أنطونيو كونتيإنتر ميلانتقارير ومقالات خاصةأخبار

الانتقام والوشم المخفي.. سباليتي يواجه كونتي لأول مرة في التاريخ

رغم تاريخ كلٍّ منهما في بطولة الكالتشيو، ستكون مواجهة الأحد المقبل هي الأولى التي ستجمع أنطونيو كونتي ضد لوتشيانو سباليتي بأبعاد مختلفة وتفاصيل دقيقة.

رغم أن أنطونيو كونتي ولوتشيانو سباليتي من أبرز المدربين في تاريخ الكالتشيو، لم يجمعهما أي لقاء رسمي من قبل، حتى على مستوى الدوريات أو البطولات الأوروبية.

يوم 7 ديسمبر المقبل، سيكتب التاريخ صفحة جديدة، حينما يلتقي الرجلان في مباراة يوفنتوس ونابولي لأول مرة في مسيرتهما التدريبية، لتصبح مواجهة غير مسبوقة بكل المقاييس، ينتظرها كل عشاق كرة القدم الإيطالية.

رغم المكانة الكبيرة التي يحظى بها كلا المدربين في تاريخ الكرة الإيطالية، لم تسبق أي مواجهة رسمية أن جمعت بينهما، إذ اقتصر تواجدهما معًا على مباراة ودية جمعت بين تشيلسي وإنتر ميلان.

أنطونيو كونتي.. اليوفنتينو المحبوب في نابولي

دائمًا ما كان يوفنتوس مكروهًا في نابولي، ولا يمكن ارتداء قميص البيانكونيري والسير في شوارع الجنوب، لشدة كراهية نادي تورينو في البارتينوبي.

أنطونيو كونتي أصبح محبوبًا في نابولي، فبعد أن قادهم في الموسم الماضي وحقق لقب الدوري الإيطالي، لم تعد هناك كراهية بين مشجعي البارتينوبي والمدرب اليوفنتينو.

كونتي كان أحد قادة يوفنتوس التاريخيين، ولعب للفريق من 1991 وحتى اعتزاله عام 2004، وبدأ مسيرته التدريبية مساعدًا لـ لويجي دي كانيو في نادي سيينا.

في 2006، تولى كونتي قيادة أريزو حتى 2007، ثم قاد باري مرورًا بـ أتالانتا، ليعود إلى سيينا كمدرب للفريق الأول، ليتولى قيادة يوفنتوس بشكل رسمي في عام 2011 ويُعيد البيانكونيري من جديد بعد أن صعد الفريق من الدرجة الثانية، ويحقق لقب الدوري 2011-2012.

أنطونيو كونتي - جيانلويجي بوفون - المصدر (Getty images)
أنطونيو كونتي – جيانلويجي بوفون – المصدر (Getty images)

سباليتي يرحل مع ظهور كونتي

سبالو بدأ مسيرته التدريبية مع إمبولي في الفترة من 1995 وحتى 1998، ثم قاد سامبدوريا مرورًا بـ فينيسيا، وأودينيزي على فترتين ينتهي بها أنكونا.

في 2005 قاد لوتشيانو فريق روما، خاض موسمًا ضد يوفنتوس، وهبط البيانكونيري للدرجة الثانية، ليرحل سباليتي في 2009 إلى زينيت سان بطرسبرج الروسي.

استمر الإيطالي مع زينيت لمدة 5 مواسم، ويرحل في عام 2014، وفي ذلك الوقت كان كونتي يغادر يوفنتوس أيضًا.

سباليتي يعود للكالتشيو من جديد

عاد سبالو إلى روما مرة أخرى، وقاد فريقًا مدججًا بالنجوم مثل محمد صلاح وروديجير، مع توتي ودي روسي، بيروتي والشعراوي ودجيكو.

نافس سباليتي يوفنتوس في تلك الفترة عندما كان ماسيمليانو أليجري مدربًا للبيانكونيري، قبل أن يرحل مدرب روما في 2017، ويتولى قيادة إنتر ميلان.

في ذلك الوقت كان كونتي في تشيلسي بعد فترة المنتخب الإيطالي، يحقق أنطونيو النجاحات مع البلوز على المستوى المحلي، بينما يعد سباليتي فريفًا للنيرازوري.

كونتي يكمل البناء خلف سباليتي

أنطونيو حقق الدوري مع يوفنتوس 3 سنوات على التوالي، ورحل في 2014، ليتولى قيادة المنتخب الإيطالي، في الوقت الذي شهدت فيه الكرة الإيطالية عودة سباليتي.

عندما عاد سبالو إلى إيطاليا لم يخرج مجددًا، ولكنه رحل عن إنتر في عام 2019، عندما أعلن النيرازوري رسميًا عن تولي أنطونيو كونتي لخلافة لوتشيانو.

