أخبار الكرة الإيطاليةالدوري الإيطاليكرة القدم الإيطاليةتقارير ومقالات خاصة

الكورتموزو الجديد بقيادة مودريتش.. لماذا لا يفوز ميلان بالإسكوديتو ؟

لماذا لا يفوز ميلان بالدوري الإيطالي هذا الموسم؟ .. سؤال يمكن أن يطرح نفسه بعد البداية الجيدة للروسونيري بقيادة المدرب ماسيمليانو أليجري.

في الصيف الماضي، وبعد موسم سيئ لميلان، شهد تواجد الثنائي باولو فونسيكا وسيرجيو كونسيساو على رأس القيادة الفنية بالترتيب، جاء أليجري.

أو بمعنى أدق، لقد عاد أليجري، الرجل الذي رحل عن الروسونيري في 2014 بعد تذبذب النتائج، ذهب إلى يوفنتوس على فترتين، ثم عاد من جديد لملعب سان سيرو.

عودة أليجري إلى ميلان شهدت وجود لوكا مودريتش، الصفقة المجانية للروسونيري، لكنه مناسب تمامًا لطريقة لعب ماكس، ورغم البداية السيئة بالخسارة من كريمونيزي، انتفض ميلان بعد الميركاتو.

انتهى ميركاتو الصيف بتعاقد ميلان مع 9 صفقات في مختلف المراكز، مع رحيل أكثر من 10 لاعبين، في تغيير دماء وثورة للنادي اللومباردي.

الكورتموزو مناسب في ميلان

عندما كان أليجري مدربًا ليوفنتوس، انتشر مصطلح “الكورتموزو” والذي يُستخدم دائمًا في سباقات الخيل، لوصف سباق يفوز فيه حصان على آخر بفارق “الأنف”.

استخدم أليجري ذلك المصطلح لتبرير انتصاراته مع السيدة العجوز عندما كان يفوز بفارق هدف واحد فقط، مشيرًا إلى أن الفوز يأتي بالجدية والتركيز وليس بالاستعراض.

وكان تصريح أليجري في 2019 عندما فاز على إمبولي: “كرة القدم تشبه سباقات الخيل، المهم هو أن تصل أولًا إلى خط النهاية، سواء بفارق كبير أو حتى بكورتموزو.”

حصل أليجري على الدوري الإيطالي في ذلك الموسم، قبل أن تتم إقالته بسبب الخروج من دوري أبطال أوروبا، ومن ثم يعود بعد عامين ليوفنتوس.

فترة ماكس الثانية مع يوفنتوس لم تكن جيدة، وشهدت مشاكل إدارية للنادي، وأجواء سيئة، بالإضافة لبعض المشاكل بين أليجري والمدير الرياضي كريستيانو جيونتولي.

ماسيمليانو أليجري - يوفنتوس
ماسيمليانو أليجري – يوفنتوس – المصدر: Gettyimages

رحل أليجري، وبعد عام من رحيله عاد إلى ميلان، وهُنا يمكنه أن يفوز بالكورتموزو، ولكن بالتحديث الجديد.

رجال أليجري في ميلان

تعاقدات الفريق في الصيف شهدت ضم 4 لاعبين في وسط الملعب، تغيير شامل شهده الفريق، بانضمام لوكا مودريتش، وأدريان رابيو الذي كان أحد رجال أليجري في يوفنتوس، وكذلك جاشاري وصامويل ريتشي، بالإضافة لتواجد لاعبين مثل لوفتوس تشيك وكذلك فوفانا.

يحتاج أليجري دائمًا للاعبين وسط يمتلكون القدرة البدنية ومعدلات الركض لديهم كبيرة، مثلما حدث في يوفنتوس مع ماتويدي وأدريان رابيو، كذلك بيانيتش وخضيرة وأرتورو فيدال، وطلب التعاقد مع لاعبين مثل توماس رينكون وستورارو في البيانكونيري.

تغيّر ميلان مع أليجري مع بداية الموسم، لوكا مودريتش هو الذي يمكنه ضبط الإيقاع في وسط الملعب، مع حرية في الحركة للثنائي أدريان رابيو وفوفانا، والبديل الجاهز دائمًا لوفتوس تشيك، بالإضافة إلى جاشاري المصاب حاليًا، ووجود صامويل ريتشي.

ذلك الأمر يُعطي كريستيان بوليسيتش أريحية في الهجوم، ويستطيع الأمريكي أن يتحرر على عكس ما كان في الموسم الماضي، مع وجود لياو وشيكويزي وألفارو موراتا، فالمساحات كانت مغلقة أمام لاعب تشيلسي السابق.

