها لم تكن تجارب ذات تأثير كبير، بل كانت هناك رسالة بأن الكثير من النجوم لا يشغلهم هذا الأمر من الأساس.
سنوات مرت دون أن تبدأ الأندية في خلق جيل يمكنه الاحتراف في دول خليجية أو بعيدا عن الوطن العربي باتجاه القارة الأوروبية، وهنا تظهر الفجوة بين نجوم الزمن الجميل ورغبتهم في خوض تلك التجربة الاحترافية، وبين نجوم حاليا لا يرغبون في الخروج من أنديتهم.
نجوم الإمارات ومرحلة الاحتراف الخارجي
عندما نتحدث عن الاحتراف الخارجي فإننا نبحث عن المراحل المختلفة التي مرت بها الكرة الإماراتية، والتحولات التي لم تستمر لجذب عناصر أخرى في الفترة الأخيرة، ورغم المحاولات التي بدأت مع الألفية الجديدة، إلا أن هناك أسباب كثيرة قللت من فوائد التجربة.
ثلاثي الإمارات في سويسرا.. رحلة لم تكتمل
نادي إف سي تون السويسري جذب أنظار 3 لاعبين من الدوري الإماراتي في عام 2005، وهنا نتحدث عن راشد عبدالرحمن، محمد سرور، وعبيد الطويلة.
انتقل هذا الثلاثي إلى نادي إف سي تون في تجربة أثارت جدلاً كبيراً حينها، والسبب أن هذه المحاولات هي الأولى من نوعها التي ينتقل لاعبون من الدوري الإماراتي إلى الخارج، والغريب أن الثلاثي لم يشارك مع فريقهم.
مغامرة القناص في فرنسا
فيصل خليل قناص الأهلي في ذلك الوقت، خاض تجربة احترافية في فرنسا مع نادي شاتورو، وكانت الآمال معلقة عليه بشكل كبير نظراً لامتلاكه مقومات المهاجم العصري، لكن التجربة واجهت تحديات إدارية وقانونية أدت إلى عودته سريعا.
فهد مسعود وتجربة خارج حدود الوطن
في عام 2007، انتقل النجم المميز فهد مسعود إلى نادي قطر القطري، وتعتبر تجربته من أنجح التجارب على المستوى الخليجي؛ حيث قدم مستويات فنية لافتة وأثبت قدرة اللاعب الإماراتي على التأقلم والإبداع في الدوريات المجاورة، مما فتح الباب لتقييم الاحتراف الخليجي كخطوة أولى ناجحة.
عبد الله الكمالي ورحلة إلى أمريكا الجنوبية
في عام 2008، خاض عبدالله الكمالي تجربة فريدة من نوعها بالانتقال إلى البرازيل للعب مع فريق أتلتيكو باراناينسي، وهذه الخطوة تاريخية لكونها وجهة غير معتادة للاعبين العرب، ورغم قصر مدتها، إلا أنها منحت اللاعب احتكاكا بمدرسة كروية تعتمد على المهارة الفطرية والقوة البدنية.
تجربة مثيرة للاهتمام للأسطورة إسماعيل مطر
وفي عام 2009، انتقل أسطورة الكرة الإماراتية إسماعيل مطر إلى نادي السد القطري على سبيل الإعارة للمشاركة في دوري أبطال آسيا، ورغم أنها كانت محطة قصيرة، إلا أنها أثبتت قيمة الأسطورة كلاعب قائد يمتلك الكاريزما والموهبة التي تفرض نفسها في أي فريق يمثله.
حمدان الكمالي وتجربة غير عادية في ليون
يأتي انتقال حمدان الكمالي إلى نادي ليون الفرنسي المحطة الأبرز من حيث قيمة النادي الذي ينتقل إليه أي لاعب عربي أو إفريقيا، حيث انضم الكمالي للفريق الثاني بالنادي في البداية مع تدريبات مع الفريق الأول، وكانت تجربة غنية فنيا وضعت اللاعب تحت مجهر الاحتراف الأوروبي الحقيقي من حيث الالتزام والنسق العالي.
الإصابة تحرم الهلال السعودي من عمر عبد الرحمن
وفي 2018، شهدت كرة القدم الخليجية صفقة تاريخية عندما انتقل عمر عبد الرحمن الشهير بـ”عموري”، أفضل لاعب في آسيا لعام 2016، إلى نادي الهلال السعودي على سبيل الإعارة لموسم واحد قادمًا من نادي العين الإماراتي.
صفقة عمر عبد الرحمن إلى الهلال قدرت حينها بحوالي 14-15 مليون يورو، واعتبرت أحد أغلى إعارات اللاعبين في تاريخ الدوري السعودي، حيث كان يُنظر إليها كتحقيق لحلم طفولة عموري باعتباره ولد في الرياض.
تجربة عمر عبد الرحمن مع الهلال انتهت بشكل مفاجئ ومؤسف بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي الأمامي تعرض لها في أكتوبر 2018.
| اللاعب | النادي | الدولة | سنة الاحتراف |
| راشد عبدالرحمن | إف سي تون | سويسرا | 2005 |
| محمد سرور | إف سي تون | سويسرا | 2005 |
| عبيد الطويلة | إف سي تون | سويسرا | 2005 |
| فيصل خليل | شاتورو | فرنسا | 2006 |
| فهد مسعود | نادي قطر | قطر | 2007 |
| عبدالله الكمالي | أتلتيكو باراناينسي | البرازيل | 2008 |
| إسماعيل مطر | نادي السد | قطر | 2009 |
| حمدان الكمالي | أولمبيك ليون | فرنسا | 2012 |
| عمر عبد الرحمن | الهلال | السعودية | 2018 |
لماذا فشل احتراف نجوم الإمارات خارجيا؟
بالنظر إلى العوامل التي أثرت على احتراف نجوم الإمارات خارج البلاد، فإنك تجد مجموعة منها ترتبط كثيرا بالتطور الاحترافي لدى الأندية، بالإضافة إلى عوامل أخرى قد تجبر اللاعب على البقاء في الأجواء المحلية.
الخوف من الفشل خارجيا
من العوامل التي قد تجدها متصدرة للمشهد وتأتي من ضمن أسباب عدم رغبة البعض من اللاعبين في خوض تجربة الاحتراف الخارجي، يكمن في عدم رغبتهم في الفشل بهذه التجارب، ويرغبون في البقاء بأنديتهم التي تمنحهم مكانة كبيرة وتوفر لهم كل الإمكانيات.
التجارب السابقة لنجوم كرة القدم الإماراتية، والتي في مجملها لم ترق إلى مرحلة الإبهار، فإن البعض الآن يركن إلى التواجد في الأندية الإماراتية، بحثا عن مكان أساسي في التشكيلة، وعدم الرغبة في الابتعاد عن هذه الأجواء.
غياب دور الأكاديميات والتدريب بالأندية
عدم الاهتمام بأكاديميات الأندية وترسيخ مبادئ الاحتراف لدى الصغار يظل من العوائق التي تحول دون إحراز أي تقدم في ملف الاحتراف الخارجي بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن هناك تجاهل في السنوات الماضية لفئة الناشئين ومنتخبات الشباب، ورغم أن هذا الأمر بدأ في التلاشي خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأمر كان بمثابة عائق حقيقي أمام خروج اللاعبين للاحتراف.
عدم التكيف مع الظروف المحيطة
مع حب اللاعبين للاستقرار وعدم القدرة على التعايش مع بيئات ونظم مختلفة، فإن اللاعب الإماراتي يرغب دائما في البقاء، وعدم الانتقال إلى مرحلة يعاني خلالها من الضغط النفسي والتكيف مع مناخ مختلف، فهذه أمور تقلص من فرص الاحتراف الخارجي.
الرواتب الضخمة في الأندية الإماراتية
يحصل اللاعب الإماراتي على رواتب كبيرة، كما أن الحضور الجماهيري لعدد كبير من الأندية غير متواجد، وهو ما يعني أن المنافسة والضغط هي أمور بعيدة عن عدد من النجوم، ولذا فإنهم لا يرغبون في خوض التحدي بالاحتراف الخارجي.
| الجانب | لاعبو الإمارات | المحترفون العرب الآخرون (مثل صلاح، محرز) |
|---|---|---|
| عدد اللاعبين الناجحين | (أقل من 10 تجارب ناجحة) | (أكثر من 50 لاعباً في الدوريات الكبرى). |
| الدوريات المستهدفة | الخليجية أو الآسيوية | أوروبا (إنجلترا، إيطاليا، فرنسا وغيرها). |
| أسباب النجاح | محدود بسبب الرواتب والتكيف | بدايات مبكرة، تدريب أفضل، ثقافة كرة قدم قوية. |
| أمثلة | عمر عبد الرحمن (فشل نسبي في السعودية) | محمد صلاح (ليفربول، أهداف قياسية)، رياض محرز (مانشستر سيتي سابقا، بطولات)، أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان، سرعة ومهارة). |
| التأثير على المنتخب | ضعيف، فشل في التأهل لكأس العالم 2026 | قوي، مثل قطر في كأس آسيا أو المغرب في كأس العالم 2022. |