بيدري أم أردا جولر: من الأفضل في موسم 2025-2026؟
في قلب المنافسة المحتدمة في إسبانيا بين برشلونة وريال مدريد، يبرز صراع من نوع جديد، صراع لا تحدده الأهداف الغزيرة للمهاجمين الأسطوريين كما كان في الماضي، بل ترسم ملامحه عبقرية لاعبَي وسط شابين يُنظر إليهما كوريثين شرعيين لعروش وسط الملعب في قطبي إسبانيا.
يقدم هذا التقرير تحليلًا معمقًا للموسم الحالي 2025-2026، ومقارنة بين أداء بيدرو جونزاليس لوبيز “بيدري”، جوهرة برشلونة البالغ من العمر 22 عامًا ، وأردا جولر، الموهبة التركية الفذة في صفوف ريال مدريد البالغ من العمر 20 عامًا. لم يعد الكلاسيكو مجرد مواجهة بين أفراد، بل أصبح معركة تكتيكية تدور أحداثها في وسط الميدان، حيث يمثل كل لاعب فلسفة ناديه ومدربه. بيدري هو العقل المنظم في مشروع هانز فليك، في حين جولر هو المحرك الإبداعي في ثورة تشابي ألونسو التكتيكية.
يأتي هذا التحليل في وقت مبكر من الموسم، لكن المنافسة محتدمة بين الفريقين منذ البداية، حيث يتنافس الفريقان بقوة على كل البطولات، مما يجعل أداء هذين اللاعبين محوريًا ومؤثرًا بشكل مباشر في سباق كل لقب.
المقارنة بين بيدري وجولر تتجاوز كونهما مجرد لاعبين، فهما يمثلان نافذة على التحول التكتيكي للكلاسيكو نفسه، فبعد حقبة الهيمنة الهجومية الفردية، دخلت المواجهة عصرًا جديدًا أصبحت فيه السيطرة على وسط الملعب والإبداع فيه هما ساحة المعركة الرئيسية.
كلا الناديين استثمرا بكثافة في مواهب خط الوسط الشابة، وأصبح المدربان يركزان على بناء منظومة لعب تعتمد على التحكم في الإيقاع، وبالتالي، فإن تحليل أداء بيدري “المايسترو المتحكم” في مواجهة جولر “المحرك المبدع” لا يقدم فقط تقييمًا فرديًا، بل يكشف عن هوية الصراع داخل الملعب في هذه القمة التاريخية، حيث ستُحسم المباريات بناءً على قدرة كل فريق على فرض فلسفته في وسط الميدان.
بيدري: المايسترو ومنظم إيقاع لعب برشلونة
تحت قيادة المدرب هانزي فليك، بيدري ليس فقط لاعب وسط موهوب، بل تحول إلى القلب النابض للفريق والعقل المدبر الذي يربط بين خطوط الدفاع والهجوم. يصفه فليك بأنه لاعب استثنائي وقائد يتواجد في كل مكان على أرض الملعب، مانحًا فريقه سيطرة كبيرة على الإيقاع.
تتجلى عبقرية بيدري التكتيكية في مرونته العالية، حيث يشغل أدوارًا متعددة كلاعب وسط محوري، ولاعب وسط دفاعي، وصانع ألعاب متقدم، وغالبًا ما يعود إلى مناطق عميقة لاستلام الكرة وبدء الهجمة، أو يتحرك نحو الأطراف لخلق زيادة عددية.

هذا الدور المحوري يفرض عليه عبئًا بدنيًا هائلًا، وهو ما تعكسه أرقام مشاركاته. فقد سجل بيدري دقائق لعب أكثر من أي لاعب آخر في برشلونة في الدوري الإسباني هذا الموسم، بمتوسط ركض يتراوح بين 10 و12 كيلومترًا في المباراة الواحدة.
مؤشرات إحصائية حول بيدري: إتقان التحكم والتقدم بالكرة
تكشف البيانات والإحصائيات المتقدمة لموسم 2025-2026 عن تفوق بيدري المطلق في التحكم بإيقاع اللعب والتقدم بالكرة، وهي الأرقام التي تترجم دوره التكتيكي إلى حقائق ملموسة.
