أخبار الكرة الإسبانيةأخبار الكرة الإنجليزيةبرشلونةتقارير ومقالات خاصة

برشلونة في المقدمة.. التوقف الدولي طوق النجاة لرباعي أوروبا

مع انطلاق فترة التوقف الدولي، تتنفس بعض الأندية الصعداء بعد أسابيع من الأداء المتذبذب والنتائج المخيبة للآمال، لتجد في هذا التوقف فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الأوراق واستعادة التوازن.

بين أندية تبحث عن علاج لمشاكلها الدفاعية، وأخرى تعاني من غياب الانسجام أو تراجع مستوى نجومها، تأتي فترة التوقف فرصة مناسبة وضرورية لالتقاط الأنفاس وتصحيح المسار قبل استئناف المنافسات المحلية والقارية.

تأتي فترة التوقف الدولي لشهر أكتوبر 2025، مع تراجع ملحوظ في نتائج ومستوى بعض كبار أوروبا، وفي مقدمتهم بالتأكيد برشلونة وليفربول.

ليفربول وفرصة لبداية جديدة

كانت بداية ليفربول لموسم 2025-2026 مثالية على مستوى النتائج، في الدوري الإنجليزي، فاز حامل اللقب بالمباريات الخمس الأولى، وبسيناريوهات درامية.

ضد بورنموث بعد التقدم 2-0، تعادل الفريق 2-2، قبل أن ينقذ كييزا الريدز من السقوط الأول على ملعبه أنفيلد رود، ليتكرر الأمر في الجولة التالية ضد نيوكاسل، ويدخل نجومها ويسجل الهدف القاتل.

في قمة الجولة الثالثة، واجه ليفربول نظيره أرسنال، وكان هدف دومينيك سوبوسلاي في الدقائق الأخيرة من مخالفة خارج منطقة الجزاء، بمثابة إنقاذ جديد لكلوب.

وفي لقاء بيرنلي، أنقذت ركلة جزاء من حيث لا يدري أحد، بعد لمس الكرة يد حنبعل المجبري، فريق ليفربول ليسجلها محمد صلاح في شباك مارتن دوبرافكا.

محمد صلاح - ليفربول - بيرنلي - المصدر (Getty images)
محمد صلاح – ليفربول – بيرنلي – المصدر (Getty images)

وكان آخر فوز على إيفرتون في الديربي 2-1، في مباراة حسمها الريدز في النصف ساعة الأولى، رغم أنه كان يعاني في الشوط الثاني ضد التوفيز.

ببطولة دوري أبطال أوروبا، فاز ليفربول على أتلتيكو مدريد خلال الجولة الأولى بهدف قاتل لفان دايك، بعدما كان متقدمًا 2-0 ثم تعادل الروخي بلانكوس في ملعب أنفيلد.

كانت تلك السيناريوهات تدق ناقوس الخطر، لكن لم ينتبه له أرني سلوت، الذي سقط أمام كريستال بالاس في بطولة الدوري الإنجليزي، وخسر في الوقت القاتل 2-1.

ثم في مواجهة جلطة سراي ببطولة دوري أبطال أوروبا، خسر الفريق 1-0، مع إراحة عدد من نجومه، وسقط لأول مرة في دوري الأبطال.

ألكسندر إيزاك - ليفربول - جالطة سراي - دوري أبطال أوروبا - المصدر (Getty images)
ألكسندر إيزاك – ليفربول – جالطة سراي – دوري أبطال أوروبا – المصدر (Getty images)

ضد تشيلسي، كانت الهزيمة الثالثة على التوالي، مع هبوط كبير في مستوى ليفربول الذي شرب من نفس الكأس الذي أذاق منه خصومه في الجولات الأولى.

يواجه ليفربول صعوبات كبيرة رغم الإنفاقات العديدة في الصيف، تتمثل في تراجع مستوى محمد صلاح الذي لم يعد نفس اللاعب الذي كان عليه في الموسم الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك لاعبون مثل فلوريان فيرتز وألكسندر إيزاك، من بين آخرين، لم يتمكنوا من الانسجام داخل منظومة ليفربول.

