داني ألفيسلايت 365أخباربطولات ودوريات

الإيمان أنقذني.. الوجه الجديد لداني ألفيس في مرحلة الوعظ داخل كنيسة

لم يكن أحد يتخيّل أن مسار داني ألفيس، أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ كرة القدم، سيأخذه يومًا بعيدًا عن صخب الملاعب نحو هدوء المنابر الدينية.

لكن الرجل الذي عايش لحظات المجد في برشلونة ورفع عشرات الكؤوس، وجد نفسه في السنوات الأخيرة أمام منعطف شخصي حاد انتهى إلى تحول جذري، من لاعب كرة قدم إلى واعظ إنجيلي يقف أمام جمهور داخل كنيسة في جيرونا.

من السجن إلى المنبر.. رحلة بحث عن معنى

بعد أكثر من عام قضاه خلف القضبان إثر اتهام جنائي انتهى لاحقًا بتبرئته، خرج ألفيس ليجد عالمه القديم قد تغيّر، بينما بقي داخله سؤال كبير يبحث عن إجابة؛ وكانت تلك اللحظة، كما يروي، بداية الطريق نحو الإيمان.

ففي مارس الماضي، وبعد أن ألغت المحكمة العليا للعدل في كتالونيا الحكم الصادر بحقه بسبب تناقضات جوهرية في الأدلة، وجد ألفيس نفسه حرًا مجددًا، الحرية وحدها لم تكن كافية؛ كان يبحث عن ترميم جرحه الداخلي، وعن نقطة بداية جديدة خارج دائرة الضجيج.

داني ألفيس - المصدر: gettyimages
داني ألفيس – المصدر: gettyimages

ظهر النجم البرازيلي هذا الأسبوع داخل كنيسة إيليم في جيرونا، يقف بثبات أمام الجمهور، ليس كرياضي سابق ولا كشخصية مشهورة، بل كـ«إنسان مُنجرف نحو الضوء»، كما وصف نفسه لاحقًا.

وخلال كلمته، قدّم ألفيس شهادة شخصية مؤثرة عن لحظة التحوّل: “عليكم أن تأخذوا أمور الله على محمل الجد… أنا دليل على ذلك. لقد عقدت عهدًا مع الله”.

ثم أضاف وهو يتحدث عن الفترة التي عاشها بين العاصفة واليقين: “في أسوأ لحظات حياتي، حملني رسول من الله إلى الكنيسة… ومنذ ذلك اليوم وأنا على هذا الطريق”.

حين يترك البطل الألقاب ويبحث عن الخلاص.. داني ألفيس مبشّرًا بعد “العهد المقدس”

كان الأمر كأن ألفيش يكتب روايته من جديد، بصفحة بديلة تبدأ من الإيمان، لا من الملاعب، منذ نهاية العام الماضي، بدا التحول الروحي واضحًا في سلوكياته اليومية.

حسابه على إنستجرام، الذي طالما كان مليئًا بالصور والمناسبات، أصبح مساحة للتأملات والدروس الروحية، آيات من الكتاب المقدس، مقاطع دينية يعزفها بنفسه، ورسائل عن الغفران والتجديد… كلها مؤشرات تعكس صورة جديدة لرجل وجد في الإيمان ملاذه.

حتى حياته العائلية شهدت تحولًا موازيًا، بعدما رُزق بطفل جديد من زوجته جوانا سانز عبر التلقيح الصناعي، وهو حدث يراه جزءًا من “رحلته في الخلاص”، كما وصفها.

الظهور الأخيـر لداني ألفيس على منبر كنيسة جيرونا ليس مجرد مشهد عابر، بل فصل جديد في سيرة رجل صعد إلى القمة، وسقط إلى القاع، ثم عاد يبحث عن توازنه في مكان أقل صخبًا وأكثر صدقًا.

قصة داني ألفيس اليوم ليست عن كرة القدم، بل عن محاولة إنسانية لبدء حياة ثانية.. حياة يرى فيها أن الإيمان لم يكن مجرد خلاص، بل بوابة نحو معنى غاب عنه طويلًا.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.