لايت 365أخباربطولات ودورياتتقارير ومقالات خاصة

الإخلاص قبل كل شيء.. لاعبون ومدرب فريق برتغالي يحيّون مشجعهم الوحيد

في زمنٍ تتحول فيه كرة القدم أحيانًا إلى ضجيج أرقام وضغوط ونتائج لا ترحم، تظل اللعبة في جوهرها ملاذًا إنسانيًا خالصًا؛ مساحة صغيرة يهرب إليها القلب من أثقال الحياة، ويجد فيها الإنسان معنى للانتماء، حتى لو كان وحيدًا في المدرج، فالحب الحقيقي للكرة لا يُقاس بعدد الجماهير، بل بصدق الوقوف، وبالإخلاص الذي لا يحتاج شهودًا.

في إحدى ليالي ديسمبر الهادئة، وعلى أرض ملعب ساو ميجيل بجزر الأزور، انتهت مجريات المباراة التي جمعت بين فريق برتغالي يُدعى سانتا كلارا ونظيره أروكا بالتعادل السلبي دون أهداف.

مواجهة لم تحمل الكثير فنيًا، ولم تُشعل المدرجات حماسًا، لكنها خبأت بين دقائقها الأخيرة لحظة إنسانية نادرة، سرقت الأضواء من النتيجة وكل ما سبقها.

ليس وحده في المدرج.. فريق برتغالي يحوّل مشجعًا واحدًا إلى بطل المشهد

بعد صافرة النهاية، لم يتجه لاعبو الفريق البرتغالي مباشرة إلى غرف الملابس، بل التفّوا مع الجهاز الفني نحو المدرجات؛ هناك، كان يجلس مشجع واحد فقط، قطع المسافة ليكون حاضرًا، مؤمنًا بأن الدعم لا يُقاس بالكثرة، اسمه فرانسيسكو، وكان المشجع الوحيد لفريق أروكا في هذا اللقاء.

في مشهد أقرب للسينما منه لكرة القدم الحديثة، توجّه جميع اللاعبين وأعضاء الجهاز التدريبي لتحية فرانسيسكو، وصفّقوا له بحرارة، وكأن المدرج ممتلئ بالآلاف، لم تكن لفتة بروتوكولية، بل رسالة صادقة تقول إن لاعبًا واحدًا يؤمن بك، قد يكون كافيًا ليمنحك الدافع للاستمرار.

مدرب الفريق البرتغالي، فاسكو سيابرا، كان صاحب القرار، أمر لاعبيه بالاقتراب من المشجع الوحيد، ليؤكد أن العلاقة بين الفريق وجمهوره لا تنكسر مهما ابتعدت المسافات أو قلت الأعداد، لحظة قصيرة، لكنها حملت وزن سنوات من الإخلاص.

عقب اللقاء، تحدث مدافع أروكا ماتياس روشا لقناة “سبورت تي في”، وحرص على ذكر فرانسيسكو باسمه الأول، مؤكدًا أن ما حدث لم يكن تفصيلًا عابرًا، بل لحظة مؤثرة للفريق بأكمله، ودليلًا على أن كرة القدم ما زالت قادرة على مكافأة من يحبها بصدق.

لم يسجل أحد هدفًا في تلك المباراة، ولم تُحسم النقاط الثلاث، لكن أروكا خرج بشيء أثمن.. خرج بصورة تُعيد للكرة معناها الأول: أن تكون علاقة إنسانية قبل أن تكون منافسة، وأن يكون الإخلاص قبل كل شيء، حتى لو كان المشجع… واحدًا فقط.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.