الزهرة التي جمعت السماء بالعشب.. ألفاريز يكرّم روح طفلة أتلتيكو مدريد
في عالمٍ لا يلتقط فيه الضوء سوى أقدام اللاعبين وهي تراقص الكرة، خرج جوليان ألفاريز عن النص، وترك تمريراته جانبًا ليقدّم تمريرة من نوعٍ آخر… تمريرة إلى السماء.
في صباحٍ رمادي فوق عشب ملعب “سيفيتاس متروبوليتانو” في مدريد، حمل المهاجم الأرجنتيني زهرة بيضاء بين يديه وسار بخطواتٍ بطيئة نحو منتصف الملعب، وكأن كل خطوة كانت تُعيد شريط حياةٍ قصيرة توقّفت فجأة.
وضعها هناك، في قلب المستطيل الأخضر، ورفع عينيه للحظة نحو الأفق، كأنّه يسلّمها إلى روحٍ تنتظر بين الغيوم؛ القصة لم تكن مجرّد لفتة عابرة.

زهرة في منتصف الميدان.. تكريم إنساني من ألفاريز لروح مشجعة صغيرة
كان هناك أبوان فقدا ابنتهما الصغيرة، كانت عاشقة لفريق أتلتيكو مدريد، تحلم بمشاهدة الفريق في الملعب ولو مرة واحدة، بعد رحيلها، كتب والداها إلى النادي، بطلب بسيط: “ضعوا زهرة في منتصف الملعب باسمها”.
لم يتردد ألفاريز لحظة واحدة، قال: “إنها رغبة إنسانية لا تُقاس بكرة أو هدف. نحن نعيش من حب الجماهير، وعلينا أن نعيد لهم الحب بالطريقة التي يستحقونها”.
ببساطةٍ إنسانية نادرة، نفّذ الأرجنتيني الطلب خلال الحصة التدريبية الأخيرة منذ يومين، في مشهدٍ صامت إلا من أنفاس الريح التي مرّت بين العشب والزهرة.
نادي أتلتيكو نشر الفيديو بعدها، فاشتعلت مواقع التواصل برسائل التعاطف والإعجاب، كتب أحد المشجعين: “ليست زهرة في الملعب، بل جسر بين الأرض والسماء”.
في عالم كرة القدم الذي كثيرًا ما يُتهم بالأنانية، جاءت هذه الزهرة كاستراحة من ضجيج الملاعب، كرسالة تقول إن الإنسانية ما زالت قادرة على الوقوف وسط الأضواء دون أن تخجل.