لأن كرة القدم أصبحت في هذا الزمن أكثر من مجرد تسعين دقيقة فقط على المستطيل الأخضر؛ أصبح اللاعبون مثل المصري عمر مرموش، يدركون أن القيمة الحقيقية لا تُقاس فقط بعدد الأهداف أو التمريرات، بل بقدرتهم على إدارة الشهرة كأصل مالي والاستثمار في المستقبل.
من بين هؤلاء، جاء عمر مرموش، نجم نادي مانشستر سيتي، ليعلن عن نفسه كرائد أعمال صغير برؤية كبيرة، وذلك عن طريق تأسيس شركته الخاصة “OM7 Promotions Limited” من قلب العاصمة الإنجليزية، لندن، وبـ100 جنيه إسترليني فقط.
مرموش، الذي بدأت حكايته من شوارع المعادي مرورًا بوادي دجلة، وصولًا إلى ملاعب البوندسليجا، ثم هبوطًا في مطار مانشستر كواحد من أكثر الصفقات المصرية كلفة في تاريخ اللعبة، قرر ألا يكون مجرد اسم يُكتب على قمصان الجماهير، بل علامة تجارية تسعى لكتابة سطر جديد في دفتر كرة القدم الحديثة.

في 24 يناير 2025، تم تسجيل شركة “OM7 Promotions Limited” رسميًا في بريطانيا، برأس مال تأسيسي رمزي بلغ 100 جنيه إسترليني فقط، لكن القيمة المعنوية أكبر من ذلك بكثير.
بـ100 جنيه.. عمر مرموش يتحول إلى رائد أعمال
المثير في تأسيس الشركة أن مرموش لم يبدأ وحده، بل اصطحب والده، خالد مرموش، كشريك يملك 25% من أسهم الشركة، بينما احتفظ عمر بالنسبة المتبقية (75%) التي تمنحه صلاحيات كاملة للسيطرة واتخاذ القرار.
ووفقًا للبيان المؤسس، فإن طبيعة السيطرة تنص على امتلاكه بشكل مباشر أو غير مباشر:
- 75% أو أكثر من حقوق التصويت في الشركة.
- 75% أو أكثر من أسهم الشركة.
- الحق في تعيين أو إزالة أغلب أعضاء مجلس الإدارة.
عمر مرموش ليس حالة فردية، بل جزء من موجة جديدة من اللاعبين الذين أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية استثمار شهرتهم قبل أن يقول الجسد كلمته، مبابي يمتلك علامة أزياء، كريستيانو رونالدو بنى إمبراطورية تحمل اسمه، وميسي شريك في مشاريع فندقية.
It's your chance to win a signed Omar Marmoush @ManCity shirt! 👕
— Premier League (@premierleague) May 6, 2025
Enter here! ➡️ https://t.co/JvgBGxHu84 pic.twitter.com/9D6uCQ8ysr
مرموش قرر أن تكون البداية عبر شركة تسويقية، على الأرجح ستتولى إدارة حقوق الصورة والترويج، وربما في مراحل لاحقة تصبح منصة للتعامل مع الرعاة أو مشاريع شبابية ذات طابع رياضي.
من الملعب إلى السوق.. حين تصبح الشهرة رأس مال
ما يميّز هذه الخطوة أنها جاءت في توقيت ذهبي بالنسبة للاعب؛ مرموش بعد انتقاله لمانشستر سيتي، ومع تسليط الضوء الإعلامي عليه، أصبح يتمتع بقاعدة جماهيرية متزايدة، خاصة في مصر والمنطقة العربية، وقد أشارت تقارير إلى ارتفاع حاد في مبيعات قميصه بعد انتقاله للبريميرليج، وهو ما يعني وجود قدرة تسويقية كبيرة يمكن استغلالها خارج الملعب.
قد يبدو تأسيس شركة برأس مال 100 جنيه أمرًا بسيطًا، لكنه يحمل رمزية كبيرة؛ رسالة تقول إن البدايات لا تحتاج إلى ملايين، بل إلى رؤية، واسم قوي، وطموح لا يعرف المستحيل، مرموش بدأ بخطوة صغيرة على الورق، لكنها تحمل في طياتها مشروعًا طويل الأمد قد يغير وجه مستقبله بعد كرة القدم.
بهذه الخطوة، يضع عمر مرموش أول لبنة في طريق قد يقوده نحو إمبراطورية تحمل اسمه، تمتد من الملاعب إلى الشركات، ومن التسعين دقيقة إلى عقود ورؤى واستراتيجيات.
محمد عبد المنعم
سعود عبد الحميد
عمر مرموش
أشرف حكيمي