اكتسح جميع ثنائيات أندية الصندوق.. سافيتش نموذج الهلال الفاخر القابل للتجديد

منذ أن وضع قدمه في الرياض، فرض الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش نفسه كلاعب لا غنى عنه في تشكيلة الهلال، وبات أحد أبرز الركائز التي يعتمد عليها الفريق في صناعة الفارق داخل المستطيل الأخضر، حيث لم يحتج سافيتش وقتًا طويلًا ليثبت أنه صفقة من العيار الثقيل، بل دخل سريعًا في قلب الجماهير الزرقاء، وأضاف أبعادًا جديدة لخط وسط الفريق.

لم يقتصر دور سافيتش على الجانب الهجومي فقط، بل يُعد أحد أبرز عناصر التوازن في الهلال، بفضل جهوده الكبيرة في الشقين الدفاعي والهجومي، حيث يملك ذكاء تكتيكي واضح، في عملية الضغط، افتكاك الكرات، ثم يتحول إلى صانع لعب فوري، قادر على إيصال الكرة إلى مناطق الخطر بسلاسة وإبداع.

أثبت سافيتش من ناحية المساهمة التهديفية، أنه ليس لاعب وسط فقط مسؤولًا عن عملية الربط بين الدفاع والهجوم، بل يُجيد الحسم، سواء بالتسجيل من العمق، أو بالصعود داخل منطقة الجزاء في التوقيت المثالي، أو حتى من خلال تمريرات حاسمة تغير مجرى المباريات.

أرقامه أصبحت تتحدث عنه، ومردوده الفني جعله من أفضل اللاعبين الأجانب في مركز الوسط بالدوري السعودي، بل هو بالفعل أفضل لاعب وسط في دوري روشن متفوقًا على الجميع بما فيهم لاعبي أندية صندوق الاستثمار.

لماذا يجبر سافيتش الهلال على التجديد؟

بحسب الأرقام والإحصائيات، يُصنف سافيتش كأفضل لاعب وسط محترف في دوري روشن السعودي، سواء من حيث التمريرات المفتاحية، أو الثنائيات الهوائية، أو عدد المساهمات المباشرة في الأهداف.

ما وصل له سافيتش من تألق لا يأتي من فراغ، بل من لاعب يتمتع بحضور بدني قوي، ورؤية لعب عالية، وهدوء في التعامل مع الكرة تحت الضغط.

المدرب إنزاجي يدرك جيدًا قيمة سافيتش، ويعلم جيدًا إمكانيات اللاعب ودوره المؤثر مع الفريق خاصة في التحولات وصناعة الفارق، سواء بتسجيل أهداف قاتلة، أو صناعة فرص قلبت موازين اللقاءات، فلا شك أن وجوده يمنح الهلال تفوقًا واضحًا في خط الوسط، كما أن خطورته داخل منطقة الجزاء، خاصة في الكرات الرأسية، تمثل تهديدًا دائمًا للخصوم.

كل هذه الأمور التي نتحدث عنها، تجبر الهلال على الجلوس مع اللاعب للتفاوض حول تمديد عقده المقرر انتهائه في صيف 2026، الأداء الذي يقدمه سافيتش، وثبات مستواه، وأهميته الفنية والتكتيكية للفريق، تجعله أكثر لاعب يستحق التجديد دون تردد، وببساطة ما يقدمه النجم الصربي يُجبر إدارة الهلال على تمديد عقده مهما كان الثمن، لأنه أحد أفضل صفقاته وأكثرهم تأثيرًا خلال السنوات الماضية.

وبالنظر لجميع اللاعبين الذين سوف تنتهي عقودهم مع الفريق سواء سافيتش أو نيفيز أو كوليبالي أو حتى الحارس المغربي ياسين بونو، سنجد أن سافيتش هو العنصر الوحيد الذي لا يعوض بأي بديل مهما كان اسمه، ما وصل له سافيتش مع الهلال ليس من السهل على أي لاعب قادم من أوروبا تكراره داخل الملعب، وبالتالي إلحاح جماهير الزعيم على تمديد عقده ليست من فارق بل هي على حق مطلق.

سافيتش الهلال نسخة لا تقل قوة عن لاتسيو

منذ انتقاله إلى الهلال، أثبت الصربي سافيتش أنه لاعب من طراز رفيع لا يتأثر بتغيير الأجواء أو الانتقال من أوروبا إلى دوري عربي، بل حافظ على مستواه العالي الذي قدمه لسنوات مع لاتسيو الإيطالي، لم يحتج سافيتش وقتًا للتأقلم، بل دخل سريعًا في منظومة الفريق وأصبح من أعمدته الأساسية، سواء على الصعيد الفني أو البدني أو الذهني.

