احتفاءًا بالمتحف المصري الكبير.. الدوري الإنجليزي ينحني أمام التاريخ والحضارة
في لحظةٍ نادرة تتجاوز حدود الرياضة، انحنى الدوري الإنجليزي الممتاز أمام عظمة الحضارة المصرية، محتفيًا بافتتاح المتحف المصري الكبير في مشهدٍ جمع بين التاريخ والمجد الحديث.
من قلب القاهرة، حيث يقف الزمن شاهدًا على عراقة سبعة آلاف عام، امتدت يد كرة القدم الإنجليزية لتصافح ذاكرة التاريخ الأصيل، معلنة أن مصر ليست فقط مهد الحضارة، بل أيضًا منارة المستقبل.
في منشور رسمي على حسابه عبر منصة “فيس بوك”، عبّر الدوري الإنجليزي الممتاز عن إعجابه بالمتحف المصري الكبير، الذي وُصف بأنه “مصر.. تاريخ المستقبل”، في إشارة رمزية تربط بين ما أنجزته مصر قديمًا وما تواصل تحقيقه اليوم.
الصورة التي أرفقها الحساب الرسمي ضمّت ملامح الفخر المصري من خلال اثنين من أبرز نجوم البريميرليج، في لحظةٍ جمعت بين الفن، والكرة، والهوية؛ الأسطورة محمد صلاح من ليفربول، والنجم عمر مرموش من مانشستر سيتي.

بوجود صلاح ومرموش.. الدوري الإنجليزي يُغازل حضارة مصر
الاحتفاء بهذا الحدث لم يكن مجرد لفتة رمزية، بل اعتراف عالمي بالمكانة التي يحظى بها المتحف المصري الكبير، أحد أعظم الصروح الثقافية في القرن الحادي والعشرين، فالمتحف لا يُعد مجرد مبنى أثري؛ بل هو شهادة معمارية على قدرة مصر على صون ماضيها وتقديمه بلغة المستقبل.
يُقام المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة متحف اللوفر الفرنسي، ومرتين ونصف مساحة المتحف البريطاني، وقد خُصصت مساحة 167 ألف متر مربع للمباني الداخلية، بينما تحيط بها حدائق وساحات تجارية ومناطق خدمية تجعل من المكان مدينة ثقافية متكاملة.
ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تحكي قصة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى الحقبة الرومانية، من بينها 20 ألف قطعة تُعرض لأول مرة للجمهور، أما التصميم المعماري، فجاء على هيئة مثلث يتجه بمحاوره نحو هرمي خوفو ومنكاورع، فيما تتلألأ واجهته بألواح من الحجر الجيري الشفاف والألباستر المصري، يتوسطها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه 12 مترًا ووزنه 83 طنًا، نُحت قبل أكثر من 3,200 عام.
ومن أبرز مقتنيات المتحف أيضًا مجموعة توت عنخ آمون التي تضم 5,398 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة في قاعة واحدة تبلغ مساحتها 7,500 متر مربع، إلى جانب المسلة المعلقة على مساحة 27 ألف متر مربع، والدرج الكبير بمساحة 6,000 متر مربع، فضلًا عن قاعات العرض الدائمة التي تمتد على 18 ألف متر مربع، وقاعة خاصة تضم مراكب الشمس بما في ذلك سفينتا خوفو اللتان أعيد تجميعهما بدقة مبهرة.
يا محروسة بسيف شاطر وسيف حارس عليكي أمين 💪 🇪🇬
— ON (@ONTVEgy) November 1, 2025
ومن فوق السما السابعة.. حاميكي رب العالمين 🇪🇬❤️#المتحف_المصري_الكبير#ON pic.twitter.com/itXHpy1xJp
بهذا الاحتفاء، لم يكن الدوري الإنجليزي يعلق على افتتاح مبنى جديد، بل على عودةٍ كبرى لمصر إلى صدارة المشهد الحضاري العالمي، ففي زمنٍ تتغير فيه العواصم وتتحول فيه المراكز، تبقى القاهرة، كما كانت دائمًا، قلب التاريخ النابض.. وحين يتحدث الحجر بلغة المجد، لا تملك كرة القدم إلا أن تنحني احترامًا.