جاء كونتي، وحقق لقب الدوري الذي فشل سباليتي في خطفه من يوفنتوس موسم 2020-2021، ليحصل إنتر ميلان على لقب الدوري الأول منذ عام 2010، من خلال ملك الإسكوديتو أنطونيو كونتي.

ولكن بعد الفوز بالدوري، يرحل أنطونيو كونتي عن إنتر ميلان بسبب خلافات مع الإدارة حول التدعيمات ورحيل أشرف حكيمي وكذلك روميلو لوكاكو.

سباليتي يصنع الحدث في نابولي

في 2021، تعاقد نابولي مع سباليتي، واحتاج سبالو موسمًا واحدًا فقط ليُعد فريقًا لا يُقهر، وفي الموسم التالي، حقق لقب الدوري الإيطالي الأول منذ 30 عامًا لنابولي، عندما تغيّر اسم الملعب إلى دييجو أرماندو مارادونا بعد وفاة أسطورة الأرجنتين.

سباليتي فاز مع نابولي ببطولة الدوري 2022-2023، لكنه رحل بنهاية الموسم بسبب مشاكل مع دي لورينتيس.

بعد 3 أشهر، تولى سباليتي قيادة المنتخب الإيطالي، وفي ذلك الوقت كان أنطونيو كونتي يحاول تجاوز فشله في توتنهام خلال الفترة من نوفمبر 2021 وحتى مارس 2023.

تعاقد دي لورينتيس مع رودي جارسيا، ثم أقاله، ليجلب والتر ماتزاري، ثم يُقيله أيضًا، قبل أن يتعاقد مع كالزونا الذي قاد الفريق حتى نهاية موسم 2023-2024، ومن ثم يأتي كونتي.

كونتي يخلف سباليتي مجددًا

جاء كونتي لنابولي مهلهلًا، فريق افتقد قوته التي كانت مع سباليتي، رحل عنه المهاجم الأساسي فيكتور أوسيمين، وكفاراتسخيليا لم يعد اللاعب المرعب في الجناح الأيسر.

كونتي تحكم في زمام الأمور، وأعاد ترتيب البيت، وحقق لقب الدوري الإيطالي بدراما كبيرة من إنتر ميلان، ليصبح بطلًا مع يوفنتوس، وإنتر، وأخيرًا نابولي.

وفي ذلك الوقت، كان سباليتي يُقال من تدريب إيطاليا، بعد تجديد الثقة رغم الخروج من يورو 2024، لكن سباليتي لم يجد نفسه في المكان الذي يحبه، كما صرّح.

سباليتي - يوفنتوس - المصدر (Getty images)
سباليتي – يوفنتوس – المصدر (Getty images)

سباليتي وكونتي .. مواجهة الانتقام

بدأ يوفنتوس الموسم الحالي بعدما جدد ثقته في إيجور تودور، حيث لم يتمكن النادي من التعاقد مع أنطونيو كونتي وعودته مرة أخرى بنهاية الموسم الماضي.

كونتي رفض العودة إلى يوفنتوس، ليحقق البيانكونيري بداية كارثية، نتيجتها كانت إقالة إيجور تودور، وتعيين لوتشيانو سباليتي.

عاد سباليتي، عودة من الباب الكبير، مع أكثر الأندية تتويجًا بالدوري الإيطالي وكبير القوم في الكالتشيو، لكنه دخل جدران البيانكونيري وعلى يده وشم نابولي، رسمة قام بها سباليتي بعد تحقيق أول إسكوديتو في تاريخه.

سيعود سباليتي إلى ملعب دييجو أرماندو مارادونا من جديد، وهو الملعب الذي أضاء بفضل سباليتي بعد 30 عامًا بدون أضواء، لكنه ظل كما هو بنفس الشغف.

مواجهة مفتوحة على جميع الاحتمالات بين سبالو وكونتي، لوتشيانو الذي يستمر في الاعتماد على 3-4-2-1 مع يوفنتوس وهي لم تكن طريقته المعتادة، وأنطونيو الذي عاد للعب بـ 3-4-3 بعد إصابة دي بروين، وهي الطريقة التي يلجأ لها عندما تتأزم الأمور.

السابع من ديسمبر، في ملعب دييجو أرماندو مارادونا، الساعة العاشرة إلا ربع بتوقيت القاهرة، الحادية عشر إلا ربع بتوقيت مكة المكرمة، ستتوقف عقارب الساعة في الكرة الإيطالية، في مواجهة تاريخية تأخرت كثيرًا، وها هو الآن يأتي موعدها.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة