الأرقام لا تكذب يا جيسوس – هل حان وقت إقالتك من الهلال؟

لم يكن أحد يتوقع أن تنقلب الأوضاع داخل منظومة الهلال السعودي رأسًا على عقب، خاصة بعد موسم حافل بالنجاحات تحت قيادة المدرب البرتغالي خورخي جيسوس.

لكن كرة القدم لا تعترف بالثبات، فهي متقلبة ولا ترحم، فبعد فترة من التألق وتحقيق الإنجازات والانتصارات العريضة، وجد الفريق نفسه في دوامة من النتائج المخيبة سواء محليًا أو قاريًا، مما فتح باب الانتقادات على مصراعيه.

في وقت سابق، كانت الأصوات داخل النادي العاصمي تُجمع على دعم جيسوس ومنحه الثقة، لكن الهزيمة الأخيرة أمام باختاكور الأوزبكي بهدف دون رد في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة، جاءت لتغير المعادلة، حيث تصاعدت المطالب بإقالته وسط انتقادات لاذعة.

ورغم أن الخسارة أمام باختاكور شكلت ضربة موجعة، إلا أنها لم تكن السبب الوحيد في موجة الغضب الجماهيري، بل جاءت كنتيجة طبيعية لسلسلة من العروض الباهتة والنتائج السلبية، التي وضعت الفريق في موقف محرج وأثارت الشكوك حول مستقبله في المنافسات الكبرى.

 

 

 

 

 

View this post on Instagram

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)

لم تجد جماهير الهلال مبررًا واضحًا للتراجع المفاجئ في أداء الفريق، سوى تسليط الضوء على بعض الغيابات المؤثرة، وعلى رأسها غياب الصربي ألكسندر ميتروفيتش، والبرتغالي جواو كانسيلو، والبرازيلي رينان لودي.

ورغم تعدد الإصابات، إلا أن جودة الفريق وإمكانياته العالية لا تبرر هذا الأداء المتراجع، خاصة أن الهلال يمتلك دكة بدلاء مليئة بالنجوم القادرين على تعويض أي غياب، ومع ذلك لم يكن متوقعًا أن يتأثر الفريق بهذا الشكل، مما فتح باب التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا التراجع.

في ظل ذلك، وُجهت أصابع الاتهام نحو المدرب البرتغالي خورخي جيسوس، حيث اعتبره البعض السبب الرئيسي في تذبذب أداء الفريق وسقوطه في فخ النتائج السلبية، مما أدى إلى تصاعد المطالب بإقالته.

وعند النظر إلى أرقام الهلال هذا الموسم، نجد أن الفريق فقد الكثير من النقاط في الدوري السعودي، بعدما تعرض لأربع هزائم وتعادل في ثلاث مباريات، ليخسر بذلك 18 نقطة كاملة خلال 23 جولة فقط.

خماسية زرقاء في المملكة آرينا🏟️🔵

📺 شاهد أهداف المباراة ⬇️#دوري_روشن_السعودي#الهلال_الخلود | #SSC pic.twitter.com/qnjHT451u8

— SSC (@ssc_sports) February 25, 2025

نتائج سلبية في الدوري السعودي

عند النظر إلى نتائج الهلال منذ الجولة 17 وحتى الجولة 23، نجد أن الفريق حقق الفوز في مباراتين فقط، حيث اكتسح الخلود بخمسة أهداف مقابل هدف في الجولة 22، وتغلب على الأخدود برباعية نظيفة في الجولة 18، ومع ذلك فإن الهلال فقد خلال هذه الفترة 13 نقطة كاملة، وهو رقم سلبي لا يليق بفريق بحجمه وتاريخه، مما زاد من إحباط جماهيره التي كانت تنتظر موسمًا استثنائيًا.

ولو لم يهدر الهلال هذه النقاط الثمينة، لكان الآن متصدرًا جدول ترتيب الدوري السعودي بفارق مريح عن أقرب منافسيه، مما كان سيضعه في موقع مثالي لحسم اللقب مبكرًا بدلًا من الدخول في دوامة الحسابات المعقدة.

الهلال في الصدارة لولا الرعونة

وبالطبع، الهزائم والتعادلات جزء من كرة القدم، خاصة عند مواجهة الفرق الكبرى أو المنافسين المباشرين، لكن ما زاد الأمور سوءًا هو أن الهلال تعثر في مباريات كان يُفترض أن يحسمها لصالحه، فلو لم يتعادل مع ضمك في الجولة 19 والرياض في الجولة 20، ولم يخسر أمام القادسية في الجولة 17، لكان قد حصد 9 نقاط إضافية، مما كان سيرفع رصيده إلى 60 نقطة، ويضعه في موقع أقوى للمنافسة على اللقب.

ليس ذلك فحسب، بل إن الفوز على القادسية كان سيعني أيضًا حرمانه من 3 نقاط ثمينة، ليظل رصيده عند 47 نقطة بدلًا من 50، مما كان سيؤثر على موقعه في جدول الترتيب، ويزيد من الفارق بين الهلال ومنافسيه المباشرين.

بونو ضحية الكلين شيت

لم تقتصر معاناة الهلال على النتائج السلبية فحسب، بل فقد الفريق أيضًا إحدى أبرز مميزاته هذا الموسم، وهي الصلابة الدفاعية والمحافظة على نظافة الشباك.

فبعدما كان اسم الحارس المغربي ياسين بونو يتألق عقب كل مباراة بـ”كلين شيت”، أصبح الأسد المغربي يغادر الملعب وهو يعاني من اهتزاز شباكه بالأهداف، مما يعكس التراجع الواضح في المنظومة الدفاعية للفريق.

انهيار القوة الدفاعية

لأول مرة منذ شهر نوفمبر الماضي 2024، يفشل فريق الهلال فى الحفاظ على نظافة الشباك فى 4 مباريات متتالية فى كل البطولات، وهو سجل لم يعتاد عليه الفريق تحت قيادة مدربه البرتغالي خورخي جيسوس.

وتعكس الإحصائية السلبية التي وقع فيها الهلال، مدى الأزمة الكبيرة المتواجدة داخل الفريق خاصة على مستوى المنظومة الدفاعية والتي تأثرت بشدة في المباريات الأخيرة، ليستقبل الفريق عدد كبير من الأهداف في شباكه.

ولك أن تتخيل أن الهلال استقبل 41 هدفًا في 37 مباراة بجميع المسابقات التي يشارك بها الفريق هذا الموسم، وذلك بعدما تلق هدفًا من فريق باختاكور الأوزبكي في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.

مباريات اللا فوز 50%

وبالنظر أيضًا إلى سجلات الهلال السلبية هذا الموسم، سنجد أن الفريق في 2025 خاض 14 مباراة، لم يحقق الانتصار في 7 مباريات منهم بنسبة 50%، حيث تعادل في أربعة وخسر ثلاث.

ولك أن تتخيل أن آخر مرة لم يحقق فيها الهلال الانتصار في 7 مباريات كانت على مدى 70 مباراة خلال الفترة ما بين 25 سبتمبر إلى نهاية عام 2024، حيث لعب الفريق وقتها 70 لقاء، حقق الانتصار في 63 مباراة وتعادل في 5 وتعرض للهزيمة في مباراتين.