المشاكل الدفاعية في ليفربول استمرت، مع إصابة إبراهيما كوناتي، وكذلك واتارو إندو في وسط الملعب، وأخطاء ميلوش كيركز المستمرة في مركز الظهير الأيسر.

مع رحيل نونيز ودياز ووفاة ديوجو جوتا، أصبح هجوم ليفربول بدون هوية حتى الآن، ولم يظهر الفريق بنفس المستوى الذي كان عليه مع سلوت في الموسم الماضي.

تأتي فترة التوقف الدولي لتصحيح المسار في ليفربول، خاصة وأن الفريق لديه مواجهات صعبة بعد ذلك، من بينها مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، خلال 4 مواجهات بالدوري الإنجليزي الممتاز، وفي دوري أبطال أوروبا فرانكفورت ثم ريال مدريد.

في فترة التوقف قد يعود محمد صلاح بمعنويات مرتفعة مع الحسم المنتظر لتأهل منتخب مصر إلى كأس العالم 2026، وإعادة شحن طاقته لاستكمال موسمه مع الريدز.

برشلونة فليك يحتاج للتوقف

سقط برشلونة في مباراته الأخيرة قبل فترة التوقف الدولي، برباعية مقابل هدف ضد إشبيلية، ظهر خلالها البلوجرانا عاجزًا في رامون سانشيز بيزخوان.

برشلونة بدأ الموسم بالفوز في أول مباراتين ضد مايوركا وليفانتي، ثم تعادل بشق الأنفس أمام رايو فاليكانو قبل التوقف الماضي.

بعد فترة التوقف استفاد برشلونة من الراحة قليلًا، ورغم غياب لامين يامال، تفوّق بسداسية على فالنسيا وفاز 3-0 ضد خيتافي، وحوّل تأخره لفوز أمام ريال أوفييدو كما حدث ضد ريال سوسيداد.

برشلونة ضد نيوكاسل - دوري أبطال أوروبا (المصدر:Gettyimages)
برشلونة ضد نيوكاسل – دوري أبطال أوروبا (المصدر:Gettyimages)

في دوري أبطال أوروبا، ورغم البداية الجيدة ضد نيوكاسل في سانت جيمس بارك، تأتي مواجهة باريس سان جيرمان، التي يسقط فيها البلوجرانا في الوقت القاتل.

وبعد أيام قليلة، يتكرر السقوط ولكن بشكل مروّع ضد إشبيلية، برباعية لا تُنسى للبلوجرانا في أحد أسوأ مباريات هانز فليك مع النادي الكتالوني.

هزيمتان على التوالي، بمثابة الاستفاقة للفريق، خاصة وأن فليك سيحصل على الوقت لإعادة ترتيب البيت، وهو نفس ما حدث في الموسم الماضي عقب الهزيمة أمام أوساسونا.

برشلونة يعاني على المستوى الدفاعي، رغم العمق في قائمة الفريق بامتلاك حوالي 5 مدافعين، لكن رحيل لاعب مثل إينييغو مارتينيز ترك فراغًا كبيرًا.

برشلونة - المصدر: gettyimages
برشلونة – المصدر: gettyimages

جيرارد مارتن وكذلك جارسيا بالإضافة إلى كريستنسن وأراوخو، يعانون جميعًا من تذبذب في المستوى، مع بداية سيئة للموسم بالنسبة للفرنسي جوليس كوندي الظهير الأيمن.

إصابات مثل لامين يامال ورافينيا أثرت بشكل كبير على مستوى الفريق، وفترة التوقف فرصة لاستعادة الثنائي قبل فترة مكثفة للنادي الكتالوني.

جيرونا ثم ريال مدريد في الدوري الإسباني، بينهما مواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، ثم الذهاب إلى بالاديوس لمواجهة سيلتا فيجو، قبل فترة التوقف القادمة.

منعرج الموسم قد يكون في الفترة القادمة لبرشلونة، مثلما حدث في الموسم الماضي، حيث عانى فليك خلال تلك الفترة، قبل الاستفاقة من جديد واستغلال سقوط ريال مدريد المتكرر مع أنشيلوتي حينذاك.

باريس سان جيرمان للتنفس قليلًا

على الرغم من نتائج باريس سان جيرمان الجيدة، خاصة في بطولة دوري أبطال أوروبا، إلا أن حامل اللقب يحتاج لقليل من التنفس في هذه الفترة.

باريس سان جيرمان أكثر الأندية الأوروبية خوضًا للمباريات منذ الموسم الماضي، نظرًا للعب كأس العالم للأندية كاملًا، بالإضافة إلى الوصول إلى نهائيات جميع البطولات ما بين كؤوس فرنسا والدوري، ودوري الأبطال.

أدى ذلك بالضرورة إلى إصابة عدد من اللاعبين، مثلما حدث في فترة التوقف الدولي الماضية، وأبرزهم ديزيري دوي وعثمان ديمبلي.

عثمان ديمبيلي - لويس إنريكي - باريس سان جيرمان - المصدر (Getty images)
عثمان ديمبيلي – لويس إنريكي – باريس سان جيرمان – المصدر (Getty images)

رغم ذلك، فاز باريس سان جيرمان على أتالانتا وبرشلونة في الأبطال، ورغم خسارة وتعادل في 7 مباريات، ضد مارسيليا وليل، إلا أن بطل أوروبا لا يزال يتصدر “الليج 1”.

فترة التوقف فرصة مناسبة لباريس سان جيرمان، من أجل استعادة اللاعبين المصابين، مثل ماركينيوس ودوي وديمبلي، كذلك حصول البعض على راحة من الذين لم ينضموا لمنتخباتهم في فترة التوقف.

النادي الفرنسي سيواجه مواجهات صعبة في دوري أبطال أوروبا بعد التوقف، ضد باير ليفركوزن في 21 أكتوبر، وبايرن ميونخ في 4 نوفمبر.

لكن في الدوري الفرنسي، فجميع مواجهات العملاق الباريسي في المتناول، لذلك فتلك الفترة مناسبة للهدوء الذي يحتاجه لويس إنريكي وفريقه.

يوفنتوس من أجل أن يفوز

أصبح يوفنتوس لا يعرف طعم الفوز، ولا الهزيمة، اعتاد على التعادلات، بعدما حقق 5 تعادلات على التوالي بمختلف المسابقات، الدوري ودوري أبطال أوروبا.

منذ الفوز على إنتر ميلان في الدوري الإيطالي، بعد أول انتصارين ضد بارما وجنوى، تعادل البيانكونيري في دوري الأبطال ضد بوروسيا دورتموند وفياريال، وبينهما كرر التعادلات أمام أتالانتا وهيلاس فيرونا.

وأخيرًا ضد ميلان، فلت يوفنتوس من الخسارة، وتعادل سلبيًا، ليستمر بدون هزيمة، لكنه بعيد عن الفوز منذ شهر كامل.

البيانكونيري يحتاج فترة التوقف للعديد من الأشياء، أهمها هو إيجاد التوليفة المناسبة للمدرب إيجور تودور، الذي يصمم على رسم تكتيكي 3-4-2-1 ولم يظهر بعد أي إيجابية.

دوسان فلاهوفيتش – جواو ماريو – يوفنتوس – بوروسيا دورتموند – المصدر (Getty images)

مشاركة جميع المهاجمين وجميع الأجنحة منذ بداية الموسم، ولم يكن هناك لاعب أساسي في خط الهجوم سوى كينان يلدز، بينما الجميع يحاول إيجور تجربتهم.

في وسط الملعب، فشل النادي في التعاقد مع لاعب يعوض رحيل دوجلاس لويز، مما جعل المدرب الكرواتي يقوم بتجربة عدد من اللاعبين مثل ويستون ماكيني وإدزيتش وكوبماينرز، وجميعهم فشلوا في تعويض تورام، الذي يتراجع مستواه ويعاني من إصابة مؤخرًا.

الاعتماد على بيير كالولو كجناح أيمن وعدم الاستفادة منه هجوميًا، كذلك عدم القدرة على تطبيق أسلوب لعب واضح للمدرب الكرواتي.

تأتي فترة التوقف من أجل معالجة تلك المشاكل لإيجور تودور، خاصة وأن بعد التوقف الدولي، سيلاقي الكرواتي في الدوري الإيطالي كومو ثم لاتسيو، وبينهما ريال مدريد في أصعب مواجهات البيانكونيري.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة