بالأرقام.. محمد صلاح يقدم أسوأ مواسمه مع ليفربول!
في عالم كرة القدم، حيث حيث التقلبات السريعة واردة الحدوث، كان موسم 2024-2025 الذي قدمه النجم المصري محمد صلاح مع ليفربول أحد أفضل مواسمه عبر مسيرته، كان موسمًا تاريخيًا، حقق فيه لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وأفضل صانع ألعاب في المسابقة، وساهم عبر كل البطولات في 47 هدفاً (29 هدفاً و18 تمريرة حاسمة).
كان صلاح في ذلك الموسم قوة خارقة لا يمكن إيقافها، لكن مع انطلاق موسم 2025-2026، تبدو تلك الصورة البراقة باهتة، ولا تشبه ما حدث في الموسم السابق، فاللاعب الذي كان يسجل الأهداف بغزارة، يجد نفسه بعد مرور سبع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد هدفين فقط، أحدهما من ركلة جزاء، وبدون أي هدف من اللعب المفتوح منذ الجولة الافتتاحية.
هذا التراجع الفردي يأتي في سياق أوسع من عدم الاستقرار الذي يعيشه الفريق بأكمله تحت قيادة المدير الفني أرني سلوت. الفريق تلقى سلسلة من الهزائم المتتالية خلال آخر 3 مباريات، أمام كريستال بالاس، ثم جالاتا سراي التركي في دوري أبطال أوروبا، وأخيراً تشيلسي في الدوري، كشفت عن هشاشة الفريق وأثارت تساؤلات حول مستوى الفريق.
انخفاض ملموس في أرقام محمد صلاح الفردية
الأرقام تؤكد أن صلاح تراجع في كل المؤشرات الفردية مقارنة بالموسم السابق:
اللمسات والتحركات داخل منطقة الجزاء
| المؤشر | موسم 2024-2025 | موسم 2025-2026 | أقل معدل في مسيرته قبل هذا الموسم | التغير | ملاحظات |
| متوسط اللمسات لكل 90 دقيقة | 48.6 | 42.6 | 48.1 | -6.0 | الموسم الحالي هو الأدنى له منذ انضمامه إلى ليفربول عام 2017 |
| لمسات داخل منطقة الجزاء لكل 90 دقيقة | 9.6 | 5.5 | 8.5 | -4.1 | تراجع حاد في وجوده بالمناطق الخطيرة ليكون أيضًا أقل موسم له عبر مسيرته مع ليفربول |
يظهر الجدول بوضوح أن محمد صلاح يعيش واحدًا من أقل مواسمه تأثيرًا على مستوى المشاركة في اللعب، إذ تراجع معدل لمسات الكرة لكل 90 دقيقة إلى 42.6 لمسة فقط، بعدما كان 48.6 الموسم الماضي. هذه الأرقام تعني أن صلاح بات أقل انخراطًا في بناء اللعب وأقل تواصلاً مع زملائه، وهو ما يقلل بطبيعة الحال من فرصه في صناعة الخطورة. الأخطر أن هذا المعدل هو الأدنى له منذ انضمامه إلى ليفربول في 2017، ليكسر رقمه السلبي السابق البالغ 48.1 لمسة.
الانخفاض لا يقتصر على عدد اللمسات فحسب، بل يمتد إلى الوجود داخل منطقة الجزاء، وهي المنطقة التي اشتهر صلاح بتكرار تحركاته فيها. فقد تراجع معدل لمساته داخل منطقة الخصم من 9.6 إلى 5.5 فقط لكل 90 دقيقة، وهو تراجع حاد يعكس تغيرًا واضحًا في تموضعه الهجومي أو في طبيعة الفرص التي تتاح له. اللافت أن هذا الرقم أيضًا أقل من أسوأ معدل سابق له، وهو 8.5 لمسة في موسمه الأول مع الريدز.