الآن يتألق بوليسيتش في ظل الدفاع بثلاثي وسط الملعب، وقيادة كريستيان للتحولات التي يعتمد عليها أليجري منذ أن كان في يوفنتوس، فهو مدرب لا يحب الاستحواذ أكثر على الكرة، ولكنه يستطيع الإيذاء في المرتدات.

أحمر ميلانو مع أليجري حتى الآن، تخطى نابولي، وهو الاختبار الصعب الأول للفريق، بعيدًا عن الانتصارات في الكأس أو الدوري، وأمامه مواجهة ضد يوفنتوس.

لوكا مودريتش وشخصية البطل

جاء لوكا مودريتش إلى ميلان لأسباب عديدة، حيث رفض الرحيل إلى السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية، ورغبته كانت الاستمرار في اللعب بالمستوى الأعلى من أجل كأس العالم 2026 مع كرواتيا.

رغم بلوغ الكرواتي سن الأربعين، لكنه أكثر اللاعبين تأثيرًا في وسط ملعب الفريق، واختياره لميلان تحديدًا، لأن النادي الإيطالي لا يشارك في دوري أبطال أوروبا، فبالتالي لن يتعرض لوكا لضغط مباريات على مدار الموسم، مع مشروع جديد يُبنى في سان سيرو.

شغف مودريتش مستمر، ورغم تغيير مركزه قليلًا أو أدواره التي يحصل عليها من المدرب أليجري، حيث يصبح اللاعب الذي يتواجد أمام المدافعين، إلا أنه يقدم نفس الأداء الذي كان عليه في ريال مدريد.

لوكا مودريتش - ميلان - المصدر (Getty images)
لوكا مودريتش – ميلان – المصدر (Getty images)

مودريتش بذكاء كبير يستطيع سد الثغرات وإغلاق المساحات، وهو ما أكده أليجري بعد مباراة نابولي، التي لعبها ميلان بـ 10 لاعبين منذ الدقيقة 60، وتمكن من الحفاظ على الفوز في النهاية.

لوكا قادر على أن ينقل شخصية البطل التي اكتسبها في مدريد ومنتخب كرواتيا خلال السنوات الماضية، إلى زملائه في ميلان، خاصة وأن الفريق يمتلك عددًا من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة.

ودائمًا ما كان الدوري الإيطالي أرضًا خصبة للاعبين الكبار سنًا، نظرًا لطبيعة الكرة الإيطالية، التي لا تطلب معدلات ركض كبيرة، وتحتاج لتحركات تكتيكية وذكية بشكل أكبر.

لماذا لا يفوز ميلان بالإسكوديتو؟

بالنظر لمنافسي النادي اللومباردي، سنرى يوفنتوس مع إيجور تودور يُعاني من نقص خبرات الكرواتي، بالإضافة للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا، كما هو الحال لإنتر ميلان مع كريستيان كييفو الذي لم يتمكن من تخطي فضيحة نهائي الأبطال والخسارة بخماسية من باريس سان جيرمان حتى الآن.

ورغم أن إنتر يمتلك فريقًا قويًا، لكن لم يدعّم صفوفه خلال الصيف بلاعبين على المستوى المطلوب، كذلك نابولي حامل اللقب، مع إصابات عديدة، وهاجس أنطونيو كونتي الذي يعاني بمجرد أن يشارك في دوري أبطال أوروبا. وهو ما يحدث حاليًا، بعد الخسارة من مانشستر سيتي ثم ميلان، والانتصارات الصعبة في الكالشيو.

يمكن للفريق أيضًا أن يستغل ذلك الأمر، وبخبرات ماسيمليانو أليجري، وللأسباب السابق ذكرها، يمكنه تحقيق الانتصارات مباراة تلو الأخرى، مستغلًا انشغال البقية حتى يناير على الأقل ببطولة دوري أبطال أوروبا.

حتى نهاية نوفمبر، سيواجه ميلان مباريات صعبة للغاية، يوفنتوس قبل فترة التوقف الدولي 5 أكتوبر، وفي التاسع عشر من نفس الشهر يستضيف فيورنتينا في سان سيرو بعد التوقف.

ثم يستضيف بيزا يوم 24 من الشهر ذاته، وخلال 6 أيام يلاقي أتالانتا وروما، 28 أكتوبر و2 نوفمبر.

وبعد مواجهة بارما قبل التوقف الدولي، يوم 8 نوفمبر، سيأتي ديربي ميلانو يوم 23 على ملعب جوسيبي مياتسا ضد إنتر ميلان، وأخيرًا لاتسيو في 30 من الشهر ذاته.

مع نهاية نوفمبر إذا استمر ميلان في صدارة الدوري الإيطالي، سيكون بطل الشتاء بنسبة كبيرة، مع عودة المصابين مثل صامويل ريتشي وجاشاري.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة