إسبانياافتتاح كأس العالم365TOPتقارير ومقالات خاصة

التاريخ يعيد نفسه..إسبانيا بطلة كأس العالم 2026 والسعودية كلمة السر

ما حدث بعد قرعة كأس العالم 2026، كان زلزالًا كرويًا بنكهة التاريخ، زلزال هزّ ذاكرة المونديال من جذورها بل أنه قد يعيد تشكيل التاريخ بطريقة تجعل الجميع يشعر أن الزمن لا يسير إلى الأمام فقط، بل يلتفّ حول نفسه ليعيد مشاهد كنّا نظنها لن تتكرر.

هذا الزلزال لم يكن مجرد نتائج مفاجئة للقرعة، بل بدا وكأنه سيناريو يعيد كتابة البطولة مرة أخرى وكأن نسخة 2010 و2022 قررتا أن تعودا معًا، في لحظة واحدة، في بطولة واحدة، مشاهد ولقطات وإشارات متناثرة في كل زاوية.. كل منها يدفعك بقوة نحو سؤال واحد.. هل تسير إسبانيا نحو اللقب بطريقة خارجة عن المنطق؟

ولأن كرة القدم لا تتبع المنطق دائمًا، بل تتبع “قصة” لا يفهمها إلا من يراقب التاريخ جيدًا، بدا وكأن هذه القصة قد تتكرر أمام أعيننا في نسخة 2026، وكلما تعمّقت في القرعة، اكتشفت أن ما يحدث ليس تكرارًا عشوائيًا.. بل سيناريو مكون من فصلين، يبدو مكتوبًا بعناية، تتحرك خيوطه من مكان واحد لتتشابك وتكتب إسبانيا بطلًا.

تصنيف قرعة كأس العالم 2026
كأس العالم 2025 – (المصدر: Getty images)

الفصل الأول.. حين تتشابه البدايات قد تتشابه النهايات

تعد المباراة الإفتتاحية في مونديال 2026 بين المكسيك وجنوب إفريقيا “ديجافو” كروي يعبر الزمن، ففي عالم كرة القدم الذي يتغير بسرعة تفوق دوران عقارب الساعة، نادرًا ما تحدث لحظة تشعر فيها أن الزمن توقف ليتكرر حرفيًا، ومع ذلك، يأتي افتتاح كأس العالم 2026 كأنه نسخة أعيد تشغيلها من افتتاح 2010، بنفس التفاصيل تقريبًا وكأن البطولة أرادت أن تعود إلى نقطة البداية لتكتب نهاية مشابهة.

نفس المشهد الذي رآه الجميع قبل 16 عامًا، حين انتهت البطولة بتتويج إسبانيا بلقبها الأول، وفي كرة القدم، الافتتاح ليس مجرد مباراة تُسجَّل في السجلات، بل هو الشرارة الأولى التي تحدد نبرة البطولة كلها، وعندما شاهد العالم القرعة التي أسفرت عن المواجهة الإفتتاحية لكأس العالم 2026، تبدو لمن ينظر بتمعن أنها ليست مباراة عادية، بل إشارة وكأن البطولة نفسها تهمس بصوت خافت عن بطل تلك النسخة من المونديال.

لامين يامال - أدريان رابيو - فرنسا - إسبانيا - المصدر (Getty images)
لامين يامال – أدريان رابيو – فرنسا – إسبانيا – المصدر (Getty images)

تكرار الافتتاح بين جنوب أفريقيا والمكسيك لم يكن مجرد تشابه؛ بل قد يكون حدثًا يعيد بطولة كاملة إلى مسارٍ من الذاكرة، ففي 2010، بدأت البطولة بين هذين المنتخبين، وفي النهاية، اعتلى الإسبان القمة ورفعوا الكأس الأولى في تاريخهم، وفي 2026، كأن القدر يعيد تشغيل فيلم قديم بحرفيته، وعندما نصل إلى النهاية قد نرى الماتادور الإسباني من جديد على منصة التتويج.

هل هو تكرار عابر لما حدث قبل سنوات؟ أم هي رسالة يرسلها القدر لمن يجيد قراءة التفاصيل؟ أم لعله قانون غير مكتوب في كرة القدم يقول: حين تتشابه البدايات قد تتشابه النهايات؟

الفصل الثاني.. السعودية تميمة الحظ

أما الفصل الثاني في سيناريو تتويج إسبانيا بمونديال 2026  يبدأ من هناك في أسيا وتحديدًا المنتخب السعودي، فعندما يلتقي منتخب مرشّح بمنتخب الأخضر تحدث المعجزة، في كأس العالم 2022 دخلت الأرجنتين البطولة وهي ضمن أقوى المرشحين لدى معظم المحللين والجماهير، منتخب مكتمل، ناضج، يقوده ميسي نحو آخر حلم في مسيرته، ولمّا وضعت القرعة السعودية في نفس المجموعة، لم يتوقف محلل واحد ليقول إن مباراتهم قد تغيّر مسار البطولة، كانت النظرة العامة بسيطة: مباراة سهلة للأرجنتين، و3 نقاط مضمونة.

لكن كرة القدم لا تعترف بالضمانات، وفي لحظة تاريخية، سجّل السعوديون حضورهم بأكبر مفاجأة في تاريخ المونديال بعد تحقيق الفوز على الأرجنتين 2–1، انقلب العالم، جنّ الإعلام، وخرجت العناوين تتحدث عن “زلزال لوسيل”، ورغم كل ذلك، لم تسقط الأرجنتين، لم تُكسر بل نهضت، ومن وسط صدمة الخسارة، بدأت رحلة جديدة، كأن الهزيمة من السعودية أعادت الفريق إلى الواقع وأشعلت روحًا لم تكن لتظهر لولا تلك الصفعة.

