أخبار الكرة الإسبانيةأخبار الكرة الإيطاليةتقارير ومقالات خاصةأخبار

الوصيف الأبدي ضد ملك أوروبا.. ذكريات سينمائية بين ريال مدريد ويوفنتوس

لا شك في أن مباراة يوفنتوس وريال مدريد تُعيدك بالذاكرة إلى كلاسيكيات كرة القدم الأوروبية، بغض النظر عن موقف الفريقين في الوقت الحالي.

ريال مدريد بطل أوروبا التاريخي وأكثر من فاز بالبطولة وملك النهائيات، سيواجه الوصيف التاريخي لدوري الأبطال، الفريق الذي لعب 9 نهائيات وخسر 7، يوفنتوس المنحوس أوروبيًا.

مواجهات عديدة جمعت بين الفريقين، جميع تلك المباريات كانت في دوري أبطال أوروبا باستثناء آخر لقاء في كأس العالم للأندية، مطلع يوليو الماضي.

تاريخ مباريات ريال مدريد ضد يوفنتوس

22 مباراة جمعت بين الفريقين، فاز ريال مدريد في 12 وحقق البيانكونيري الانتصار في 8 مباريات، مع عقدة رسخها البيانكونيري للملكي في الأدوار الإقصائية قبل ما حدث في نهائي كارديف.

عدد المبارياتفوز ريال مدريدفوز يوفنتوس
22128
الأهداف المسجلة3026
الهداف التاريخي للمواجهاتكريستيانو رونالدو (10 أهداف)ديل بييرو (5 أهداف)

تاريخ كبير بين الفريقين، بدأ في 1961، وحتى 2018 المواجهة الأخيرة التي جمعت بين الفريقين، وأسالت الكثير من الحبر بسبب ما حدث في الدقائق الأخيرة.

في هذا الموضوع، نبرز لكم أبرز المباريات التي جمعت بين ريال مدريد ويوفنتوس في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا.

هدف مياتوفيتش الشبح في يوفنتوس

في 1998، وصل يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الثالث على التوالي، بعدما حقق لقب 1996، وخسر أمام بوروسيا دورتموند في 1997، ليواجه الملكي في 98.

كان ريال مدريد غائبًا 32 عامًا عن نهائيات دوري أبطال أوروبا، منذ الفوز على بارتيزان الصربي 2-1 في بروكسل، وتحقيق اللقب بالفوز 2-1.

يأتي نهائي 1998 ويحاول ريال مدريد الثأر مما حدث قبل عامين، عندما أقصاه يوفنتوس من ربع نهائي البطولة التي انتهت في تورينو.

انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي الشوط الثاني، عند الدقيقة 67، سدد روبرتو كارلوس الكرة، وتابعها بريدراج مياتوفيتش وسجل في شباك الحارس بيروزي.

جميع الزوايا تثبت أن مياتوفيتش كان متسللًا، لكن المهاجم الصربي أكد أن بيسوتو، ظهير يوفنتوس الأيسر، كان يتواجد لتغطية التسلل، رغم أنه بعد التسجيل، ظهر بيسوتو في منطقة الجزاء بشكل طبيعي.

ذلك الهدف، الذي يمكن أن يُطلق عليه “الشبح”، قاد ريال مدريد للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، وحرم يوفنتوس من اللقب للمرة الثانية على التوالي.

كارت أصفر يعكر صفو التأهل للنهائي

في مايو 2003، بإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، دخل يوفنتوس وهو مهزوم في الذهاب 2-1 بعد ثنائية رونالدو وكارلوس للملكي، وبينهما هدف تريزيجيه.

في مباراة الإياب كان يوفنتوس متوحشًا، بعد تقدم تريزيجيه، ثم هدف ديل بييرو التاريخي بعدما تلاعب بميشيل سالجادو والمدافع الأفضل في العالم خلال ذلك الوقت، فيرناندو هييرو، وفي الشوط الثاني تصدى بوفون لركلة جزاء فيجو، ليرد بعدها بدقائق بافل نيدفيد بالهدف الثالث.

التشيكي الأفضل في العالم خلال ذلك العام، سجل الثالث، ولكن قبل هدف زيدان الشرفي للنادي الملكي، حصل بافل على بطاقة صفراء في الدقيقة 82، كانت بطاقة مجانية بتدخل في وسط الملعب على ستيف ماكمانامان.