هذا التراجع المزدوج، في عدد اللمسات الإجمالي وداخل المنطقة، يؤكد أن صلاح لم يعد يحظى بنفس الكثافة في المشاركة الهجومية كما كان في السابق. سواء كان السبب هو تغير الأدوار التكتيكية أو تراجع فعالية الفريق ككل، فإن الأرقام تشير بوضوح إلى انخفاض غير مسبوق في حضوره داخل الثلث الهجومي، وهو ما ينعكس مباشرة على معدلات تهديفه وصناعته للأهداف.
المراوغات
| المؤشر | موسم 2024-2025 | موسم 2025-2026 | أقل معدل في مسيرته قبل هذا الموسم | التغير | ملاحظات |
| متوسط المراوغات لكل 90 دقيقة | 3.5 | 1.6 | 2.8 | -1.9 | انخفاض بأكثر من 50% في عدد المحاولات |
| نسبة نجاح المراوغات | 39.3% | 20% | 31.6% | -19.3 نقطة | أدنى نسبة نجاح في مسيرته مع ليفربول |
| في الدوري الإنجليزي – المراوغات المكتملة | 58 من 137 (42.3%) | 1 من 11 (9.1%) | — | — | تراجع كبير في الفاعلية الفردية أمام المنافسين |
تكشف أرقام المراوغات عن تراجع واضح في قدرة محمد صلاح على إحداث الفارق بالمجهود الفردي، إذ انخفض متوسط مراوغاته من 3.5 إلى 1.6 فقط لكل 90 دقيقة، وهو أقل معدل له منذ ارتداء قميص ليفربول، وبالتأكيد أقل من أسوأ موسم سابق له حين كان متوسطه 2.8 مراوغة. هذا الانخفاض يعني أن صلاح بات أقل جرأة في مواجهة المدافعين، أو أنه يجد صعوبة أكبر في تجاوزهم بنفسه، وهو ما يقلل من فرص خلق المساحات لنفسه ولزملائه.
أما نسبة نجاح المراوغات، فقد شهدت انهيارًا حادًا من 39.3% الموسم الماضي إلى 20% فقط هذا الموسم، لتصبح أدنى نسبة نجاح في مسيرته مع ليفربول، بعدما كان الرقم الأسوأ له من قبل هو 31.6%. هذا التراجع الكبير في الكفاءة الفردية يعكس على الأرجح بطء القرار، أو زيادة مراقبته الدفاعية، مما يجعله في مواقف أصعب ضد أكثر من مدافع في كل مرة.
وفي الدوري الإنجليزي تحديدًا، يتجلى الانخفاض بشكل أكثر وضوحًا، إذ لم ينجح صلاح سوى في مراوغة واحدة من أصل 11 محاولة (9.1%) مقارنةً بـ 58 من 137 (42.3%) الموسم الماضي. هذه الأرقام تعبر عن تغير واضح في طبيعة أدائه وربما تركيزه، فصلاح يبدو أقرب إلى أي دور آخر من أن يكون جناحًا يراوغ ويخترق، ما جعل خطورته الفردية تتراجع بشكل غير معتاد لجماهير ليفربول.
التهديد على المرمى
| المؤشر | موسم 2024-2025 | موسم 2025-2026 | أقل معدل في مسيرته قبل هذا الموسم | التغير | ملاحظات |
| التسديدات لكل 90 دقيقة | 3.4 | 2.0 | 3.3 | -1.4 | أدنى معدل له منذ ارتداء قميص ليفربول |
| الأهداف المتوقعة لكل 90 دقيقة | 0.63 | 0.32 | 0.55 | -0.31 | انخفاض يقارب النصف في معدل الخطورة |
يبين الجدول الثالث أن تراجع محمد صلاح هذا الموسم لا يقتصر على المشاركة أو المراوغات، بل يمتد إلى التهديد المباشر على المرمى، وهو أهم ما يميز اللاعب المصري منذ انضمامه إلى ليفربول. فصلاح يسدد في الموسم الحالي بمعدل 2.0 تسديدة فقط لكل 90 دقيقة، مقارنةً بـ 3.4 تسديدة الموسم الماضي، وهو أقل معدل له في مسيرته مع النادي بعدما لم يسبق أن انخفض عن 3.3 تسديدة في أي موسم. هذه الأرقام تترجم انخفاض حضوره في العمق الهجومي وتراجع عدد الفرص التي تُصنع له.
الانخفاض في التسديدات انعكس مباشرة على معدل الأهداف المتوقعة الذي تراجع من 0.63 إلى 0.32 لكل 90 دقيقة، أي انخفاض يقارب النصف، وهو رقم مقلق للاعب اعتاد أن يحافظ على معدلات مرتفعة وثابتة في هذا المؤشر، إذ لم يسبق أن قلّ عن 0.55 في أي موسم مع ليفربول. هذه الفجوة الكبيرة بين معدلات الموسم الحالي وسابقه تشرح سبب ضعف إنتاجه التهديفي مؤخرًا رغم حضوره المستمر في التشكيلة الأساسية.

ومن الملاحظ أن التراجع في معدلات التسديد والأهداف المتوقعة يتكامل مع الأرقام الأخرى في اللمسات والمراوغات، ليُظهر صورة شاملة لتراجع الخطورة الفردية والجماعية لصلاح. فقلة اللمسات داخل المنطقة وانخفاض محاولات المراوغة تعني أن صلاح لم يعد يخلق لنفسه المساحات كما كان من قبل، ما يقلل بطبيعة الحال من حجم التهديد الذي يمثله أمام المرمى. وإذا لم تتغير طبيعة الأدوار أو أسلوب ليفربول الهجومي في الفترة المقبلة، فقد يستمر هذا التراجع في التأثير على معدلاته التهديفية بشكل غير مسبوق منذ انضمامه إلى الفريق.
إحصائيات محمد صلاح في موسم 2024-2025 وموسم 2025-2026:
| المؤشر | موسم 2024–2025 | موسم 2025–2026 |
| عدد المباريات | 52 | 10 |
| معدل الأهداف | 0.68 | 0.32 |
| معدل الصناعات | 0.46 | 0.32 |
| متوسط التسديدات في المباراة | 3.4 | 2.0 |
| معدل الأهداف المتوقعة | 0.63 | 0.32 |
| نسبة تحويل التسديدات إلى أهداف | 20.2% | 15.8% |
المشكلة أعمق: فعالية محمد صلاح أمام المرمى تتراجع
بالنظر إلى زاوية مختلفة من تحليل البيانات الهجومية لمحمد صلاح، نجد أن معدلات تحويله للفرص إلى أهداف تراجعت بشكل واضح في الفترة الأخيرة. فخلال آخر 24 مباراة خاضها مع ليفربول في جميع المسابقات، سدد صلاح 52 كرة نحو المرمى، لكنه لم يسجل سوى 4 أهداف فقط من اللعب المفتوح، بمقارنة ذلك مع مؤشر الأهداف المتوقعة البالغ 6.5 في تلك المباريات، نجد أن صلاح أحرز أقل مما يفترض أن يسجله بنحو 2.5 هدف، وهو مؤشر صريح على تراجع دقته في اللمسة الأخيرة.
هذا التراجع في الفاعلية التهديفية يُظهر أن المشكلة لم تعد فقط في صناعة الفرص أو التمركز، بل تمتد إلى جودة التنفيذ داخل منطقة الجزاء، فصلاح الذي اعتاد تسجيل أهداف تفوق معدلات الأهداف المتوقعة في مواسمه السابقة، أصبح الآن يسجل أقل منها، ما يعكس فقدان جزء من الحدة أمام المرمى. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد تتأثر أرقامه النهائية للموسم بشكل ملحوظ مقارنة بما اعتاد عليه النجم المصري مع ليفربول خلال المواسم الماضية.
فعالية صلاح التهديفية في آخر 24 مباراة
| المؤشر | القيمة |
| عدد المباريات | 24 |
| إجمالي التسديدات | 52 |
| الأهداف من اللعب المفتوح | 4 |
| الأهداف المتوقعة | 6.5 |
| الفرق بين الأهداف الفعلية والمتوقعة | -2.5 |
| معدل التحويل (الأهداف / التسديدات) | 7.7% |
تأثير غياب ألكسندر أرنولد
رغم أن التراجع في أرقام محمد صلاح هذا الموسم يبدو للوهلة الأولى مرتبطًا بانخفاض مستواه الفردي، إلا أن الأرقام تُظهر أن أحد أهم أسباب ذلك ربما يعود إلى غياب شريكه الأبرز في الجبهة اليمنى، الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد الذي رحل إلى ريال مدريد الإسباني في الصيف الماضي.

الإحصائيات التالية توضح الفارق بين وجود أرنولد إلى جوار صلاح وبين غيابه، وما حدث لإنتاج صلاح الهجومي في الفترتين، وتبرز كيف يمكن أن يكون تراجع أداء النجم المصري قد تأثر بغياب أرنولد، بسبب جودة التمريرات التي يتلقاها.
التمريرات الكاسرة للخطوط إلى صلاح في الدوري الإنجليزي
| الموسم | اللاعب الأكثر تمريرًا لصلاح | عدد التمريرات الكاسرة للخطوط إلى صلاح | المعدل لكل مباراة | عدد التمريرات التي اخترقت الخط الدفاعي مباشرة | ملاحظات |
| 2025-2024 | ترينت ألكسندر أرنولد | 147 | 4.45 | 37 | الأعلى في الدوري الإنجليزي بفارق 39 عن أقرب ثنائي آخر |
| 2026-2025 | دومينيك سوبوسلاي | 23 | 3.29 | – | يُظهر غياب أرنولد أثرًا تكتيكيًا واضحًا |
يُظهر الجدول بوضوح مدى عمق العلاقة التكتيكية بين محمد صلاح وترينت ألكسندر أرنولد، والتي شكلت أحد أهم مفاتيح ليفربول الهجومية في المواسم الماضية. فالموسم الماضي وحده شهد 147 تمريرة كاسرة للخطوط من أرنولد إلى صلاح في الدوري، وهو رقم لا يقترب منه أي ثنائي آخر في البريميرليج. هذا التواصل العالي بين الجناح والظهير جعل الجبهة اليمنى مصدرًا دائمًا للخطورة، وخلق مساحات متكررة داخل منطقة الجزاء.
غياب أرنولد هذا الموسم أظهر كيف افتقد صلاح إلى هذا النوع من التمريرات النوعية التي كانت توصله إلى المرمى بشكل متكرر. فبعدما كان يتلقى عشرات الكرات التي تكسر خطوط الخصم، أصبح يعتمد على تمريرات أقل من لاعبين آخرين.
دومينيك سوبوسلاي، الذي مرر لصلاح 23 تمريرة فقط من هذا النوع حتى الآن، هو أكثر من مرر لصلاح تمريرات كاسرة للخطوط هذا الموسم.

هذا الفارق الكبير لا يعكس فقط غياب لاعب، بل غياب منظومة متكاملة كانت تُبنى من الجهة اليمنى، حيث يجمع أرنولد بين الرؤية الطويلة والتمرير العمودي الذي يخترق الكثافة الدفاعية، ما يمنح صلاح فرصة التحرك بحرية خلف الخطوط. غياب هذا النمط التكتيكي جعل صلاح أكثر انعزالًا في الثلث الأخير، وأقل قدرة على استغلال سرعته ومهارته داخل منطقة الجزاء.
أداء محمد صلاح أمام المرمى بوجود أرنولد وغيابه منذ بداية الموسم الماضي حتى الآن
| الحالة | عدد المباريات | الأهداف | الأهداف من اللعب المفتوح | معدل التسديدات | الأهداف المتوقعة (بدون ركلات الجزاء) | لمسات داخل المنطقة |
| مع أرنولد | 33 | 27 | 19 | 3.5 | 0.48 | 10.5 |
| بدون أرنولد | 12 | 4 (منها 2 ركلة جزاء) | 2 | 2.3 | 0.3 | 7.2 |
توضح الأرقام أن وجود ترينت ألكسندر أرنولد على أرض الملعب لا يضيف فقط توازنًا تكتيكيًا لليفربول، بل يمنح محمد صلاح بيئة هجومية مثالية لاستغلال نقاط قوته. ففي الموسم الماضي، ومع مشاركة أرنولد في 33 مباراة بجانب صلاح، سجّل النجم المصري 27 هدفًا بمعدل تهديفي مرتفع يعكس التناغم بين الطرفين. الأهم أن معدلاته الأخرى، مثل 3.5 تسديدة في المباراة و10.5 لمسة داخل منطقة الجزاء، تعكس حجم النشاط والإمداد الذي كان يحصل عليه من الجبهة اليمنى.
أما في غياب أرنولد، فتراجعت جميع المؤشرات الهجومية لصلاح بشكل واضح. انخفض معدل تسديداته إلى 2.3 فقط في المباراة، وتراجع مؤشر الأهداف المتوقعة غير شامل ركلات الجزاء إلى 0.3، وهو تقريبًا انخفاض بنسبة 40% مقارنة بفتراته في وجود أرنولد. كذلك تراجع معدل لمساته داخل المنطقة من 10.5 إلى 7.2، وهو ما يعكس عزلة نسبية أمام المرمى وافتقادًا للتمريرات الذكية التي كانت تضعه في مواقف تسديد مثالية.
الانخفاض في المؤشرات الفردية لصلاح عند غياب أرنولد
| المؤشر | مع أرنولد | في غياب أرنولد | التغير | الملاحظة |
| معدل الأهداف في المباراة | 0.82 | 0.33 | -60% | انخفاض حاد في الفاعلية |
| معدل التسديدات في المباراة | 3.5 | 2.3 | -34% | تسديد أقل وتهديد أقل |
| معدل الأهداف المتوقعة بدون ركلات الجزاء | 0.48 | 0.3 | -38% | تتاح له فرص أقل للتسجيل |
| اللمسات داخل منطقة الجزاء | 10.5 | 7.2 | -31% | قلة الوصول للمناطق الخطرة |
الأرقام الواردة في الجدول تكشف أن غياب ألكسندر أرنولد لا يؤثر فقط على شكل ليفربول الجماعي، بل يمتد تأثيره المباشر إلى الأداء الفردي لمحمد صلاح. ففي غياب شريكه الدائم في الجبهة اليمنى، تراجع معدل تسديدات صلاح من 3.5 إلى 2.3 لكل مباراة، كما انخفض متوسط أهدافه المتوقعة بدون ركلات الجزاء من 0.48 إلى 0.3 فقط.
هذا التراجع يعكس صعوبة وصوله إلى مناطق التسديد المميزة، بسبب غياب الدعم والمساندة المعتادة من أرنولد في مراحل بناء اللعب.
كذلك تراجع معدل لمساته داخل منطقة الجزاء من 10.5 إلى 7.2، ما يعني أن صلاح أصبح أقل تواجدًا في العمق وأكثر اعتمادًا على التحرك في الأطراف أو العودة للخلف لاستلام الكرة.
هذه الأرقام لا تُشير إلى تراجع بدني أو فني فقط، بل إلى اختلال في الديناميكية التكتيكية بين الجناح والظهير الأيمن، التي كانت أحد أسرار نجاح ليفربول تحت قيادة كلوب. صلاح لطالما استفاد من توقيت انضمام أرنولد في العمق أو تحركه على الخط لصناعة مثلثات هجومية تُرهق الخصوم. غياب هذا التناغم أفقده واحدة من أهم أدواته في صناعة الفارق داخل منطقة الجزاء.
ورغم أن غياب أرنولد يفسّر جزءًا من الصورة، فإن تراجع صلاح لا يمكن اختزاله في سبب واحد، بل هي عدة أسباب من بينها تراجع أداء صلاح نفسه، وتغير ليفربول كفريق كثيرًا هذا الموسم على مستوى المنظومة الهجومية، مع أدوار جديدة لبعض اللاعبين، وبالتأكيد غياب أرنولد يمثل أحد هذه الأسباب.