الحديث عن كريستيانو رونالدو يجعلك مشهور.. كالما كالما السر
يُعتبر كريستيانو رونالدو أحد أعظم نجوم كرة القدم على مر العصور، بحيث إن ذكر اسمه في أي سياق يُحوّل الحوار إلى مناسبة إعلامية تبرز فيه قيمة الشخصية وقدرتها على جذب الأضواء، فالحديث عنه، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا، لا يمر مرور الكرام؛ إذ يرتفع كل من يطرحه إلى مصاف الشهرة، وكأن اسمه بمفرده يُضيف بريقًا يضيء العناوين في الصحف وعلى شاشات التلفزيون.
منذ انطلاق مسيرته، برز رونالدو ليس فقط بفضل مهاراته الاستثنائية في الميدان، بل أيضًا بفضل شخصيته القوية التي جعلت منه رمزًا عالميًا في عالم الرياضة، إن أي نقاش يدور حوله لا يقتصر على تحليلات الأداء الفني فقط، بل يمتد إلى قصص ملهمة وتصريحات ساخرة ولقطات احتفالية خالدة، إذ إن التحدث عن رونالدو يُعدّ بمثابة وسيلة لجذب الأنظار؛ فمن يذكر اسمه، سواء كان محبًا أم ناقدًا، يجد نفسه فجأة في دائرة الضوء، ويتحول حديثه إلى حدث إعلامي يُتداول بين الجماهير والمحللين على حد سواء.
هذا التأثير الكبير يرجع إلى سجله المليء بالإنجازات والأرقام القياسية، والتي جعلت منه أيقونة عالمية، كما أن صورته الإعلامية المميزة، سواء في الاحتفالات أو في تصريحات المدربين والزملاء، تُبرز الدور الكبير الذي يلعبه كريستيانو رونالدو في صياغة المشهد الرياضي، وقد أصبح الحديث عنه بمثابة شهادة على قدرة الرياضيين على تحويل كل ظهور لهم إلى مناسبة تُذكر في صفحات التاريخ.

كان رحيل رونالدو عن صفوف مانشستر يونايتد لحظة فارقة في عالم كرة القدم، إذ اعتُبر ذلك الحدث بمثابة نهاية فصل من مسيرته وبدء مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، فقد كانت فترة وجوده مع النادي الإنجليزي تتخللها العديد من اللحظات الحماسية وكذلك بعض الخلافات التي شغلّت بال الجماهير والنُقاد، ولكن رحيله إلى فريق النصر السعودي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، لم يكن الرحيل مجرد انتقال بين الأندية، بل كان بمثابة إعلان عن تحول في نمط اللعب والشخصية الاحتفالية، مما زاد من أهمية النقاش حوله.
كما أدت تلك الخطوة إلى تحريك شبكة من النقاشات حول مستقبل الفريق الذي فقد أحد أعمدته، وكيف سيعيد بناء صفوفه دون اللاعب الذي كان يعتبر بمثابة رمز للتألق والاحتراف، وفي الوقت نفسه، أثار رحيله موجة من الاهتمام العالمي برحلة رونالدو الشخصية، حيث أصبح النقاش يدور حول كيفية استغلال أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني السابق، للشهرة التي حققها في السابق في خطواته القادمة، سواء كان ذلك عبر الانتقالات أو من خلال مشاركاته في الحملات الخيرية والمشاريع التجارية.
“كالما، كالما”.. احتفال كريستيانو رونالدو الذي أصبح شعارًا
عن طريق الفلاش باك؛ سبق وأن أدلى الهولندي إيريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد السابق، بتصريحات مثيرة تحمل في طيّاتها إسقاط غير مباشر نحو رونالدو، مسلطًا الضوء على أهمية الانضباط داخل الملعب، حيث أفاد أنه شعر أن يونايتد كان يفتقر للانضباط في الفترة التي تزامنت مع رحيل كريستيانو، قائلًا: “نعم بصراحة، يحب اللاعبون الكبار النظام، ليس فقط داخل الملعب، وبالتالي لا بد من ترسيخ قواعدك، عندما يغيب الانضباط وينتشر التساهل تنتشر الفوضى، مما ينعكس على الأداء في أرض الملعب”.
10 years ago today, Cristiano Ronaldo silenced 90,000 Barcelona fans at Camp Nou and hit the iconic 'Calma' celebration 🤫 pic.twitter.com/fP31YG7TmD
— ESPN FC (@ESPNFC) April 21, 2022
كما أعرب عن مشاعره تجاه اللحظة التي تم فيها فسخ التعاقد بين مان يونايتد والدون بعد العديد من الخلافات التي أُشيعت حول جميع الأطراف، حيث قال تين هاج: “كانت لدي أسبابي، أدركت عواقب قراري حتى لو تحققت نتيجة سلبية، لكني لم أشعر بالقلق، لقد نِمت جيدًا في هذة الليلة، من الضروري اتخاذ قرارت تصب لمصلحة النادي، ومواجهة العواقب ومعرفة تبعاتها”.
على الرغم من تصريحات المدرب الهولندي التي أدلى بها في 2023 وأكّد فيها عدم تأثر مانشستر يونايتد برحيل النجم البرتغالي، إلا أن الفريق تعرّض حينها لهزيمة قاسية أمام ليفربول بنتيجة 7-0 في الدوري الإنجليزي، هذه الخسارة جاءت بعد فترة وجيزة من فوز يونايتد على الريدز في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1، حين كان رونالدو لا يزال ضمن صفوف الفريق.
في سياق متصل؛ شهد موسم 2015، إحدى اللحظات التي ستظل محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم؛ عندما احتفل صاروخ ماديرا بطريقته الشهير: “كالما، كالما” وهي عبارة في سياق احتفالي بعد تحقيق انتصار مهم وتُكتب باللغة الإسبانية “Calma, Calma” ومعناها “هدوء، هدوء”، حيث لاحظ نجم برشلونة السابق داني ألفيس طريقة احتفال رونالدو التي اتسمت بطابع مميز وفريد، فبجانب أداءه القوي داخل الميدان، استطاع رونالدو أن يحول لحظة الاحتفال إلى طقس متكرر، حيث ترددت عبارة “كالما، كالما” كناية عن الثبات والتحكم في النفس وسط ضغوط المباريات الكبيرة.
من أراد الشهرة تحدث عن كريستيانو رونالدو

