أخبار الهلال السعودي اليومأخبار ريال مدريد اليومتقارير ومقالات خاصةالأهلي

الهلال في ورطة قبل المونديال – خصوم مدججون والزعيم يتخبط

يترقّب عشاق الكرة السعودية والعربية ظهور نادي الهلال السعودي في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية 2025، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني، وريد بول سالزبورج النمساوي، وباتشوكا المكسيكي، في واحدة من أصعب مجموعات البطولة.


لكن التحديات التي تنتظر “الزعيم” لا تتوقف عند أسماء الخصوم، بل تمتد إلى عوامل داخلية تهدد جاهزيته وتضع علامات استفهام على قدرته في المنافسة على بطاقة العبور للدور المقبل.

فعلى عكس منافسيه الذين استثمروا سوق الانتقالات لتعزيز الصفوف، يدخل الهلال المعترك العالمي وسط صيف باهت على مستوى التعاقدات، حيث لم يُعلن حتى الآن عن صفقات مؤثرة تعوّض تراجع الأداء في نهاية الموسم المنصرم.


هذا الركود يقابله نشاط كبير في معسكر الخصوم، ما يضع الزعيم في موقع مقلق أمام منافسين مدججين بالأسماء الجديدة والطموحات المرتفعة.

تتضاعف المخاوف داخل أروقة النادي الأزرق بعدما اختتم الموسم المحلي بأداء مهتزّ، وشباك مثقوبة لم يعهدها الهلال من قبل، إذ استقبل الفريق خلال موسم دوري المحترفين 2024/2025 أكبر عدد من الأهداف في تاريخه بالبطولة في عهدها الحديث.
الأمر الذي يعكس خللًا واضحًا في المنظومة الدفاعية ويضع علامات استفهام حول الجاهزية الفنية والذهنية لخوض بطولة بهذا الحجم.
وإلى جانب التراجع الفني، يأتي قرار التعاقد مع جهاز فني جديد قبل أسابيع فقط من انطلاق البطولة، ليزيد من حالة الترقب، في ظل حاجة المدرب الجديد إلى وقت أطول لفهم طبيعة الفريق وتجريب أفكاره.


منافسون يتسلّحون بالصفقات

بعكس الهلال، لم يتردد ريال مدريد في تفعيل أدواته في سوق الانتقالات، حيث ضم المدافع ديان هويسين من بورنموث، والنجم الإنجليزي ترنت أرنولد قادمًا من ليفربول، إلى جانب موهبة ريفر بليت فرانكو ماستانتونو الذي سينضم رسميًا في أغسطس، أي بعد المونديال. هذه التعزيزات تمنح “الملكي” عمقًا إضافيًا في الدفاع والوسط، وتؤكد نيته في السيطرة على البطولة.

أما فريق باتشوكا المكسيكي، فقد قدّم ميركاتو واسع النطاق، بعودة خوسيه كاستيلو وفرناندو أوفيلر وإيان هيرنانديز من الإعارة، والتوقيع مع أسماء بارزة مثل أفيليس هورتادو، سانتياجو هومينشينكو، وتمديد عقد النجم أسامة إدريسي. كما ضم لاعبين مؤثرين مثل فيكتور جوزمان، برايان جارسيا، سالمون روندون، كينيدي، وغيرهم، مما يعكس نوايا واضحة لمنافسة كبار القارة.

أما ريد بول سالزبورج النمساوي، فكان أكثر اتزانًا، إذ عزّز صفوفه بـ جاكوب راسموسن، أنري تشيس، كريم أونيسيو ويوربي فيرتسين، إلى جانب عودة لوكاس جورنا دوث من تجربته مع روما، ليمنح خط الدفاع عمقًا إضافيًا وخبرة أوروبية.

الهلال.. بوصلة ضائعة بين الوعود والواقع


وفي خضم هذا النشاط، يرى الصحفي الرياضي السعودي خالد القينان من جريدة عكاظ أن الهلال، ورغم تاريخه العريق، لم يلبِ حتى الآن طموحات جماهيره على صعيد التعاقدات.
وقال في تصريحات لـ 365Scores:”الهلال نادٍ كبير، وله سابقة واضحة في القدرة على مقارعة الكبار مهما كانت الظروف، لا ننسى أنه شارك في مونديال 2021 وهو موقوف عن التسجيل، ومع ذلك حقق الميدالية الفضية ووصافة العالم، الهلال بمن حضر، وله هيبة ثابتة لا تهتز بتغير الأسماء أو الإدارات”.

وأضاف القينان: “لكن في المقابل، الجماهير لا تنسى الوعود الكبيرة من الإدارة بصفقات عالمية لم تُنفّذ، وهذا الملف تحديدًا أصبح نقطة ضعف متكررة تُخيّب آمال المدرج الأزرق”.

تشكيل الهلال ضد الوحدة بالجولة 33 في الدوري السعودي
سالم الدوسري – الهلال السعودي (المصدر:Gettyimages)

موسم باهت.. وأرقام دفاعية مقلقة


الزعيم اختتم الموسم الماضي بأداء غير معتاد، إذ استقبل أكبر عدد من الأهداف في تاريخه بالدوري السعودي للمحترفين، في مشهد يعكس تراجعًا واضحًا في صلابة المنظومة الدفاعية، وسط تساؤلات عن أسباب هذا التدهور.

وعلّق القينان على ذلك قائلًا: “الضغوط الجماهيرية بعد موسم ضعيف زادت، والآمال أصبحت معلّقة على هذه البطولة لاستعادة بعض البريق. هذه الظروف ستجعل اللاعبين يدخلون المونديال بشعور أكبر بالمسؤولية، وتحت ضغط التحدي لإثبات الذات”.

مدرب جديد.. وفكر لم يُختبر


في توقيت حرج، أعلن الهلال التعاقد مع جهاز فني جديد يتبنّى فلسفة مختلفة، وذلك قبل أسابيع فقط من انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، ورغم أن التغيير قد يبدو ضروريًا بعد موسم متعثر، إلا أن عامل الزمن لا يخدم المشروع الجديد، خاصة في غياب المباريات الودية التي تتيح للمدرب فرصة فهم المجموعة وتطبيق أفكاره التكتيكية. كما أن غياب صفقات جديدة يعمّق من العزلة بين فكر المدرب وأدواته.


وفي هذا السياق، وصف القينان هذا التأخير بـ”الخلل الإداري الكبير”، مضيفًا: “مشاركة الهلال في هذه النسخة كانت معروفة منذ عام 2023، ومع ذلك تأخر التحضير والتخطيط، ولم تُلعب وديات، ولا تم التعاقد مع مدرب إلا في اللحظات الأخيرة”.

ورغم كل هذه التحديات، يصر القينان على أن “الهلال يملك تاريخًا واسمه وحده يُرعب الخصوم، وقميصه قادر على تحقيق الكثير، حتى حين تُقصّر بعض الجهات في التجهيز”.

احتياجات لم تُلبَّ


وعن احتياجات الهلال الفنية، أشار القينان إلى أن “الفترة انتهت دون أي تعاقد فعلي”، مشددًا على أهمية تعزيز بعض المراكز، قائلًا: “أكثر مركز بحاجة للتدعيم هو الظهير الأيسر بسبب تكرار إصابات متعب الحربي، إضافة إلى حاجة المركز للتطوير بلاعب أجنبي بمستوى أعلى. كذلك الجناح الأيمن من أكثر المناطق خللًا؛ لا يوجد لاعب متخصص فيه، مما يضطر المدرب لسحب مالكوم أو تجربة كنو، أما استقطاب كايو فكان غير موفق إطلاقًا”.

الزعيم.. بين مجد الأمس وتحديات اليوم


بين ترسانة الصفقات التي عززت بها أندية المجموعة الثامنة صفوفها، وتراجع أداء الهلال محليًا، ومحدودية الإعداد الفني، يجد الزعيم نفسه أمام مهمة شاقة لا تعترف بالأسماء، بل تُكافئ التحضير الجيد والخطط المدروسة.
فهل يكسر الهلال كل التوقعات ويصنع من تاريخه حافزًا جديدًا للنجاح؟ أم تفرض الظروف القاسية كلمتها على ممثل الكرة السعودية في المعترك العالمي؟