- صناعة اللعب والتحكم: يُظهر بيدري سيطرة شبه كاملة في هذا الجانب، حيث يسجل معدلًا استثنائيًا في التمريرات التقدمية يبلغ 11.25 تمريرة لكل 90 دقيقة، مما يضعه في الشريحة المئوية الـ 99 بين لاعبي الوسط في الدوريات الخمس الكبرى. كما أنه يقوم بمحاولة 85.94 تمريرة لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 98) وبدقة تمرير عالية تصل إلى 87.4%. هذه الأرقام تؤكد أنه المحور الرئيسي الذي تمر عبره كل هجمات الفريق، والمسؤول الأول عن نقل الكرة من الخلف إلى الثلث الهجومي.
- خلق الفرص: على الرغم من أنه لا يقدم التمريرة الحاسمة النهائية دائمًا، إلا أن تأثيره في بناء الهجمات واضح. يسجل بيدري 5.16 فعل مؤدٍ للتسديد لكل 90 دقيقة، وهو رقم يضعه في الشريحة المئوية الـ 98، مما يعني أنه يشارك بانتظام في اللمسات التي تسبق التسديد على المرمى. كما أن معدل الأهداف المتوقعة من التمريرات الحاسمة لديه يبلغ 0.23 لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 93)، مما يعزز من قيمته الإبداعية.
- التهديد التهديفي: هنا يظهر الفارق الجوهري بينه وبين جولر. يشكل بيدري تهديدًا مباشرًا ضعيفًا على المرمى، حيث يبلغ معدل الأهداف بدون ركلات الجزاء لديه 0.13 هدف لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 67)، فيما يبلغ معدل الأهداف المتوقعة بدون ركلات الجزاء لديه 0.07 فقط (الشريحة المئوية الـ 43). هذه الأرقام المنخفضة ليست نقطة ضعف بقدر ما هي انعكاس لدوره التكتيكي الذي يركز على البناء والتحكم بدلًا من الإنهاء.
- المساهمات الدفاعية: يقدم بيدري مساهمات دفاعية جيدة، لكنها ليست أبرز سماته. أرقامه في التدخلات بمعدل 1.91 والاعتراضات بمعدل 0.81 لكل 90 دقيقة تظهر مشاركته في الواجب الدفاعي. كما أن معدله المرتفع في إيقاف التسديدات والتمريرات الذي يبلغ 1.41 لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 80) يشير إلى وعي تكتيكي وتمركز دفاعي جيد.
ملف بيدري الإحصائي يكشف عن خيار تكتيكي واضح من قبل برشلونة، وهو التضحية بالمساهمات التهديفية المباشرة من مركزه مقابل الحصول على سيطرة شبه كاملة على إيقاع المباراة والتقدم بالكرة. قيمته الحقيقية لا تكمن في اللمسة الأخيرة، بل في الثلاث أو الأربع لمسات التي تجعل هذه اللمسة الأخيرة ممكنة. نظام فليك مصمم ليكون بيدري هو القناة الرئيسية التي يتدفق من خلالها اللعب، ومهمته هي ضمان وصول الكرة إلى الثلث الأخير في أفضل الظروف الممكنة لزملائه المهاجمين. لذلك، فإن تقييمه بناءً على الأهداف والتمريرات الحاسمة فقط هو سوء فهم لدوره، فإنتاجه الحقيقي هو التحكم في الإيقاع، والسيطرة على الكرة، وهي عناصر يصعب قياسها ولكنها تتجلى بوضوح في إحصائيات التمرير والتقدم بالكرة.
أردا جولر: العقل المدبر وصانع الفارق في ريال مدريد
شهد موسم 2025-2026 تحولًا جذريًا في مسيرة أردا جولر تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، الذي أعاد تشكيل دور اللاعب بالكامل. نقله ألونسو من مركز الجناح إلى قلب خط الوسط، حيث كلفه بمهمة المشاركة في التحكم في إيقاع اللعب في دور يذكرنا بأسطورتي النادي لوكا مودريتش وتوني كروس.
هذا التغيير التكتيكي هو جوهر قصة نجاح جولر هذا الموسم. دوره الجديد يشبه صانع ألعاب في مركز متأخر أو لاعب وسط هجومي حر، مما أتاح له استخدام رؤيته الثاقبة، وقدرته الفائقة على التمرير، ومهاراته الاستثنائية في المراوغة.

هذا التحول كان مدعومًا بخطة تطوير شاملة، حيث خضع جولر لبرنامج بدني مكثف أكسبه 8 كيلوجرامات من الكتلة العضلية منذ وصوله، لتمكينه من مواجهة التحديات البدنية في وسط الملعب. يتبنى ألونسو فلسفة الاستثمار في تطوير جولر، مانحًا إياه الثقة ومساحة لارتكاب الأخطاء كجزء من عملية التعلم، خاصة في الجانب الدفاعي، حيث يركز على تعليمه كيفية التوقع بدلًا من أن يكون رد الفعل لتحسين تمركزه الدفاعي. هذه الثقة المطلقة من ألونسو كانت العامل الحاسم في إطلاق العنان لإمكانيات جولر الإبداعية الهائلة.
أردا جولر والفعالية القاتلة في الثلث الأخير
إذا كان بيدري هو ملك التحكم، فإن أردا جولر هو ملك الفعالية الحاسمة، وهو ما تؤكده أرقامه المذهلة في الثلث الأخير من الملعب، والتي ترسم صورة للاعب يمتلك لمسة أخيرة فتاكة.
- التهديد التهديفي والإنهاء: أرقام جولر في هذا الجانب تضعه في فئة الأفضل، حيث يسجل معدل أهداف بدون ركلات الجزاء يبلغ 0.54 لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 99)، مدعومًا بمعدل أهداف متوقعة بدون ركلات الجزاء يبلغ 0.39 (الشريحة المئوية الـ 99). والأهم من ذلك، أنه يتفوق على أهدافه المتوقعة (حيث يبلغ الفارق بين المتوقع والفعلي +0.14)، وهو مؤشر واضح على جودته العالية في إنهاء الهجمات وقدرته على تحويل الفرص الصعبة إلى أهداف.
- خلق الفرص: لا يقل إبداع جولر في صناعة اللعب عن براعته في التهديف. يسجل جولر معدل تمريرات حاسمة يبلغ 0.54 لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 99)، بالإضافة إلى معدل أهداف متوقعة من التمريرات الحاسمة يبلغ 0.45 (الشريحة المئوية الـ 99). هذه الأرقام تضعه بين أفضل صناع اللعب في أوروبا.
- التهديد المزدوج: المقياس الذي يلخص تأثيره الهجومي الشامل هو مجموع معدلي الأهداف المتوقعة بدون ركلات الجزاء، والأهداف المتوقعة من التمريرات الحاسمة، والذي يبلغ لديه 0.84 لكل 90 دقيقة (الشريحة المئوية الـ 99). هذا الرقم يعني أنه من المتوقع أن يساهم جولر، سواء بالتسجيل أو بالصناعة، في هدف واحد تقريبًا في كل مباراة كاملة يلعبها، وهو معدل ممتاز للاعب وسط.
- المساهمات الدفاعية: على غرار بيدري، يظل الجانب الدفاعي هو المجال الذي يحتاج إلى تطوير. أرقام جولر في التدخلات تبدو مرتفعة على غير المتوقع (2.15 لكل 90 دقيقة، الشريحة المئوية الـ 99)، مما قد يعكس تأثير تدريبات ألونسو. لكن أرقامه في المقاييس الأخرى مثل الاعتراضات (0.45، الشريحة المئوية الـ 6) وإيقاف التسديدات (0.79، الشريحة المئوية الـ 13) تظهر أن هذا ليس دوره الأساسي.
يكشف الملف الإحصائي لأردا جولر عن لاعب يزيد من قيمة كل لمسة له في الثلث الهجومي. يتميز أسلوبه بالكفاءة والحسم، وهو نقيض تام لأسلوب بيدري القائم على التحكم من خلال حجم التمريرات. على الرغم من أن جولر يقوم بعدد تمريرات أقل بكثير من بيدري، إلا أنه ينتج معدلًا أعلى من الأفعال الحاسمة التي تؤدي إلى أهداف. هذا يشير إلى لاعب لا يركز على التحكم في تدفق المباراة بقدر ما يركز على كسر هذا التدفق بلمسة واحدة عبقرية، سواء كانت تسديدة دقيقة أو تمريرة قاتلة. هذه الفعالية هي بالضبط ما يحتاجه فريق مثل ريال مدريد الذي يمتلك مهاجمين حاسمين، فهو بحاجة إلى العقل المبدع الذي يستطيع إيصال الكرة النهائية بدقة.
