أمم إفريقيا 2025لايت 365أخباربطولات ودوريات

بسر الدعا والسجدة.. عادة منتخب مصر الدينية في أمم إفريقيا 2025

في لحظات قبل صافرة الانطلاقة، حين تنشغل القلوب وتتعالى الأصوات، هناك على أرض الملعب، لا تسمع فقط دقات القلوب المتحمسة أو هتافات الجماهير، بل تسمع همسات دعاء وسجودًا خاشعًا تُعيد تذكير الجميع بأن القوة لا تكمن فقط في العضلات والمهارات، بل في العلاقة بين الإيمان والثقة بالنفس وبالقدر الإلهي.

منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا 2025 رسم صورة جديدة لهذا الرابط العميق بين الرياضة والروحانية، حيث أصبحت آيات القرآن الكريم والدعوات قبل المباريات طقسًا ثابتًا يتبناه الفراعنة، يعكس فهمًا فريدًا لأهمية العبادات في تعزيز القوة النفسية والرضا الداخلي.

مثلما يقول لؤي في أغنيته التي تصدح في القلوب “بلدنا في القلوب متشالة”، فإن مشهد لاعبي المنتخب المصري وهم يجتمعون قبل المباريات لقراءة القرآن والدعاء هو تجسيد حي لهذه الكلمات؛ بلدٌ في القلوب متحملة، ثابتة، تتشبث بالأمل والثقة، ليس لأن الظروف سهلة، بل لأن الإيمان يضئ الطريق في أحلك اللحظات.

تشكيل منتخب مصر ضد أنجولا في كأس أمم إفريقيا 2025
منتخب مصر (تصوير: مصطفى الشحات)

الروح أولًا.. كيف يعزز الإيمان ثقة لاعبي منتخب مصر

قبل مباراة مصر ضد زيمبابوي في أمم إفريقيا 2025، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لاعبي منتخب مصر يتجمعون في غرفة الملابس، يقرأون آيات من القرآن الكريم، يتلون بالدعوات ويطلبون من الله التوفيق والحماية.

ثم تقرر الأمر في مباراة أنجولا، المشهد لم يكن صدفة عابرة، بل عادة راسخة في وجدان الفراعنة، انعكاسًا لثقافة رياضية وروحانية تجعل من القوة الداخلية جزءًا لا يتجزأ من التحضير للمواجهة القارية.

هذه اللحظات تُظهر مدى تقديس اللاعبين للبعد الروحي في حياتهم قبل خوضهم أهم التحديات، إذ يعتبرون أن الثقة في الله وانشغال القلب بالذكر يمنحهم نوعًا من الطمأنينة التي تساعدهم على مواجهة الضغط والرهبة التي قد تسيطر على أي لاعب في لحظات حاسمة.

بين السجدة والثقة.. منتخب مصر يتسلح بإيمانه

ما يربط بين كلمة “بلدنا في القلوب متشالة” وحال المنتخب المصري هو أن الثقة في الله تعادل ألف خطة تكتيكية. الإيمان ليس بديلًا عن التدريب أو التخطيط، لكنه يشكل دعامة نفسية قوية تدعم اللاعبين في اللحظات الصعبة، وتمنحهم شعورًا بالرضا حتى عندما لا تسير الأمور كما يشتهون.

الرياضة بطبيعتها صراع وتنافس، لكنه أيضًا اختبار للذات، عندما يتجه اللاعبون قبل المباراة إلى السجود والدعاء، فإنهم لا يبحثون فقط عن توفيق خارجي، بل عن رضا داخلي يعينهم على الثبات والتوازن مهما كانت النتائج.

في كل مرة يتجمع فيها لاعبو مصر في دائرة قبل اللقاء، يتلوون آيات من الذكر الحكيم، يطلبون البركة واليسر، ويستحضرون في قلوبهم حب الوطن، يكونون قد وضعوا حجر الأساس لثقة لا تهتز بسهولة.

في النهاية، يبقى ما يقوم به منتخب مصر قبل المباريات أكثر من مجرد طقس؛ إنه شهادة ارتباط بين الإنسان وربه، بين اللعب والإيمان، بين الفوز والرضا.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.