يدخل نادي برشلونة عام 2026 وهو يضع ملفًا واحدًا فوق طاولة المهام العاجلة؛ تأمين استمرار هانز فليك لفترة أطول. فمع اقتراب أجواء الانتخابات الرئاسية في النادي، تدرك الإدارة أن استقرار الفريق الأول هو الضمانة الأكبر للنجاح؛ خاصة وأن فليك ينهي عام 2025 في حالة فنية استثنائية، محققًا سلسلة انتصارات متتالية في الليغا أعادت الهيبة للفريق وجعلته المرشح الأبرز للألقاب.
ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب وقناعة راسخة من المدرب الألماني بأفكاره التي لم تتزعزع حتى في لحظات التعثر البسيطة. فمنذ توليه المهمة، نجح فليك في عزل اللاعبين عن الضجيج الخارجي، مركزًا على بناء فريق يملك شخصية البطل، وهو ما جعل الجميع داخل الكامب نو يتفقون على أن “خطة فليك” هي الطريق الوحيد للعودة إلى منصات التتويج العالمية مجدّدًا.
وتسعى إدارة خوان لابورتا إلى إضافة عام جديد لعقد فليك الحالي الذي ينتهي في يونيو 2027، وذلك لقطع الطريق أمام أي شائعات قد تظهر مع اقتراب المعركة الانتخابية. ويرى النادي أن التجديد ليس مجرد مكافأة على النتائج، بل هو خطوة استراتيجية لمنح المدرب سلطة مطلقة وتأثيرًا أقوى داخل غرف الملابس، مما يضمن استمرارية المشروع الرياضي دون اهتزازات إدارية.
مفاوضات بين برشلونة وفليك لتجديد عقد المدرب
وبحسب ما ذكرت صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن التحركات الفعلية بدأت بالفعل خلف الكواليس، حيث جرت محادثات أولية بين إدارة برشلونة ووكيل أعمال فليك، بيني زاهافي، الذي تربطه علاقة قوية جدًا بالرئيس لابورتا. ورغم أن فليك لا يزال يملك عامًا ونصف في عقده ولا يشعر بأي عجلة من أمره، إلا أن النادي يرغب في حسم الأمور مبكرًا لضمان ولاء المدرب التام للمشروع الحالي، وهو ما قابله فليك بمرونة كبيرة، مؤكدًا في تصريحاته الأخيرة سعادته بالعمل مع الإدارة الرياضية بقيادة ديكو.
𝑵𝒂𝒗𝒊𝒅𝒂𝒅 𝒂𝒛𝒖𝒍𝒈𝒓𝒂𝒏𝒂 🎄💙❤️@fallinginsand pic.twitter.com/eCaprERv4j
— FC Barcelona (@FCBarcelona_es) December 24, 2025
ويرتبط فليك بعلاقة تقدير خاصة مع لابورتا، كونه الشخص الذي وثق به ومنحه الفرصة عندما كان بعيدًا عن التدريب، وهو ما يجعل المدرب يشعر بامتنان كبير تجاهه. ومع ذلك، يراقب المدرب الألماني بحذر المشهد الانتخابي القادم، مؤكدًا أن تركيزه الأساسي ينصب على أرض الملعب، لكنه في الوقت ذاته يشعر بالراحة التامة داخل مدينة برشلونة التي اندمج فيها بشكل سريع ومذهل.
هل ينجح برشلونة في تمديد عقد فليك؟
يثير هذا الملف تساؤلًا جوهريًا حول توقيت التجديد؛ فهل سيوافق فليك على التوقيع قبل معرفة هوية الرئيس القادم، أم سيفضل الانتظار لرؤية نتائج الصناديق؟ المؤكد حتى الآن أن هناك إجماعًا كاملًا بين جميع المرشحين المحتملين على كفاءة فليك، مما يجعل التجديد له “مطلبًا شعبيًا” داخل أروقة النادي. ففي برشلونة، لم تعد النتائج هي المقياس الوحيد، بل إن الهوية الهجومية والروح التي زرعها فليك جعلته “الرجل الذي لا يمكن المساس به”.
في النهاية، يظل هدف برشلونة واضحًا؛ الحفاظ على فليك كقائد للمرحلة القادمة. وسواء تم التوقيع غداً أو في نهاية الموسم، فإن المؤكد أن المدرب الألماني استطاع تحويل برشلونة إلى “ماكينة” كروية لا تتوقف، ليصبح تحصين عقده هو الصفقة الأهم التي يسعى لابورتا لإهدائها للجماهير قبل انتهاء ولايته الحالية، لضمان استمرار القطار الكتالوني على سكته الصحيحة دون انحراف.