وخلال موسمين فقط مع الهلال، تفوق سافيتش على نفسه مقارنة بأرقامه مع لاتسيو خلال نفس الفترة، حيث سجل وصنع عددًا أكبر من الأهداف، وكان تأثيره واضحًا في المباريات الكبرى، قدرته على الحسم سواء بالتسجيل أو التمريرات الحاسمة، جعلته أحد أفضل لاعبي الوسط في دوري روشن، كما أصبح من أكثر اللاعبين ثباتًا في الأداء على مدار الموسم.

اللافت في أداء سافيتش أنه لم يتراجع أو يفقد شغفه بعد الانتقال من أحد أقوى الدوريات في أوروبا إلى الدوري السعودي، بل بالعكس، يبدو وكأنه وجد مساحة جديدة للتألق والإبداع تحركاته في الملعب، حماسه، وحرصه على تقديم الإضافة للفريق، كلها أمور تعكس شخصية لاعب محترف ومتعطش للنجاح.

هذا الثبات في المستوى، والتأثير الكبير الذي يصنعه داخل وخارج منطقة الجزاء، يؤكد أن الهلال حصل على صفقة نادرة، سافيتش ليس فقط لاعبًا مهاريًا أو نجمًا سابقًا في أوروبا، بل هو نموذج للاعب الذي لا يتأثر بتغيير الثقافة أو البيئة، ويثبت دائمًا أن الشغف والاحترافية هما ما يصنعان الفارق الحقيقي.

أرقام سافيتش مع لاتسيو في آخر موسمين

أرقام سافيتش مع الهلال في آخر موسمين

سنجد بناءًا على التحليل الرقمي لما قدمه سافتيش مع لاتسيو في آخر موسمين ومع الهلال في آخر موسمين، سنجد أن أرقامه مع الزعيم السعودي أفضل مما صنعه مع فريقه السابق في الدوري الإيطالي.

بكل تأكيد اختلاف جودة الدوريات ليس في صالح الدوري السعودي، ولكن الأرقام تثبت تمامًا أن اللاعب لا يزال يحتفظ ببريقه ولا يزال يملك الشغف الكبير ليقدمه مع الهلال في مسابقة دوري روشن.

سافيتش في آخر موسمين مع لاتسيو ساهم في 42 هدفًا حيث سجل 22 هدفًا وصنع 20 لزملائه، ولكن أرقامه مع الهلال أفضل حيث ساهم في 54 هدفًأ سجل 29 هدفًا وصنع 25 آخرين.

وبالتالي نسخة سافيتش مع الهلال تتفوق رقميًا عن نسخته مع لاتسيو، ففي عدد المساهمات الكلية هناك 12 مساهمة فارقة، كما لديه 7 أهداف فارق مع الهلال عن لاتسيو، أما على مستوى الصناعة لديه 5 أسيست فارق عن لاتسيو.

تفوق كاسح على نيفيز

بالنظر إلى ما قدمه سافيتش في الموسمين الماضيين مع الهلال، مع بداية الموسم الجاري 2025/2026، سنجد أن سافيتش نجح في صناعة الفارق وكان عنصر فاعل في خط وسط الزعيم بل أحرز تفوقًا كبيرًا على زميله البرتغالي روبين نيفيز والذي كان يجاوره في خط الوسط في (مركز 6).

من المعروف أن سافيتش يميل نسبيًا إلى الأدوار الهجومية على عكس نيفيز الملتزم نسبيًا بعدم الاندفاع في النواحي الهجومية إلا في حالة تأخر الفريق في النتيجة، ولكل الأرقام أثبتت تمامًا أن هناك فرق شاسع بين الثنائي في المساعدة الهجومية والفاعلة مع الفريق.

مدح وإشادة جوارديولا

من شدة تأثيره في الملعب، أجبر الصربي سافيتش أحد أعظم مدربي العالم على الاعتراف بقيمته، ففي مباراة كأس العالم للأندية، ورغم الأسماء الثقيلة في تشكيلة مانشستر سيتي، إلا أن سافيتش كان الحاضر الأبرز، بأدائه البدني والفني المذهل الذي أربك خطوط بطل أوروبا، وفرض نفسه كقائد حقيقي لخط وسط الهلال.

وبعد المباراة، لم يتردد بيب جوارديولا، مدرب السيتي، في الإشادة بلاعب الهلال، حين قال عنه: “إنه لاعب رائع”، ليؤكد حجم التأثير الذي تركه سافيتش على أرضية الميدان، إشادة نادرة من مدرب لا يجامل لكنها مستحقة لنجم أثبت أنه أحد أفضل من شغلوا مركز الوسط في الكرة السعودية والآسيوية.

وقال جوارديولا عن سافيتش بعد خسارة مانشستر سيتي: “سافيتش لاعب ممتاز ورائع وقوي بدنياً، وبارع في الكرات العالية ويمرر بشكل ممتاز، رأينا كيف سافيتش يحوّل الكرة بسرعة ويقوم بنقل الهلال من الدفاع إلى الهجوم، اعتقد أن سافيتش كان مفتاح مهم للهلال في الفوز”.

سافيتش يكتسح جميع ثنائيات أندية الصندوق

بالنظر إلى الأرقام على مدار الموسمين الماضيين 2023/2024 – 2024/2025، سنجد أن سافيتش بمفرده تفوق على جميع ثنائيات أندية الصندوق ( النصر – الأهلي – الاتحاد)، بفارق كبير على مستوى المساهمة التهديفية.

فلم ينجح ثنائي النصر بروزوفيتش وأوتافيو قبل رحيله من معادلة سجل سافيتش بمفرده، وبالرغم من تألق فرانك كيسي مع جابري فيجا قبل رحيله، إلا أن أرقام الثنائي سويًا لم تصل إلى نفس معدل سافيتش بمفرده مع الهلال.

كما لم تنجح ثنائية كانتي وفابينيو سويًا في خط وسط الاتحاد من الوصول إلى نصف ما قدمه سافيتش بمفرده، حيث تبرز الأرقام أن سافيتش بمفرده خلال موسمين مع الهلال، وصل لنفس معدل المساهمات التهديفية للثنائي كانتي وفابينيو سويًا، أي أنه حقق أرقام اثنين أفضل من لاعبي الوسط القادمين من أوروبا ولكن بمفرده.

الفوارق أيضًا كانت كبيرة مع ثنائية فرانك كيسي وجابري فيجا اللذان ساهما في 46 هدف مع الأهلي على مدار موسمين، إلا أن سافيتش خلال نفس الموسمين سام في 54 هدفًا مع الهلال، وذلك بفارق 8 مساهمات عن ثنائي الأهلي.

أما ثنائية النصر الممثلة في أوتافيو الراحل مع الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش فهي كانت الأقرب من معادلة سجل سافيتش بمفرده، حيث وصلت معدلات ثنائي النصر إلى 53 مساهمة تهديفية سويًا، ولكن سافيتش كان متفوقًا عليهم بفارق مساهمة واحدة.

سافيتش رجل الحسم

سافيتش منذ وصوله إلى الرياض، أثبت أنه ليس مجرد صفقة قوية على الورق، بل لاعب حاسم قادر على صناعة الفارق في أصعب اللحظات، ونجح في فرض بصمته على أداء الهلال، خصوصًا في المباريات التي تحتاج إلى لاعب يملك شخصية قيادية وقرارات مؤثرة في لحظات الحسم.

الدولي الصربي كان حاضرًا في مشاهد كثيرة أنقذ فيها الهلال من الخسارة، سواء عبر أهداف قاتلة أعادت الفريق إلى أجواء اللقاء، أو من خلال تمريرات حاسمة صنعت الفارق، ليمنح الزعيم انتصارًا كان على وشك أن يفلت من يده أو تعادلًا ثمينًا في وقت حرج.

وتميز سافيتش عن بقية زملائه في عملية قراءة المباريات وتغيير نسقها، ما جعله أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في نتائج الفريق منذ انضمامه.

مباريات أعاد فيها سافيتش الهلال من الموت

لا شك أن الهلال كسب لاعبًا يملك القدرة على تحويل مسار أي مباراة، بفضل خبرته الكبيرة، كما أثبت أنه لم يكن مجرد لاعب وسط تقليدي، بل محرك يصنع الفارق حين يحتاجه الفريق، ليصبح مع مرور الوقت أحد أهم ركائز الزعيم في مختلف البطولات.

الأرقام التي قدمها سافيتش مع الهلال كانت كفيلة بجعل قرار تجديد عقده ليس مجرد خطوة منطقية، بل أولوية ملحة لإدارة النادي.

وإذا أضفنا إلى الأرقام الجانب الفني، فالشرح المفصل لخصائص سافيتش داخل الملعب من تحركاته الذكية داخل المنطقة، إلى قدرته على تحويل نسق اللعب بسرعة يوضح حجم التأثير الذي يملكه اللاعب في منظومة الهلال.

التفسير الكافي لطريقة لعبه، إلى جانب ثبات مستواه أمام كبار الخصوم، قد يدفع إدارة النادي لاتخاذ قرار سريع بتجديد عقده كأولوية عن بقية اللاعبين الذين سوف تنتهي عقودهم في صيف 2026، وقبل دخول أي أندية أخرى على الخط للتفاوض مع اللاعب في الفترة الحرة.