ليونيل ميسي - الأرجنتين (المصدر:Gettyimages)
ليونيل ميسي – الأرجنتين (المصدر:Gettyimages)

وهكذا، بينما ظنّ العالم أن فوز السعودية سيُخرج الأرجنتين من البطولة، حدث العكس تمامًا فكان هو الشرارة التي بدأت رحلة التتويج بكأس العالم 2022، ومن هنا بدأت جملة مكتوبة بين سطور التاريخ تظهر.. عندما تكون السعودية في مجموعتك استعد للنهائي.

يبدو الأمر مزحة في البداية، قد يضحك عليها المشجعون، لكن مع انتهاء مراسم القرعة، بدأت الفكرة تكبر وتأخذ شكل سؤال، ثم شكّ، ثم ما يشبه النظرية الكروية، فيعود السؤال ليطلّ من جديد: هل وجود السعودية في مجموعة منتخب مرشح هو فأل خير؟ هل هي صدفة تتكرر، أم مفتاح خفي لظهور البطل الحقيقي؟

عندما ظهرت نتائج قرعة المجموعات، لم تكن المفاجأة في منافسي إسبانيا من أمريكا الجنوبية أو إفريقيا.. بل منتخب السعودية، ليعيد للذاكرة أحداث مونديال 2022، لكن هذه المرة بعد إعادة البناء للمنتخب الإسباني، ثورة حقيقية في الاعتماد على المواهب الشابة، جيل جديد يُشبّهه النقاد بالجيل الذهبي الذي فاز بكأس العالم، منتخب سريع، منضبط، قوي ذهنيًا، يلعب كرة هجومية تجعل مواجهته كابوسًا لأي منافس.

السيناريو نفسه يتكرر بشكل شبه حرفي  بدأت المقارنات تتدفق بسرعة ففي نسخة 2022 السعودية تقع مع الأرجنتين وفي النهاية تصبح الأرجنتين بطلة العالم، وفي نسخة 2026 السعودية تقع مع إسبانيا المرشح الأكبر الجديد، فهل تكون النتيجة واحدة؟ وتصبح إسبانيا بطلة العالم، المشهد بدا كأنه تكرار مُخيف لسيناريو سابق، ولكن بألوان مختلفة.

تاريخ المواجهات بين السعودية وإسبانيا

عبر تاريخ مواجهاتهما حتى عام 2026، التقت السعودية بإسبانيا ثلاث مرات فقط، وفي كل مرة، كانت الكفة تميل بشكل واضح نحو “الماتادور” الإسباني؛ إذ حقق الفوز في جميع المباريات، سجلت السعودية هدفين فقط في تلك المواجهات، بينما تمكن الإسبان من تسجيل 9 أهداف، في دليل على الفارق الكبير في الخبرة والإمكانيات خلال تلك الفترات.

موعد مباراة السعودية اليوم ضد عمان في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة
منتخب السعودية (المصدر:Gettyimages)

ورغم التفوق الإسباني في السجلات، فإن كرة القدم العالمية تعلّم الجميع درسًا واحدًا: التاريخ لا يحسم المباريات ولا يحدد مصير البطولات، السعودية أثبتت هذا الدرس بأعلى صوت في 2022، حين تمكنت من تغيير شكل بطولة كاملة في 90 دقيقة فقط، مباراة واحدة أمام الأرجنتين كانت كافية لتثبت أن الإيمان والروح والطموح قادرون على قلب التوقعات مهما كانت الفوارق، ولهذا، تحظى مواجهة السعودية وإسبانيا في 2026 بثقل تاريخي، لكن بروح مختلفة.

المباراةالبطولةالنتيجةالأهداف السعوديةالأهداف الإسبانية
1كأس العالم 2006السعودية 0 – 1 إسبانيا01
2مباراة وديةالسعودية 1 – 3 إسبانيا13
3مباراة وديةالسعودية 1 – 5 إسبانيا15
تاريخ المواجهات بين السعودية وإسبانيا

التاريخ يعيد نفسه.. إسبانيا بطلة كأس العالم 2026

قد يكون وصول إسبانيا للقب في هذه النسخة مبنيًا على تشابه مذهل مع سيناريوهات سابقة، التكرار الأول كان سيناريو الأرجنتين 2022، حين وقعت السعودية مع المنتخب المرشح الأكبر، وانتهى الأمر بتتويج رفاق ميسي بالبطولة، والتكرار الثاني كان افتتاح 2010، الذي عاد حرفيًا في 2026 بين المكسيك وجنوب أفريقيا، وهو نفس افتتاح البطولة التي شهدت تتويج إسبانيا بلقبها الأول.

وفي كرة القدم، عندما تتكرر الأحداث الكبرى بهذه الدقة، لا توصف أنها صدفة بل علامة، ولهذا، من الممكن أن يروي التاريخ أن إسبانيا فازت بكأس العالم 2026، لكن إن حدث ذلك سيقول أيضًا إن السعودية ومباراة الافتتاح كانتا جزءًا من الحكاية.. جزءًا من تلك الخيوط غير المرئية التي بدأت بها القصة، وانتهت عند منصة التتويج، سواء كان ذلك محض مصادفة أو مجرد قدر.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.