يرى البعض أن “كالما، كالما” تعكس فلسفة كريستيانو رونالدو في التعامل مع النجاح والفشل؛ فهو لا يسمح للمشاعر بالسيطرة عليه، بل يحتفظ بهدوءه وروحه التنافسية مهما كانت الظروف، ومن جانب آخر، استخدمت العبارة بشكل ساخر من قبل بعض زملائه في الملاعب، مثل جيرارد بيكيه وداني ألفيس، في إشارة إلى أسلوبه الاحتفالي الذي يتكرر دائمًا، مما جعل من “كالما، كالما” تعبيرًا ثقافيًا يُستحضر كلما أُثير موضوع رونالدو.
@mogahid_mohamm7d #CapCut ♬ الصوت الأصلي – مِجهه
الجدير بالذكر أن نادي برشلونة حقق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب يوفنتوس الإيطالي في موسم 2015، بعد أن تمكن فريق السيدة العجوز من إقصاء نظيره ريال مدريد في نصف النهائي، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين بمجموع اللقائين، واللذان سجلهما كريستيانو رونالدو لصالح الميرنجي.
وبعد أن نجح البارسا في تحقيق اللقب في عام 2015 للمرة الخامسة في تاريخه، ظهر النجم الإسباني، لاعب برشلونة حين ذلك، جيرارد بيكيه، وهو يسخر أيضًا من طريقة احتفال كريستيانو رونالدو “كالما، كالما”، وذلك أثناء إحتفاله بالتتويج بدوري الأبطال، وعلى هامش ذلك، سُئل النجم البرتغالي إذا كان يُزعجه الحديث والسخرية الدائمة من بيكيه وألفيس عنه، فأجاب: “إنه شئ عادي”.
واختتم صاروخ ماديرا حديثه، قائلًا: “ولماذا لا يتحدثون؟ كل من يتحدث عن كريستيانو أو يذكُر اسمه، يصبح مشهورًا ويتصدر العناوين في اليوم التالي”، وبالفعل كان تصريح تين هاج في 2023 قد أشعل الجدل في الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي، تمامًا مثلما أثارت سخرية بيكيه الأحاديث في الشارق الرياضي في 2025.
إن هذه العبارة لم تقتصر على كونها مجرد شعار احتفالي، بل أصبحت رمزًا للإعلام الرياضي؛ فعندما يُذكر “كالما، كالما” في السياق الرياضي، يتبادر إلى الذهن دائمًا صورة رونالدو وهو يحتفل بأهدافه بكل ثقة وجاذبية، مما يعكس شخصيته القوية والفعالة على حد سواء، وقد أدرك رونالدو هذا التأثير الإعلامي قائلًا في إحدى المقابلات: “إنها مجرد طريقة للاحتفال، ولا شيء أكثر”، مما يضفي على العبارة بعدًا من الغموض والتفرد.
من الواضح أن الحديث عن كريستيانو رونالدو يُعتبر بمثابة استراتيجية إعلامية بحد ذاتها؛ فكل من يتحدث عنه يصبح جزءًا من تلك الظاهرة التي تجعل من أي نقاش حوله محور اهتمام عالمي، ففي عالم كرة القدم، حيث تتنافس الأندية واللاعبون على تحقيق البطولات، يُعتبر الحديث عن رونالدو سببًا في جذب انتباه وسائل الإعلام ومتابعي الرياضة، مما يُعزز من مكانة من يُطرحون اسمه في الأخبار.

يبقى كريستيانو رونالدو، بما يحمله من إنجازات رياضية وشخصية إعلامية قوية، رمزًا خالدًا في عالم كرة القدم، فالحديث عنه، سواء في سياق الأداء أو الاحتفالات أو حتى رحيله من الأندية الكبرى، لا يمر مرور الكرام؛ بل يتحول إلى حدث إعلامي وثقافي يُثير النقاش ويُضفي على من يتحدث عنه لمسة من الشهرة والتميز، إن “كالما، كالما” ليست مجرد عبارة احتفالية، بل هي تعبير عن فلسفة قوية في التعامل مع النجاح والتحديات، مما يجعل من كل نقاش حول رونالدو تجربة فريدة تُخلد في صفحات التاريخ الرياضي، بفضل تأثيره الواسع، يُصبح كل من يذكر اسمه أو يناقش تفاصيل مسيرته جزءًا من هذه الظاهرة التي تجعل من الحديث عن كرة القدم حدثًا إعلاميًا لا يُنسى، ويُبرر القول بأن الحديث عن كريستيانو رونالدو يجعلك مشهورًا.
رونالدو
بنزيما
ياسين بونو
رياض محرز