الصداقة كنز لا يفنى.. من هو مصطفى الذي تسبب في بكاء عثمان ديمبيلي في حفل البالون دور؟
في ليلة باريسية ساحرة، وبين أضواء حفل الكرة الذهبية 2025، لم يكن بريق الجائزة هو ما لفت الأنظار وحده، بل دموع عثمان ديمبيلي التي انهمرت حين استحضر اسم صديقه الأقرب: مصطفى دياتا.
لحظة إنسانية نادرة جعلت العالم يكتشف الوجه الآخر من قصة النجم الفرنسي، وجه يرتبط بالوفاء والرفقة أكثر من الألقاب والكؤوس.
بعد سنوات طويلة من الشكوك والإصابات والانتقادات، كتب عثمان ديمبيلي أخيرًا الفصل الأجمل في مسيرته الكروية بتتويجه بجائزة الكرة الذهبية 2025.

اللاعب الفرنسي، الذي وصل إلى باريس سان جيرمان ليجد نفسه أمام تحديات جسيمة، استطاع أن يحول لحظات الألم إلى قوة دافعة قادته نحو القمة.
عثمان ديمبيلي ومصطفى.. من حلم الملعب إلى سند الحياة
لكن بعيدًا عن أضواء الكرة الذهبية؛ ظهر وميض نقي خطف الأنظار خلال الحفل، عندما بدأت الحكاية في حي “لا مادلين” بمدينة إيفرو، حيث كان طفلان يعيشان في المبنى ذاته، ويشتركان في شغف واحد بكرة القدم.
منذ تلك اللحظة، أصبح عثمان ومصطفى رفيقين لا يفترقان، لعبا سويًا في نادي “إيه إل إم إيفرو”، ووقفا كتفًا بكتف في المستطيل الأخضر، حتى حين سلك ديمبيلي طريق النجومية، ظل مصطفى حاضرًا كظل وفي لا يغيب.
#BallonDor Ousmane Dembélé 🇫🇷 à propos de son meilleur ami, Moustapha Diatta :
« Depuis qu’on a 4-5 ans, on a tout fait ensemble, tout vécu, il m’a toujours soutenu et jusqu’à la fin on sera ensemble lui et moi… » 🌕
🥹🤧 pic.twitter.com/hSM4EKW6Dx— Actu Foot (@ActuFoot_) September 22, 2025
ورغم أن مصطفى دياتا امتلك موهبة الدفاع، إذ جاور دايوت أوباميكانو في بداياته، إلا أن مسيرته الكروية توقفت مبكرًا، لم يكن الأمر فشلًا، بل خيارًا صادقًا بأن يكون داعمًا لصديقه الذي كان يسير نحو قمة الكرة العالمية.
في برشلونة تحديدًا، حين واجه عثمان انتقادات لاذعة بسبب الإصابات ونمط حياته، كان مصطفى بجواره يمنحه الثقة ويعيد إليه ابتسامته بعيدًا عن عدسات الكاميرات.
صداقة الطفولة التي لا تنكسر
لم يتوقف دور مصطفى عند الدعم النفسي، بل كان حاضرًا في كل تفاصيل حياة دمبوز، من زفافه على ريما إدبوش عام 2022، إلى ولادة طفلته، إلى حضور مبارياته في حديقة الأمراء.
وحتى في أعماله، بنى لنفسه مسارًا خاصًا، بافتتاح متجر ساعات فاخرة والدخول في تجارب بمجال التمثيل، لكنه لم يبتعد يومًا عن عثمان.
Matters as well 🥺🌕 #ballondor pic.twitter.com/Jsxpl5QV9d
— Ballon d'Or (@ballondor) September 22, 2025
في خطاب الفوز بالكرة الذهبية، حين شكر عثمان ديمبيلي والدته وصديقه مصطفى، لم يكن يبكي فقط لأنه نال أعظم الجوائز، بل لأنه أدرك أن الرحلة لم تكن يومًا فردية.
كان المشهد رسالة صريحة؛ خلف كل بطل هناك صديق ظل مجهولًا، لكنه كان البطل الحقيقي في الكواليس.
لم يكن ديمبيلي وحده من انتصر في تلك الليلة، بل انتصرت الصداقة التي قاومت الزمن، والطفولة التي لم تذبل، والوفاء الذي جعل العالم بأسره يصفق لمصطفى تمامًا كما صفّق لديمبيلي.