الدفع مقابل التوقيع.. غضب عارم ضد لامين يامال بسبب تجاهل الجماهير
في كرة القدم، لا تُصنع النجومية بالأهداف فقط، بل بالعلاقة الخفية بين اللاعب وجماهيره، توقيعٌ على قميص، صورة سريعة، أو ابتسامة عابرة قد تكون أثمن من أي عقد رعاية.
لكن عندما يدخل المال على الخط، تتحول اللحظة الإنسانية إلى قضية رأي عام… وهذا تمامًا ما وجد لامين يامال الشاب الإسباني نجم نادي برشلونة نفسه في قلبه.
في العاشر من ديسمبر، امتلأ ملعب كامب نو عن آخره خلال مواجهة برشلونة وآينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا؛ عشرات الآلاف حملوا قمصان الرقم 10، الرقم الذي ارتبط باسم ليونيل ميسي، ورفعوه في وجه وريثه الجديد، منتظرين توقيعًا أو إشارة. لكن الرد جاء صامتًا… تجاهل تام، فتح أبواب الغضب على مصراعيها.
ادفع المال لتحصل على توقيع لامين يامال!
الغضب لم يكن سببه الرفض في حد ذاته، بل ما كُشف لاحقًا عن خلفياته، فمنذ أكتوبر الماضي، توقّف لامين يامال عن توقيع أي مقتنيات للجماهير، ضمن خطة وضعتها وكالته لإطلاق منتجات رسمية تحمل توقيعه وتُباع مقابل المال.

الهدف، بحسب ما تردد، هو الحفاظ على “ندرة” التوقيع وقيمته السوقية، مع تخصيص عدد محدود من التوقيعات يحصل عليه نادي برشلونة عبر اتفاق تجاري.
هنا، تحولت الصورة من لاعب شاب يضع حدودًا شخصية، إلى نجم يُتهم بتسليع أبسط أشكال التواصل مع الجماهير، فكرة أن التوقيع، الذي كان دائمًا هدية معنوية، أصبح مشروطًا بالدفع، أشعلت موجة انتقادات واسعة.
لامين يامال.. نجم في الـ18 تحت نيران الاتهام
الانتقادات لم تتوقف عند الجانب العاطفي، كثيرون رأوا أن لاعبًا في الثامنة عشرة من عمره يركّز مبكرًا على التسويق وبناء العلامة التجارية، بدلًا من تركيزه الكامل على التطور داخل الملعب.
LAMINE YAMAL. ON HIS LEFT AGAIN.
— ESPN FC (@ESPNFC) August 16, 2025
HIS FIRST GOAL OF THE SEASON IS HIS SIGNATURE MOVE 👑 pic.twitter.com/pIvnBJUfJH
المقارنات حضرت بقوة، خاصة مع أسماء مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، اللذين لم يُعرف عنهما يومًا ربط التوقيع بالدفع، حتى في ذروة نجوميتهما!
وذهب البعض أبعد من ذلك، معتبرين أن ما يحدث امتداد لسلوكيات وُصفت بغير الناضجة، استشهدوا عليها بمواقف سابقة، من بينها دخوله في جدال غير ضروري مع داني كارفاخال خلال أحد الكلاسيكو، وكأن النجومية جاءت أسرع من القدرة على إدارتها.
الوجه الآخر للقصة.. صائدو التواقيع
لكن الصورة ليست سوداء بالكامل، فهناك جانب آخر يفرض نفسه بقوة، وهو عالم “صائدي التواقيع”، أولئك الذين يلاحقون اللاعبين لا حبًا فيهم، بل لإعادة بيع التوقيعات بأسعار خيالية.
ومع الارتفاع الجنوني في قيمة المقتنيات الرياضية، بات اللاعبون ضحايا لمطاردات يومية تستنزفهم وتشوّه علاقتهم بالجماهير الحقيقية.
تاريخ الرياضة مليء بأمثلة مشابهة. مايكل جوردان كان نادرًا ما يوقّع خلال مسيرته، وتايجر وودز يتجنب التوقيع على كرات الجولف لقيمتها السوقية المرتفعة، بعض النجوم وضعوا قواعد صارمة: التوقيع للأطفال فقط، أو الامتناع خارج الملاعب.
Lamine Yamal’s signature logo with Adidas has arrived 😤
— Complex Sneakers (@ComplexSneakers) September 2, 2025
🎥: @adidasfootball pic.twitter.com/1f3mKmO8Oh
حتى في كرة القدم، كشف تيبو كورتوا عن أشخاص صوّروه أثناء التوقيع ثم باعوا القمصان مرفقة بالفيديو، بينما رفض سون هيونج مين منح توقيع ثانٍ لشخص اشتبه في كونه بائعًا لا مشجعًا.
في النهاية يبقى السؤال مطروحًا، هل أخطأ لامين يامال، أم أنه ضحية نظام تجاري أكبر منه؟ بين من يرى أن التوقيع حق معنوي للجماهير، ومن يعتبره أصلًا تجاريًا يجب حمايته، يقف نجم برشلونة الشاب في منطقة رمادية، حيث كل تصرف يُحسب عليه مضاعفًا.
لامين يامال
نيكو ويليامز
إندريك
فيتور روكي