المواجهة المباشرة: الأرقام تكشف التفوق في كل جانب
عند وضع إحصائيات اللاعبين وجهاً لوجه، تتضح الفوارق الجوهرية في أسلوبهما وتأثيرهما. تستعرض الجداول التالية مقارنة مباشرة بينهما في موسم 2025-2026 في الدوري الإسباني:
جدول المقارنة الهجومية الشاملة (لكل 90 دقيقة) بين بيدري وأردا جولر:
*ملحوظة: الشريحة المئوية هي مقياس يُستخدم لمقارنة أداء لاعب مع باقي لاعبي الدوري الإسباني، فعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 99 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 99% من اللاعبين في نفس المؤشر، وعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 75 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 75% من اللاعبين في نفس المؤشر.
| المقياس | بيدري | أردا جولر | النسبة المئوية (بيدري) | النسبة المئوية (جولر) |
| أهداف بدون ركلات الجزاء | 0.13 | 0.54 | 67 | 99 |
| أهداف متوقعة بدون ركلات الجزاء | 0.07 | 0.39 | 43 | 99 |
| تمريرات حاسمة | 0.16 | 0.54 | 73 | 99 |
| أهداف متوقعة من تمريرات حاسمة | 0.23 | 0.45 | 93 | 99 |
| أهداف متوقعة بدون ركلات الجزاء + أهداف متوقعة من تمريرات حاسمة | 0.30 | 0.84 | 83 | 99 |
| أفعال مؤدية للتسديد | 5.16 | 5.56 | 98 | 99 |
| أفعال مؤدية لهدف | 0.47 | 0.89 | – | – |
الأرقام هنا تتحدث بوضوح مطلق: أردا جولر يتفوق إحصائيًا في كل مقياس يتعلق بالمساهمة التهديفية المباشرة. أرقامه ليست مجرد أفضل، بل هي في مستوى نخبوي مختلف تمامًا. في حين أن معدل بيدري المرتفع في الأفعال المؤدية للتسديد يظهر أهميته في بناء الهجمات، فإن جولر يترجم هذا الانخراط في اللعب إلى منتج نهائي ملموس (أهداف وتمريرات حاسمة) بمعدل أعلى بكثير.
جدول المقارنة في صناعة اللعب والتقدم بالكرة (لكل 90 دقيقة) بين بيدري وأردا جولر:
*ملحوظة: الشريحة المئوية هي مقياس يُستخدم لمقارنة أداء لاعب مع باقي لاعبي الدوري الإسباني، فعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 99 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 99% من اللاعبين في نفس المؤشر، وعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 75 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 75% من اللاعبين في نفس المؤشر.
| المقياس | بيدري | أردا جولر | النسبة المئوية في الدوري الإسباني (بيدري) | النسبة المئوية في الدوري الإسباني (جولر) |
| محاولات التمرير | 85.94 | 61.31 | 98 | 99 |
| دقة التمرير (%) | 87.4% | 87.7% | 82 | 99 |
| تمريرات تقدمية | 11.25 | 7.35 | 99 | 99 |
| حمل الكرة التقدمي | 2.88 | 1.97 | 84 | 50 |
| مراوغات ناجحة | 1.25 | 1.08 | 76 | 50 |
هذا الجدول يكشف عن مجال هيمنة بيدري، ويشرح كيف يؤثر على المباراة رغم انخفاض أرقامه في التهديف بشكل مباشر. يتفوق بيدري بشكل واضح كأفضل ناقل ومتقدم بالكرة. حجم تمريراته التقدمية وحمله للكرة أعلى بكثير، وهو ما يمثل البصمة الإحصائية لدوره كمتحكم في إيقاع اللعب. تمريرات جولر دقيقة وتقدمية أيضًا، لكن بيدري هو اللاعب المكلف بمهمة نقل فريقه باستمرار من وسط الملعب إلى الثلث الأخير.