تلك البطاقة كلفت نيدفيد الغياب عن نهائي أولد ترافورد ضد ميلان، ليفتقده يوفنتوس، ويخسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الروسونيري، لتعكر تلك البطاقة صفو التأهل التاريخي والثأري للسيدة العجوز.

تحية ديل بييرو تشعل بيرنابيو

أقصى يوفنتوس ريال مدريد مجددًا في 2005 من دور الـ16، ولكن بعدها بعام هبط البيانكونيري إلى الدرجة الثانية في إيطاليا بسبب فضيحة الكالشيو بولي “قضية التلاعب بالنتائج”.

عاد يوفنتوس من جديد، وبعد موسم واحد ظهر مجددًا في دوري أبطال أوروبا، ليقع في مجموعة تضم ريال مدريد وزينيت الروسي وباتي بوريسوف البيلاروسي.

مباراة الذهاب في سانتياجو بيرنابيو انتهت 2-1 ليوفنتوس، وسجل ديل بييرو مجددًا في مرمى كاسياس ثم أماوري، قبل هدف فان نيستلروي للملكي.

ريال مدريد ويوفنتوس - أليساندرو ديل بييرو - المصدر (Getty Images)
ريال مدريد ويوفنتوس – أليساندرو ديل بييرو – المصدر (Getty Images)

وفي نوفمبر 2008، كانت المباراة التاريخية، التي شهدت ثنائية ديل بييرو في شباك كاسياس من مخالفتين خارج منطقة الجزاء، تحت أنظار 73 ألف مشجع في سانتياجو بيرنابيو.

في الدقيقة 92 خرج ديل بييرو من الملعب ليترك مكانه لدي تشيلي، لكن ما حدث في ذلك الوقت كان تاريخيًا، عندما وقفت جماهير سانتياجو بيرنابيو بالكامل، وصفقت لأليكس الذي تبادل التحية مع جمهور النادي الملكي في مشهد سينمائي.

موراتا يثأر من الملكي

في 2015، واجه ريال مدريد يوفنتوس في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حينها كان موراتا قد رحل ببداية الموسم إلى البيانكونيري.

لاعب شاب انضم إلى يوفنتوس، ولكنه لمع وأصبح نجمًا في تورينو، وعندما حان الموعد الحاسم، سجل ذهابًا في الفوز 2-1 بملعب أليانز.

في الإياب، تقدم كريستيانو رونالدو للملكي، وكان حامل اللقب على بُعد أقل من شوط من النهائي، لمواجهة برشلونة في كلاسيكو تاريخي كان ينتظره الجميع، بعدما عبر البلوجرانا على بايرن ميونخ.

كان لموراتا رأي آخر، ولأنه كان الأكثر دراية بكل شيء في سانتياجو بيرنابيو، تكفّل هو بالأمر، وسجل هدف التعادل في الدقيقة 57، بتسديدة سكنت شباك كاسياس، وأصدرت الأوامر بتدشين الترسانة الدفاعية الإيطالية.

دخل أندريا بارزالي في الدقيقة 79، وأغلق أليجري كل الخطوط أمام كارلو أنشيلوتي، الذي خرج من ريال مدريد بعد تلك المباراة، حيث فشل في الحفاظ على اللقب، ليترك الملكي لرافائيل بينيتيز.

ألفارو موراتا - يوفنتوس - ريال مدريد - المصدر: (Getty images)
ألفارو موراتا – يوفنتوس – ريال مدريد – المصدر: (Getty images)

فضيحة نهائي كارديف

في 2017، وصل يوفنتوس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وبعد 19 عامًا يواجه ريال مدريد مجددًا في المباراة النهائية، بعدما أقصى البيانكونيري برشلونة في دور الثمانية واكتسحه بثلاثية.

ريال مدريد بقيادة زين الدين زيدان، ويوفنتوس مع أليجري الذي لم يستقبل سوى هدف واحد في جميع المباريات الإقصائية.

باولو ديبالا - يوفنتوس - برشلونة - دوري أبطال أوروبا - المصدر (Getty images)
باولو ديبالا – يوفنتوس – برشلونة – دوري أبطال أوروبا – المصدر (Getty images)

شوط أول متوازن تفوق فيه يوفنتوس قليلًا، وشهد هدفًا رائعًا عن طريق ماريو ماندزوكيتش بعد تقدم رونالدو في النتيجة.

أطلق الحكم الألماني فيليكس بريش صافرة نهاية الشوط الأول، وربما كانت نهاية رحلة يوفنتوس في البطولة بالكامل.

في الشوط الثاني كان فريق واحد على أرض الملعب، بعدما سجل ريال مدريد ثلاثية عن طريق كاسيميرو ورونالدو وأسينسيو، قبل أن يتبين بعد ذلك مشادة حدثت في غرفة الملابس بين داني ألفيش وبونوتشي بسبب طريقة لعب أليجري.

انهارت غرفة الملابس، وكان لذلك تأثير سلبي على البيانكونيري، الذي واصل النحس وخسر النهائي السابع من أصل 9 وصل لها، وريال مدريد كان له نصيب الأسد من فريسته الإيطالية، وتوج بلقبين على حساب البيانكونيري.

تحية رونالدو وركلة جزاء فاسكيز

آخر مواجهة جمعت بين الفريقين كانت في 2018، عندما فاز يوفنتوس 3-1 في مباراة الإياب، لكنه خرج من البطولة بسبب الهزيمة 3-0 ذهابًا.

في إيطاليا، سقط يوفنتوس بثلاثية نظيفة، ثنائية رونالدو وهدف مارسيلو، وكان أبرز ما فيها المقصية الأشهر في تاريخ الأبطال، عندما صعد رونالدو وأطلق صاروخية في شباك بوفون في الدقيقة 64.

ذلك الهدف الثاني في المباراة، جعل جمهور يوفنتوس يقف ليصفق لكريستيانو رونالدو، تحية للأسطورة، الذي بعد 3 أشهر رد التحية بالانضمام إلى البيانكونيري في 10 يوليو 2018، ولكن المشهد في تورينو كان سينمائيًا، ولا يختلف كثيرًا عما كان عليه قبل 10 سنوات في سانتياجو بيرنابيو، كما ذكرنا سلفًا.

الأمر لم يتوقف هنا، في مباراة الإياب كان يوفنتوس يدخل متأخرًا بثلاثية نظيفة، وأطلق أليجري تصريحه الشهير: “من لا يؤمن بعودتنا، عليه ألا يصعد معنا على الطائرة المتجهة إلى مدريد”.

بداية مثالية بهدف ماندزوكيتش في الدقيقة الثانية، ثم عاد الكرواتي وسجل الثاني في الدقيقة 37، وبعد بداية الشوط الثاني بربع ساعة، سجل ماتويدي الثالث بخطأ من الحارس نافاس.

صمت سانتياجو بيرنابيو استمر، والخوف تسلل إلى زين الدين زيدان، حتى قرر أن يخرج لوكا مودريتش ويدخل كوفاسيتش لتأمين وسط الملعب أمام طوفان يوفنتوس الهجومي.

كريستيانو رونالدو - جورجيو كيليني - المصدر (Getty images)
كريستيانو رونالدو – جورجيو كيليني – المصدر (Getty images)

في الدقيقة 93، احتسب مايكل أوليفر ركلة جزاء، تلك الركلة الأشهر بين الفريقين، عندما سقط فاسكيز بتدخل من المهدي بن عطية.

عندما أشار أوليفر إلى نقطة الجزاء، تجمع حوله لاعبو يوفنتوس، وإذ به يشهر البطاقة الحمراء في وجه الأسطورة جيانلويجي بوفون بسبب الاعتراض.

دخل فوتشيك تشيزني، ولم يتمكن من التصدي لركلة جزاء رونالدو، التي كانت كفيلة بإقصاء يوفنتوس من بيرنابيو، وقيادة الملكي إلى نصف النهائي، ثم تحقيق اللقب في النهاية، الذي كتب آخر سطر في قصة الدون مع الملكي.

مرت 8 سنوات على تلك الركلة الشهيرة، ولا يزال الجدل مستمرًا حول احتسابها. حتى المهدي بن عطية نفسه ما زال يتذكر، وعندما واجه مارسيليا ريال مدريد في افتتاح مبارياتهما بالبطولة،

قال بن عطية، المدير الرياضي لمارسيليا، بعد خسارة فريقه بركلة جزاء أمام الملكي: “من الصعب جدًا تقبّل الأمر، لكنني عشته قبل سبع سنوات”.

مباراة الغد لا تخضع للحسابات، رغم تفوق ريال مدريد في كل شيء، من حيث الإمكانيات والاستقرار والنتائج، بالإضافة إلى عمق القائمة، لكن دائمًا ما اعتدنا على تلك القمة أن تُبهرنا، مهما كانت حالة الفريقين.

ويكفي القول إن يوفنتوس، الذي عاد من الدرجة الثانية بعد عامين، فاز على الملكي في الذهاب والإياب، عندما كان سيد أوروبا هو بطل الليجا.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة