الاتحاد يعود من بين الرماد.. وولد بطل جديد اسمه فيصل الغامدي
حقق فريق الاتحاد تعادلًا مثيرًا أمام مضيفه الخليج بنتيجة 4-4 في المباراة التي جمعتهما على ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، ضمن منافسات الجولة السابعة من دوري روشن السعودي لموسم 2025/2026.
الاتحاد أنهى الشوط الأول متأخرًا بهدفين دون رد، وتلقى ضربة قوية بطرد لاعبه البرازيلي فابينيو، قبل أن تتفاقم الأزمة في الشوط الثاني بتلقيه هدفين إضافيين ليصبح متأخرًا برباعية نظيفة، إلا أنه نجح في العودة وتسجيل أربعة أهداف كاملة، ليخطف نقطة ثمينة في واحدة من أكثر المباريات درامية هذا الموسم.
لكن أكثر ما جذب الأنظار في هذه الليلة لم يكن النتيجة وحدها، بل الظهور الاستثنائي للاعب الوسط فيصل الغامدي، الذي شارك كبديل في الدقائق الأخيرة، وقاد العميد إلى ريمونتادا تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير الاتحادية.
في الدمام، وبينما كانت جماهير الخليج تحتفل بانتصار بدا مؤكدًا، وُلدت واحدة من أعظم قصص الإصرار في تاريخ الدوري السعودي. فعندما كانت النتيجة تشير إلى 4-0، بدا أن الاتحاد يسير نحو انهيار كامل، لكن كرة القدم أثبتت مجددًا أنها لا تخضع للمنطق.
هدف!⚽️
— رياضة ثمانية (@thmanyahsports) November 1, 2025
ميتاي يُسجل هدف الاتحاد الثالث، قبل دقيقة من نهاية المباراة 🔥
هل سيعادل النتيجة الاتحاد؟ 🟡#الخليج_الاتحاد pic.twitter.com/BY2o02kkUv
بدأت العودة بهدف أول من موسى ديابي في الدقيقة 51، ثم واصل اللاعب ذاته تقليص الفارق قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق، لتبدأ ملامح المعجزة في التشكّل، قبل أن يدخل فيصل الغامدي الملعب ليقلب كل شيء رأسًا على عقب.
في الدقيقة 88، قرر سيرجيو كونسيساو الدفع بالغامدي بدلًا من حسام عوار، لتصبح اللحظة التي صنع الفارق في المباراة. بعد دقائق من دخوله، صنع الهدف الثالث بتمريرة دقيقة إلى زميله ميتاي، ثم فاجأ الجميع بهدف التعادل القاتل في آخر لمسة في المباراة، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات العميد.
من كل الزوايا 🎥
— رياضة ثمانية (@thmanyahsports) November 1, 2025
الاتحاد لا يعرف الاستسلام، فيصل الغامدي يسجل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة ⚽️🔥#الخليج_الاتحاد pic.twitter.com/cNze9t7rIH
لينفجر الملعب فرحًا، واللاعبون التفوا حوله في مشهد لن يُنسى، بينما بدا سيرجيو كونسيساو كمن شهد ميلاد أحد ركائزه المستقبلية في رحلته مع النمور.
فيصل الغامدي.. من الظل إلى الضوء
لم يكن الغامدي ضمن الأسماء الأساسية في الاتحاد خلال الأسابيع الماضية، إذ فضّل المدرب السابق لوران بلان الاعتماد على عناصر أكثر خبرة، قبل أن يأتي كونسيساو ويمنحه فرصة جديدة في ظروف استثنائية.
ما فعله في الدمام أمام الخليج قد يُغيّر مسار مستقبله مع الفريق، خاصة في ظل بحث المدرب البرتغالي عن التشكيلة المثالية التي لم تكتمل ملامحها بعد.
أرقام الغامدي هذا الموسم تكشف الوضع
| المباراة | الدقائق | الأهداف | التمريرات الحاسمة |
| 8 | 248 | 1 | 1 |
أرقام بسيطة، لكنها تحمل رمزية كبيرة، لأن الهدف والصناعة جاءا في أكثر لحظات الفريق احتياجًا لهما. في تلك الدقائق القليلة، تحوّل الغامدي من بديل في حسابات كونسيساو إلى أمل جديد لجماهير الاتحاد الباحثة عن نجوم يعيدون الهيبة إلى شعار العميد.
وربما كان ذلك اللقاء أكثر من مجرد نقطة في جدول الترتيب، بل لحظة ميلاد جديدة للاعب شاب وجد طريقه نحو قلوب الجماهير بأداء بطولي وروح مقاتلة لا تُشترى.

وفي النهاية، يظل ما حدث في الدمام درسًا خالدًا: في كرة القدم، لا شيء ينتهي حتى يُطلق الحكم صافرة النهاية، ولا أحد يُولد بطلًا حتى تأتي لحظة تثبت فيها أنك تستحق المجد.
الاتحاد لا يموت.. والنمور لا يُهزمون حتى النهاية
ما حدث في الدمام لم يكن مجرد تعادل مثير، بل تجسيد لشعار لا يفارق قميص الاتحاد: “لا للمستحيل”. أربع إصابات وغيابات كبيرة على رأسها كريم بنزيما، طرد، تأخر برباعية، ثم عودة أسطورية رسمت ملامح فريق يرفض الاستسلام مهما كانت الظروف.
فيصل الغامدي، الذي دخل المباراة كبديل، خرج منها بطلاً، يرمز إلى روح جديدة تتنفس داخل الفريق، روح قتالية تُعيد للاتحاد صورته التي يعرفها الجميع: فريق لا يموت.