الركراكي في خطر.. هل يكرر المغرب سيناريو “كوت ديفوار” الدرامي؟
لم تمر نتيجة مباراة المغرب ضد مالي، والتي انتهت بالتعادل 1-1، في الجولة الثانية من كأس أمم إفريقيا 2025، مرور الكرام، حيث فجّرت بركانًا من الغضب والانتقادات ضد الناخب الوطني وليد الركراكي.
ولم تقتصر الانتقادات على النتيجة فحسب، بل امتدت لتطال “الهوية الفنية” للأسود، وسط اتهامات للمدرب بـ “الجمود التكتيكي” واستنزاف رصيد إنجاز مونديال قطر.
ورغم أن وليد الركراكي اعترف بعد نهاية المباراة، بأن المنتخب المغربي سيطر على اللقاء وكان يستحق الانتصار، إلا أن مستوى الأسود أثار قلق الجماهير المغربية، وجعلها تُطالب توجه ساهم الانتقاد إلى الجهاز الفني.
ثورة الهاشتاغات.. “الركراكي ارحل” يتصدر المشهد
اجتاحت وسوم مثل “الركراكي ارحل” منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المشجعون عن سخطهم من التغييرات التي وُصفت بـ “المرتبكة”؛ خاصة إخراج مفاتيح اللعب إبراهيم دياز وعز الدين أوناحي في وقت حساس، والدفع بأسماء يراها البعض غير جاهزة بدنيًا.
بعدسة 365Scores 🎥
الجماهير المغربية غاضبة من التعثر ضد مالي وتطلق صافرات الاستهجان على نجوم المنتخب 😤#المغرب #أمم_إفريقيا #365ScoresArabic pic.twitter.com/drd3HEG3lX
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) December 26, 2025
وقارن قطاع واسع من الجمهور بين “عقم” الأداء الهجومي الحالي، وبين الجمالية والنجاعة التي يقدمها طارق السكتيوي مع المنتخبات الوطنية، مطالبين فوزي لقجع بتدخل عاجل لتصحيح المسار.
شبح “أبيدجان 2023” يخيّم على الرباط
ومباشرةً بعد انتهاء مباراة مالي، استذكرت الجماهير المغربية تجربة منتخب كوت ديفوار في النسخة الماضية، والتي احتضنها أيضًا على أرضه وبين جماهيره.
ففي واقعة تاريخية، أقال الاتحاد الإيفواري مدربه “جان لويس غاسييه” في منتصف دور المجموعات بعد أداء باهت، ليتولى المساعد إيمرس فاي المهمة وينجح في قلب الطاولة والظفر باللقب في نهاية المطاف.

وهذا “النموذج الانتحاري” بات مطلبًا لبعض الغاضبين الذين يرون أن التغيير الجذري، حتى في قلب البطولة، قد يكون هو الصدمة الإيجابية المطلوبة لإنقاذ الجيل الذهبي من ضياع فرصة التتويج على أرضه.
لماذا تُعد إقالة الركراكي الآن “مقامرة” غير محسوبة العواقب؟
أولًا، منطق النتائج يتحدث بعيدًا عن العاطفة، فنحن نتحدث عن مدرب حصد 4 نقاط من مباراتين (فوز وتعادل). في لغة البطولات المجمعة، هذا المسار يُعد نموذجيًا لتأمين العبور. فهل يُعقل أن يُقال مدرب لم يتجرع مرارة الهزيمة بعد، ولا يزال يمسك بزمام الأمور في مجموعته؟
ثانيًا؛ يستشهد البعض بتجربة كوت ديفوار في النسخة الماضية، لكن شتان بين الحالتين؛ فـ “الأفيال” أقالوا مدربهم بعد هزيمة كارثية برباعية وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الخروج الرسمي، أما نحن فنتحدث عن “أسود الأطلس” الذين لم تهتز شباكهم إلا بضربة جزاء أمام منتخب مالي القوي.
وصول منتخبنا الوطني إلى ملعب الأمير مولاي عبد الله 🏟️
𝘾𝙝𝙚𝙘𝙠𝙞𝙣𝙜 𝙞𝙣 ✅ The Lions are here 🦁📍#DimaMaghrib 🇲🇦 pic.twitter.com/kUpOrXBX0O
— Équipe du Maroc (@EnMaroc) December 26, 2025
ثالثًا، الركراكي ليس مجرد مدرب، بل هو “أخ أكبر” وقائد روحي لهؤلاء اللاعبين، وإقالته في وسط البطولة ستحدث زلزالًا نفسيًا داخل صفوف اللاعبين، وقد تؤدي إلى فقدان الثقة وانهيار الانسجام الذي بنيناه منذ مونديال قطر.
إن المطلوب اليوم هو الالتفاف حول النخبة الوطنية وتشجيع اللاعبين مهما اختلفت الآراء حول المستويات الفنية، فالبطولات الكبرى تُربح بـ “النفس الطويل” وبالهدوء في غرف الملابس، أما لغة الحساب والمراجعة الشاملة، فمكانها الطبيعي هو طاولة التقييم بعد نهاية “الكان”.