أخبار الكرة السعوديةالاتحاد السعوديأخبارالاتحاد

الفأل يتكرر.. الاتحاد يتحدى العاصمة بحثًا عن نهائي جديد

حين يتنفس الاتحاد رائحة الكؤوس، يعود وكأنه لم يغب يومًا. فوزه الأخير على النصر بنتيجة 2-1 في ثمن نهائي كأس الملك لم يكن مجرد انتصار عابر، بل رسالة عميقة أن العميد لا يزال يحتفظ بروح البطل.

المباراة كانت اختبارًا حقيقيًا لقوة الشخصية، ورغم الضغوط والحسابات، استطاع الفريق أن يفرض هيبته في ملعب الأول بارك ويقلب المعادلة لصالحه. كان الأداء جماعيًا صلبًا، وفيه روح قتالية عادت لتشعل الحماس في مدرجات النمور.

هذا الفوز أيقظ في نفوس الجماهير مشهد الموسم الماضي، حين سار الاتحاد بنفس الهدوء والثقة نحو لقب كأس الملك السعودي. وكأن التاريخ يهمس في أذن الفريق بأن الطريق نحو الذهب يبدأ دائمًا من مواجهة النصر.

قد يهمك أيضًا

المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو بدوره بدا مدركًا لحساسية اللحظة، وتعامل معها بعقلية الكبار، فنجح في قيادة المجموعة بذكاء، ليمنح الاتحاد دفعة معنوية هائلة قبل موقعة الشباب في ربع النهائي.

فأل الاتحاد.. كلما أقصى النصر اقترب من الذهب

للتاريخ ذاكرة لا تخطئ، وكلما كتب الاتحاد فيها سطرًا ضد النصر، انتهى المشهد ببطولة أو نهائي. ففي عام 1988، تجاوز العميد غريمه العالمي بركلات الترجيح في نصف النهائي، ثم توج باللقب على حساب الاتفاق بثنائية خالدة.

وفي 2011، تكرر السيناريو، حين تعادل الفريقان ذهابًا وإيابًا، وتأهل الاتحاد بقاعدة الهدف خارج الأرض، ليصل إلى النهائي قبل أن يخسره أمام الأهلي، لكنه احتفظ بعادة الفوز على النصر يعني بلوغ النهائي.

أما في 2019، فقد كانت واحدة من أجمل مباريات الكأس، حين فاز الاتحاد 4-2 بعد الأشواط الإضافية، وتأهل مجددًا للمشهد الختامي، رغم خسارته أمام التعاون. ومع ذلك، ظل الفأل قائمًا، والذاكرة لا تنسى.

سيناريو الموسم الماضي يعود من جديد

المثير أن الطريق يبدو اليوم مرسومًا بنفس الملامح تقريبًا. فالاتحاد الذي أقصى النصر من ثمن النهائي، يلتقي الشباب في ربع النهائي، وهو الأمر المشابه للغاية لما حدث في الموسم الماضي.

في النسخة الماضية، تجاوز الهلال أولًا بركلات الترجيح فري ربع النهائي، ثم فاز على الشباب 3-2 في نصف النهائي، ليحجز بطاقة العبور نحو النهائي الذي انتهى بتتويجه بالذهب. واليوم، تتكرر نفس الخطوات وكأن القدر يعيد المشهد ذاته.

مواجهة الشباب المقبلة على ملعب الإنماء بجدة، تضيف رمزية خاصة، فهي نفس الأرض التي شهدت لحظة التتويج الأخيرة. والجماهير ترى في ذلك علامة واضحة على أن العميد يسير نحو إعادة كتابة التاريخ.

كونسيساو يعرف أن مثل هذه التفاصيل تصنع الحافز قبل المباريات الكبيرة، لذلك يسعى لغرس الإيمان بالفأل داخل لاعبيه دون أن يفقدهم التركيز. فهو يدرك أن الاتحاد لا يحتاج إلا للثقة ليُكمل الحكاية.

فأل الكأس.. بين الماضي والحاضر

الجماهير الاتحادية بدأت تربط بين الماضي والحاضر بشكل لافت، فالمشهد في الموسم الجاري يكاد يكون نسخة مكررة من الموسم الماضي، حين واجه العميد فريقين من العاصمة في طريقه نحو اللقب. واليوم يتكرر السيناريو ذاته تقريبًا، بعدما تخطى النصر ويستعد لمواجهة الشباب في الطريق إلى النهائي.

الهلال والشباب في الموسم الماضي، والنصر ثم الشباب هذا الموسم. تشابه غريب في الخطوات، وتطابق في الإيقاع، وكأن البطولة كُتبت بيد واحدة على مدى عامين متتاليين.

الاتحاد السعودي
الاتحاد السعودي (المصدر:Gettyimages)

الاتحاد يسير بخطى ثابتة وثقة عالية، واللاعبون يعيشون حالة من الانسجام تشبه أجواء الأبطال. وبين سطور التاريخ، تلوح ملامح موسم قد يُعيد المجد من جديد إلى جدة.

فهل يكون الفوز على النصر مرة أخرى هو المفتاح السحري لعبور الطريق نحو النهائي؟ الإجابة في أقدام كتيبة كونسيساو، التي بدأت تؤمن أن “فأل الكأس” عاد ليبتسم للعميد.

محمد عبد الرحمن

صحفي مصري بدأ العمل الصحفي منذ سنوات، لديه خبرة في 365Scores لما يزيد عن 5 سنوات، مهتم بالكرة السعودية وتفاصيلها والدوري السعودي ومنتخب السعودية وترجمة الأخبار والتقارير العالمية ومتابعة كافة الدوريات الخمس الكبرى، إلى جانب الاهتمام بشكل كبير بما يدور في الكرة العربية والإفريقية وعلى استعداد لإجراء الحوارات ومنفتح على… المزيد »