أخبار الكرة الإسبانيةأخبار الكرة الإنجليزية365TOPبرشلونة

بين الثأر الكروي وعودة الذكريات.. هل يسير تشابي ألونسو على خُطى فليك؟

في كرة القدم، لا تُنسى الهزائم القاسية، ولا تُمحى من ذاكرة المدربين واللاعبين بسهولة، بعضهم ينتظر الفرصة ليأخذ بالثأر، والبعض الآخر يترك التاريخ يُعيد نفسه بطريقة مغايرة، هذا ما يبدو أنه يحدث بين تشابي ألونسو وهانز فليك، المدربين اللذين يجمعهما خيط خفي من “الانتقام الكروي” وردّ الاعتبار لفرقهم أمام الخصوم التاريخيين.

فكما صنع هانز فليك موسمه الذهبي مع برشلونة العام الماضي بردّه الدين لخصوم أذاقوا الفريق الكتالوني مرارة الهزيمة، يبدو أن تشابي ألونسو يسير على نفس الطريق مع ريال مدريد هذا الموسم، وبدأها من الباب الكبير: الكلاسيكو.

تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد.. المصدر (Getty images)
تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد.. المصدر (Getty images)

فليك.. مدرب الثأر ورد الكرامة الكتالونية

حين تولّى هانز فليك تدريب برشلونة في موسم 2023-2024، كانت جماهير “البلوجرانا” تبحث عن مدرب يُعيد الكبرياء الضائع، بعد سنوات من الهزائم الموجعة أمام كبار أوروبا، وبالفعل، تحوّل فليك إلى رمز “الانتقام الرياضي”، فحقق نتائج ضخمة على حساب خصوم لطالما عقدوا عقدة لبرشلونة.

ففي 24 فبراير 2024، اكتسح برشلونة فريق خيتافي برباعية نظيفة، ثم تلاها فوز كبير على أتلتيكو مدريد بنتيجة 3-0 في 14 مارس 2024، قبل أن يُسقط فالنسيا بأربعة أهداف مقابل هدفين في 29 أبريل 2024، ليعيد الانتصارات الكاسحة إلى الدوري الإسباني.

هانزي فليك مدرب برشلونة - (المصدر:Gettyimages)
هانزي فليك مدرب برشلونة- (المصدر:Gettyimages)

لكن ذروة ثأر فليك جاءت على المستوى الأوروبي، حين رد اعتباره من باريس سان جيرمان، الفريق الذي ألحق ببرشلونة خسارتين مدويتين بالنتيجة نفسها (4-1) في دوري الأبطال عامي 2021 و2024.

وفي أكتوبر 2024، عاد برشلونة بقيادة فليك ليهزم باريس 2-1 في الجولة الثانية من دوري الأبطال، في انتصار حمل نكهة خاصة لدى جماهير “الكامب نو”، التي رأت في مدربها الألماني رمزًا لاستعادة الهيبة المفقودة.

الموسمالمرحلةالتاريخالنتيجة
2020–2021ثمن النهائي (ذهاب)16 فبراير 2021برشلونة 1 – 4 باريس سان جيرمان
2023–2024ربع النهائي (إياب)16 أبريل 2024برشلونة 1 – 4 باريس سان جيرمان
2024–2025دور المجموعات (الجولة الثانية)1 أكتوبر 2024برشلونة 2 – 1 باريس سان جيرمان

الكلاسيكو.. سلسلة ردّ الدين لريال مدريد

لم يكتفِ فليك بذلك، بل مدّ خط الثأر نحو الغريم التقليدي ريال مدريد، ففي موسمه الأول فقط، قاد برشلونة للفوز على الملكي في أربعة كلاسيكوهات متتالية بنتائج لافتة (4-3، 3-2، 5-2، 4-0) ليكسر سطوة مدريد الطويلة على المواجهة، ويعلن رسميًا عودة برشلونة إلى قمة الكلاسيكو من جديد.

لكن دوام الحال من المحال، فكما كانت انتصارات فليك ثأرًا متأخرًا لبرشلونة، جاء الدور على تشابي ألونسو ليبدأ بدوره حملة ردّ الدين لخصوم ريال مدريد التاريخيين، وكأن السحر انقلب على الساحر فليك.

الموسمالبطولةالتاريخ (تقديري)النتيجة
2024–2025الجولة 11 من الدوري الإسباني أكتوبر 2024برشلونة 4 – 0 ريال مدريد
2024–2025نهائي كأس السوبر الإسبانييناير 2025برشلونة 5– 2 ريال مدريد
2024–2025نهائي كأس ملك إسبانياإبريل 2025برشلونة 3 – 2 ريال مدريد
2024–2025الجولة 25 من الدوري الإسباني مايو 2025برشلونة 4 – 3 ريال مدريد
جدول انتصارات هانز فليك في الكلاسيكو أمام ريال مدريد

تشابي ألونسو.. بداية السلسلة من الكلاسيكو

حين تولّى تشابي ألونسو تدريب ريال مدريد، كان الفريق يعاني من عقدة الكلاسيكو أمام برشلونة، حيث فشل في تحقيق الفوز خلال 4 مواجهات متتالية مواجهات متتالية، لكن ألونسو، الذي يعرف معنى الكبرياء الملكي، بدأ مشواره بأول فوز له في الكلاسيكو بنتيجة 2-1، منهياً سلسلة العجز تلك، ومعلنًا عودة الثقة إلى صفوف الريال.

ليفربول ضد ريال مدريد
ليفربول ضد ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

وتمامًا كما فعل فليك حين ردّ اعتبار برشلونة من خصومه، يبدو أن تشابي قرر أن يردّ الدين بطريقته، وبدأها من فليك نفسه، مدرب برشلونة الحالي، ليعلن أن زمن الهيمنة الكتالونية قد انتهى.

مواجهة ليفربول.. الاختبار العاطفي والتاريخي

المبارياتفوزتعادلخسارةالأهداف المسجلةالأهداف المستقبلة
622616209772
ريال مدريد ضد الأندية الإنجليزية

ريال مدريد أكثر فريق أوروبي فاز على الأندية الإنجليزية في مختلف البطولات الأوروبية، وأكثر انتصاراته جاءت أمام ليفربول بعدد 7 مباريات.

المبارياتفوزتعادلخسارةالأهداف المسجلةالأهداف المستقبلة
562313207557
ليفربول ضد الأندية الإسبانية

أما بالنسبة إلى فريق ليفربول فقد خسر أمام ريال مدريد أكثر من أي فريق إسباني آخر في مختلف البطولات الأوروبية حيث تعرض إلى 7 هزائم.

لكن مهمة ألونسو المقبلة أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا تحمل أبعادًا أعمق من مجرد مباراة قارية، فهو يعود إلى أنفيلد، الملعب الذي صنع فيه اسمه لاعبًا وأسطورةً خالدة في قلوب جماهير الريدز.

تشابي ألونسو انضم إلى ليفربول في 20 أغسطس 2004 مقابل 10.7 مليون جنيه إسترليني، واستمر حتى عام 2009، خاض خلالها 210 مباريات سجل فيها 19 هدفًا وصنع 18 تمريرة حاسمة، بمعدل فوز بلغ 58.1%.
خلال تلك الفترة، حصد مع الفريق أهم ألقابه:

دوري أبطال أوروبا 2005

كأس السوبر الأوروبي 2005

كأس الاتحاد الإنجليزي 2006

لقد كان تشابي أحد أعمدة الجيل الذهبي لليفربول، وكان من الشاهدين على ملحمة دوري الأبطال 2005، وصوت الجماهير في المدرجات لا يزال يهتف باسمه حتى اليوم، لذلك فإن العودة إلى أنفيلد هذه المرة كخصم ومدرب لريال مدريد، ليست مجرد مباراة، بل اختبار للمشاعر والذكريات والولاء المهني في آنٍ واحد.

ما بين الماضي والحاضر.. فليك وتشابي وجهان لعملة واحدة

التاريخ الكروي يروي أن بعض المدربين يصنعون أمجادهم عبر “رد الدين” للفرق التي جرّعت أنديتهم الخسائر، فليك فعلها مع برشلونة، وردّ الاعتبار أمام باريس وريال مدريد.

موعد مباراة ليفربول اليوم ضد ريال مدريد والقنوات الناقلة في دوري أبطال أوروبا
جود بيلينجهام – دومينيك سوبوسلاي – ليفربول – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

واليوم، يبدو أن تشابي ألونسو يسير على النهج ذاته، محاولًا إعادة الهيبة لريال مدريد أمام خصومٍ كانوا في يوم من الأيام “عقدة” للملكي، لكن المواجهة المقبلة أمام ليفربول لا تحمل فقط طابع التحدي الرياضي، بل أيضًا نغمة حنين خافتة في قلب تشابي، الذي يعود إلى المكان الذي بدأ فيه الحلم، ليختبر ما إذا كان قادرًا على أن يكتب فصلًا جديدًا من المجد، ولكن هذه المرة من على الخطوط، لا من داخل المستطيل الأخضر.

هل تكون مباراة ردّ دين ريال مدريد أمام ليفربول

سواء كان تشابي يسير على خطى فليك أم لا، فإن القاسم المشترك بينهما هو روح الردّ والتجديد، كلاهما رفض الاستسلام لذكريات الهزائم، وكلاهما حمل راية استعادة الكرامة الكروية لمدرسته.

ويبقى السؤال معلقًا قبل موقعة أنفيلد: هل ينجح تشابي ألونسو في أن يردّ دين ريال مدريد أمام ليفربول، تمامًا كما فعل فليك مع برشلونة أمام باريس وريال مدريد؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى، ولكن هذه المرة على حساب الرجل الذي صنع جزءًا منه بقميص الريدز؟

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.