جدول المقارنة الدفاعية الشاملة (لكل 90 دقيقة) بين بيدري وأردا جولر:
*ملحوظة: الشريحة المئوية هي مقياس يُستخدم لمقارنة أداء لاعب مع باقي لاعبي الدوري الإسباني، فعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 99 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 99% من اللاعبين في نفس المؤشر، وعندما نقول إن اللاعب في الشريحة المئوية 75 مثلًا، فهذا يعني أنه يتفوق على 75% من اللاعبين في نفس المؤشر.
| المقياس | بيدري | أردا جولر | النسبة المئوية في الدوري الإسباني (بيدري) | النسبة المئوية في الدوري الإسباني (جولر) |
| تدخلات | 1.91 | 2.15 | 49 | 99 |
| اعتراضات | 0.81 | 0.36 | 52 | 50 |
| صد الكرات | 1.41 | 0.36 | 80 | 50 |
| تشتيت | 0.66 | 0.54 | 12 | 99 |
| فوز بالصراعات الهوائية | 0.22 | 0.54 | 7 | 50 |
البيانات الدفاعية مختلطة وتتطلب تحليلًا دقيقًا. أرقام جولر المرتفعة في التدخلات ضمن الدوري الإسباني قد تكون نتيجة مباشرة لتعليمات ألونسو. في المقابل، يظهر معدل بيدري المرتفع في صد الكرات تمركزًا جيدًا. ولكن، يظهر كلا اللاعبين نقاط ضعف واضحة (بيدري في الكرات الهوائية، وجولر في الاعتراضات).

يمكن الاستنتاج أنه في حين يظهر جولر شراسة أكبر في التدخلات، قد يكون بيدري أكثر انضباطًا من الناحية التكتيكية، ولكن القيمة الأساسية لكلا اللاعبين لا تكمن في الجانب الدفاعي.
تقييم التأثير (تحليل 365Scores): من هو اللاعب الأكثر تأثيراً على منظومة فريقه؟
ما هو تقييم التأثير؟
هو مقياس جديد من تطوير 365Scores يمنح تقييمًا موضوعيًا لأداء اللاعبين في كل مباراة.
حيث يعتمد على تحويل كل مساهمة، سواء كانت هجومية أو دفاعية، إلى نقاط رقمية تُمثّل “التأثير الفعلي” للاعب على فريقه.
وذلك على عكس التقييمات التقليدية التي تعتمد غالبًا على الانطباع العام أو مساهمات بارزة مثل التسجيل أو صناعة الأهداف، حيث أننا في تقييم التأثير نستخدم خوارزمية تحليل بيانات متعددة المعايير.
كيف يتم حساب نقاط تقييم التأثير؟
- التدخلات الدفاعية بكل أشكالها.
- التمريرات المفتاحية وصناعة الفرص.
- المراوغات الناجحة والمشاركة في بناء اللعب.
- المساهمة في الضغط واستعادة الكرة.
- الفاعلية في التحركات بدون كرة.
يتم جمع كافة هذه العناصر في نظام نقاط موحد ينتج في النهاية ما يُعرف بـ”تقييم التأثير”، وهو الرقم الذي يعكس مدى مساهمة اللاعب في نتيجة المباراة.
تقييم تأثير بيدري في الدوري الإسباني (حتى اليوم):
| البند | القيمة |
| إجمالي تقييم التأثير | 477.93 |
| التقييم الهجومي | 383.83 |
| التقييم الدفاعي | 94.10 |
| متوسط التأثير في المباراة الواحدة | 59.74 |
| الترتيب في قائمة الأكثر تأثيرًا | الثاني بعد مبابي |
بيدري يقدم موسمًا مميزًا مع برشلونة، حيث يحتل المركز الثاني في تقييم التأثير العام في الدوري الإسباني، ويظهر تفوقه الواضح في الجانب الهجومي تحديدًا.

تقييم تأثير أردا جولر في الدوري الإسباني (حتى اليوم):
| البند | القيمة |
| إجمالي تقييم التأثير | 374.92 |
| التقييم الهجومي | 364.72 |
| التقييم الدفاعي | 10.20 |
| متوسط التأثير في المباراة الواحدة | 46.87 |
| الترتيب في قائمة الأكثر تأثيرًا | الرابع بعد مبابي وبيدري وفينيسيوس جونيور |
رغم صغر سنه وحداثة مشاركاته، إلا أن أردا جولر ترك بصمة قوية جعلته بين الأربعة الأوائل في ترتيب التأثير بالدوري الإسباني، بفضل مساهماته الهجومية الكبيرة.
أكثر 5 لاعبين تأثيرًا في الدوري الإسباني هذا الموسم حتى اليوم:
| اللاعب | إجمالي تقييم التأثير |
| كيليان مبابي | 635.24 |
| بيدري | 477.93 |
| فينيسيوس جونيور | 404.25 |
| أردا جولر | 374.92 |
| جوليان ألفاريز | 363.44 |
الملاحظة الكبرى أن مبابي يتصدر بفارق كبير، بينما يظهر بيدري كثاني أفضل لاعب في الدوري، متفوقًا على فينيسيوس جونيور وأردا جولر، مما يعكس توازن مستواه وتأثيره في برشلونة.
تقييم التأثير لأفضل لاعبي برشلونة هذا الموسم:
| اللاعب | تقييم التأثير |
| بيدري | 477.93 |
| داني أولمو | 278.05 |
| إريك غارسيا | 296.95 |
| فيران توريس | 262.08 |
| ماركوس راشفورد | 232.22 |
| كوندي | 239.23 |
بيدري يتصدر لاعبي برشلونة بفارق كبير عن زملائه، ما يبرز دوره المؤثر في الفريق سواء في بناء اللعب أو صناعة الفارق في الثلث الهجومي.
تقييم التأثير لأفضل لاعبي ريال مدريد هذا الموسم:
| اللاعب | تقييم التأثير |
| كيليان مبابي | 635.24 |
| فينيسيوس جونيور | 404.25 |
| أردا جولر | 374.92 |
| أوريلين تشواميني | 313.19 |
| فيدريكو فالفيردي | 314.85 |
| كاريراس | 298.68 |
مبابي يقود قائمة ريال مدريد بتأثير ضخم ينعكس على نتائج الفريق، بينما يواصل فينيسيوس وجولر تأكيد مكانتهما في الخط الهجومي كأكثر من يصنع الفارق بجانب النجم الفرنسي.
جماليات مختلفة.. والذوق يحدد الأفضلية
بعد استعراض البيانات الإحصائية والتحليلات التكتيكية، يصبح من الواضح أننا أمام لاعبين من طراز عالمي، لكنهما يجسدان نموذجين مختلفين للاعب خط الوسط الحديث. بيدري هو قائد مدرسة “الكيفية”، كيف يسيطر الفريق على المباراة وكيف ينقل الكرة بسلاسة وفعالية. أما أردا جولر فهو قائد مدرسة “النتيجة النهائية”، ماذا يحدث في نهاية الهجمة، سواء كان هدفًا أو فرصة محققة.
الخلاصة النهائية تعترف بأن كلا اللاعبين يؤديان أدوارًا تكتيكية مختلفة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات فريقيهما. فسيطرة بيدري على الإيقاع لا تقدر بثمن بالنسبة لبرشلونة، ولكن في عالم كرة القدم، حيث تُحسم المباريات في نهاية المطاف بالأهداف، تشير البيانات في موسم 2025-2026، إلى أن أردا جولر كان اللاعب الأكثر حسمًا وتأثيرًا في اللحظات التي تترجم مباشرة على لوحة النتائج.
وفي النهاية، يصعب أن نحسم الجدل حول من الأفضل بين بيدري وأردا جولر، لأن المقارنة بينهما ليست صراع أرقام بقدر ما هي اختلاف في الهوية والأسلوب.
بيدري هو لاعب الإيقاع، الذي يمنح فريقه التناغم والثبات ويجعل الاستحواذ فنًا ممتعًا للمشاهد، في حين جولر هو لاعب اللمسة الأخيرة، الذي يترجم كل مجهود الفريق في لحظة حاسمة أو تمريرة تُحدث الفارق.
كلٌ منهما جميل بطريقته الخاصة؛ أحدهما يمتعك بعقله، والآخر يبهرك بقدميه، وفي النهاية، تبقى الأفضلية مرهونة بذوق المشجع: من يرى الجمال في التحكم سيختار بيدري، ومن يبحث عن الإثارة والحسم سيجد ضالته في جولر. وفي الحالتين، نحن أمام جيل من اللاعبين الذين يكتبون فصلًا جديدًا في جمال كرة القدم الإسبانية.