الاَية اتقلبت.. جماهير ريال مدريد تطالب برحيل فينيسيوس جونيور إلى السعودية

في كرة القدم ليست النتائج على أرض الملعب هي العامل الوحيد الذي يشعل المشاعر؛ بل تلعب الأصوات الجماهيرية دورًا حاسمًا في رسم مستقبل اللاعبين، فينيسيوس جونيور يُعتبر أحد نجوم ريال مدريد الذين كان يعتمد عليهم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فقد خاب أمل الجماهير عندما رأوا أدائه يتراجع يومًا بعد يوم، مما جعلهم يتساءلون: “هل حان وقت وداع البرازيلي؟”

في مشهد درامي جديد يتقلب فيه موازين القوة، شهد نادي ريال مدريد هزيمة مفاجئة أمام ريال بيتيس بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد في الجولة 26 من الدوري الإسباني، تلك الهزيمة التي أدت إلى تجمد رصيد الفريق عند 54 نقطة، فتحت المجال أمام المنافسين الكبار مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد، وأثارت موجة من الانتقادات اللاذعة تجاه المدرب أنشيلوتي وأبرزها تجاه فينيسيوس جونيور.

على الرغم من أنه كان يُتوقع من فينيسيوس أن يكون حجر الزاوية في هجوم الميرنجي، إلا أن مستواه في المباراة كان باهتًا وغير مؤثر؛ فقد حضر للملعب وظهر لكن دون أن يضف أي لمسة مميزة أو يقلب معادلة الهجوم لصالح فريقه، هذا التراجع في الأداء لم يمر مرور الكرام على جماهير ريال مدريد، التي انطلقت بصوتٍ عالٍ على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإنهاء قصة اللاعب البرازيلي في سانتياجو برنابيو.

أصبح الحديث يتزايد حول إمكانية رحيل فينيسيوس إلى الدوري السعودي للمحترفين، حيث يُذكر أنه قد وُجه إليه عرض مالي ضخم يفوق كل التوقعات، وهو عرض قد يغير موازين سوق الانتقالات في الكرة العالمية.

فينيسيوس جونيور بين الوفاء والطموح

وفقًا لتقارير رويترز الصادرة قبل عدة أشهر، فإن فينيسيوس جونيور، الذي يُعتبر من أبرز نجوم ريال مدريد ومن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية، قد أبدى تقبله المحتمل لعرض مالي ضخم من قبل صندوق الاستثمار العام السعودي.

يُذكر أن العرض المقترح يتضمن عقدًا لمدة خمس سنوات بقيمة تُقدر بحوالي 200 مليون يورو لكل موسم، بالإضافة إلى مكافآت وعقد منفصل لمدة 10 سنوات ليصبح سفيرًا للدوري السعودي وكأس العالم 2034.

هذا العرض، الذي يُقدر بمليار يورو إجماليًّا في بعض التقارير، يأتي في ظل سياسة طموحة تسعى بها الأندية السعودية مثل الهلال والأهلي والنصر إلى جذب أفضل المواهب العالمية، إذ أن قيمة الشرط الجزائي في عقد فينيسيوس مع ريال مدريد تصل إلى مليار يورو، ما يجعل أي صفقة انتقالية تتطلب مبالغ ضخمة من النادي السعودي الراغب في ضمه.

Vinicius Jr. has only scored one LALIGA goal since November 25th 😮 pic.twitter.com/F2vzkDasC3

— ESPN FC (@ESPNFC) March 2, 2025

تقارير أخرى أشارت إلى أن بعض الأندية السعودية تنافست بالفعل على اللاعب، إذ قدم نادي الهلال عرضًا ضخمًا يُذكر أنه تجاوز 350 مليون يورو، في حين دخل النادي الأهلي أيضًا في حوار تفاوضي حول إمكانية ضمه، رغم هذه العروض الضخمة، لا يزال فينيسيوس متمسكًا بفكرة البقاء في الفريق الإسباني، رغم ما يشهده أداؤه وتراجع مستواه مؤخرًا.

استفتاء يُرجح رحيل فينيسيوس جونيور عن ريال مدريد

منذ انتقاله إلى ريال مدريد صيف 2018، أصبح فينيسيوس جونيور رمزًا للأمل والابتكار في خط الهجوم الملكي، حيث ساهم في تتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا عدة مرات والدوري الإسباني وكأس إسبانيا والسوبر الأوروبي، إلا أن الفترات الأخيرة شهدت انخفاضًا ملحوظًا في مستواه، مما دفع جماهير الميرنجي للتعبير عن استيائهم ودعوتهم لتغيير الوجهة؛ فبينما يُعتبر اللاعب حجر الزاوية في مشروع المدرب أنشيلوتي، تُطالب الجماهير برحيله لتفادي خسارة المزيد من النقاط الثمينة.

إن الاستفتاء الذي أجرته صحيفة “آس” الإسبانية بين جماهير ريال مدريد كشف أن 57.6% من المشجعين يفضلون رحيله إلى الدوري السعودي، مقابل 42.2% يدعمون تمديد عقده مع الفريق، هذه الأصوات الجماهيرية تُظهر مدى التوتر والقلق الذي يخيم على أوضاع الفريق، وفي ظل المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني، يعتبر أي تأخير في اتخاذ القرارات خطوة محفوفة بالمخاطر.

Bellingham 🤝 Vinícius Júnior#UCL pic.twitter.com/konFPzdB9c

— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) March 10, 2024

إن التحدي الذي يواجه ريال مدريد الآن لا يقتصر فقط على استعادة أدائه الميداني، بل يمتد ليشمل قرارات استراتيجية حاسمة بشأن مستقبل لاعبيه، وبينما يبدو أن الجماهير تطالب بالتغيير وتهيمن عليها رغبة في رؤية صفوف الفريق تتجدد بالنجوم الذين يستطيعون إعادة البريق والروح إلى الميرينغي، تبرز قضية فينيسيوس جونيور كأحد أكثر القضايا تعقيدًا.

فإذا ما وقع الانتقال إلى الدوري السعودي، فإن هذه الصفقة ستحدث ضجة كبيرة ليس فقط في مدريد ولكن على مستوى العالم، وستكون بلا شك واحدة من أبرز صفقات العقد الحالي، مما يضع المملكة في مصاف القوى العالمية التي تسعى إلى إعادة هيكلة سوق الانتقالات بأسلوب جديد وجريء.

في خضم هذه الدراما الكروية، يبقى الأمر محور حديث الجماهير والإعلام، إذ أصبحت المنافسة في عالم كرة القدم ليست مجرد مباريات، بل معركة بين الطموح المالي والتفاني الرياضي، وبين ما يرمز إليه التراث الكروي وبين الانفتاح على آفاق جديدة قد تغير مجرى التاريخ.