بسبب حكيمي.. هل خان كيليان مبابي الجزائر موطن والدته؟
أثار اسم كيليان مبابي جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية خلال الساعات الأخيرة، بعدما ارتبط دعمه العلني للمنتخب المغربي بتساؤلات تجاوزت حدود كرة القدم، لتصل إلى خلفيته العائلية وجذوره الجزائرية من جهة والدته، في مشهد أعاد فتح نقاش قديم حول الانتماء والهوية داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
الجدل تفجّر بعدما كشف أشرف حكيمي، قائد المنتخب المغربي، عن دعم مبابي الصريح لأسود الأطلس خلال مشاركتهم في بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، المقامة على الأراضي المغربية، مؤكدًا أن نجم ريال مدريد يثق في قدرة أصحاب الأرض على الوصول إلى الأدوار النهائية والمنافسة بقوة على اللقب.
مبابي، صاحب الأصول الجزائرية من جهة والدته، حضر بالفعل مباراة المغرب ومالي في دور المجموعات، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، ورغم التعثر، لا يزال المنتخب المغربي مرشحًا بقوة لتقديم بطولة استثنائية، خاصة مع الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به على أرضه.
بين الصداقة والانتماء.. موقف كيليان مبابي يثير النقاش في إفريقيا
العلاقة الخاصة بين مبابي وأشرف حكيمي لعبت دورًا محوريًا في هذا المشهد، وهي علاقة تعود إلى فترة لعبهما سويًا في باريس سان جيرمان، قبل أن تتواصل صداقتهما خارج أسوار الملاعب.
حكيمي كشف أن زيارة مبابي إلى الرباط خلال «بوكسينج داي» لم تكن عابرة، بل عكست ارتباطًا واضحًا بالنجم الفرنسي مع المغرب، وقال في تصريحات نقلها الإعلام الأوروبي: «كيليان مبابي يحب المغرب حقًا. يُقدّر بلدنا كثيرًا، ويشعر بالراحة هنا، كما أنه يحب المطبخ المغربي، إن صح التعبير».
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ ففي الجولة الثانية من دور المجموعات، حضر مبابي المباراة التي جمعت الكاميرون وكوت ديفوار ضمن منافسات البطولة في ملعب مراكش الكبير، لتكون هذه الزيارة الثانية له في البطولة، وهو ما يرمز إلى ارتباطه بأصول والده الكاميروني.
في المقابل، لم يتواجد مبابي في مباراة الجزائر وبوركينا فاسو التي كانت جزءًا من منافسات المجموعة الخامسة للبطولة، رغم أن الكثيرين كانوا يتوقعون رؤيته هناك — حتى في مدرجات ملعب المباراة.
هذا الغياب أطلق موجة من ردود الفعل الغاضبة والخيبة بين مشجعي المنتخب الجزائري، الذين شعروا أن اللاعب لم يُظهر أي حضور أو دعم للخضر، البلد الذي تنتمي إليه والدته فايزة العماري.
في نهاية المطاف، يبقى موقف كيليان مبابي من دعم الجزائر مثار تساؤل وجدل بين الجماهير، السؤال الحقيقي الذي يطرحه الجمهور الآن: هل كان هذا الاختيار نابعًا من صداقة شخصية وروابط عائلية، أم أنه انعكاس لمفهوم أوسع عن كيفية فهم اللاعب لهويته وانتماءاته خارج المستطيل الأخضر؟
