أخبار الكرة الإسبانيةكيليان مبابيأخباربطولات ودوريات

إحصائية صادمة لمبابي تُكشف عيوب ريال مدريد

كنا نعرف أن الصورة مهزوزة، لكن لم نتخيل أن تكون بهذا الوضوح القاسي؛ ريال مدريد يعيش واحدة من أكثر فتراته اضطرابًا في السنوات الأخيرة، نتائج متذبذبة، أداء غير مستقر، وفريق يبدو أحيانًا وكأنه يسير دون بوصلة.

أربعة انتصارات فقط في آخر عشر مباريات رقم لا يشبه ناديًا اعتاد أن يجعل الفوز عادة لا حدثًا، وسط هذا المشهد المرتبك، يبرز اسم واحد كاستثناء صارخ، كيليان مبابي.

الفرنسي يواصل التسجيل بثبات يليق بنجوم الصف الأول، وكأنه يلعب في عالم منفصل عن تعقيدات فريقه، أسبوعًا بعد آخر، يضع الكرة في الشباك، يرفع العبء، ويؤجل الأسئلة… لكنه في الوقت نفسه، يكشفها.

تفوق مبابي الفردي يعكس خللًا جماعيًا في ريال مدريد

كيليان بات على بُعد هدف وحيد من تحطيم الرقم القياسي الذي سجله كريستيانو رونالدو كأكثر لاعب من ريال مدريد تسجيلًا للأهداف في عام ميلادي واحد.

إنجاز فردي ضخم، يعكس استمرارية مذهلة في موسم مليء بالمطبات، غير أن الأرقام، حين تُقرأ بعمق، لا تكتفي بالإشادة، بل تفضح ما هو أبعد.

كيليان مبابي - ريال مدريد ضد أتلتيك بلباو (المصدر:Gettyimages)
كيليان مبابي – ريال مدريد ضد أتلتيك بلباو (المصدر:Gettyimages)

الإحصائية التي صدمت جماهير ريال مدريد لا تتعلق بعدد أهداف مبابي وحدها، بل بما حولها، الفرنسي يتصدر قائمة هدافي الفريق هذا الموسم بـ28 هدفًا، بينما يأتي فينيسيوس جونيور ثانيًا… بخمسة أهداف فقط.

الفجوة ليست طبيعية، ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام.. الأكثر قسوة أن ريال مدريد سجل 49 هدفًا هذا الموسم، منها 28 هدفًا باسم كيليان.

أي أن لاعبًا واحدًا مسؤول عن نحو 57% من أهداف الفريق! رقم لا يُعبّر عن قوة نجم بقدر ما يُسلّط الضوء على خلل جماعي واضح، الاعتماد على لاعب واحد بهذا الشكل ليس مؤشر عافية، بل جرس إنذار.

ريال مدريد بلا تعدد حلول.. أرقام مبابي تدق ناقوس الخطر

ريال مدريد، عبر تاريخه، لم يكن يومًا فريق اللاعب الواحد، حتى في ذروة حقبة كريستيانو رونالدو، نعم، كان البرتغالي يسجل النصيب الأكبر، لكنه لم يكن وحيدًا.. بنزيما، بيل، راموس، وحتى لاعبو الوسط، كانوا يساهمون بانتظام؛ المنظومة كانت تُغذّي النجم، لا تُعلّق مصيرها عليه.

اليوم، يبدو أن مبابي يُجبر على حمل ما يفوق طاقة أي مهاجم، مهما بلغ مستواه، في مواسم قريبة، اعتاد الجمهور رؤية فينيسيوس ورودريجو وجود بيلينجهام بأرقام تهديفية مزدوجة، تتجاوز حاجز العشرين هدفًا.

الآن، تراجعت الأدوار، وخفتت المساهمات، وبقي الفرنسي في الواجهة وحيدًا، المشكلة لا تكمن في وجود مبابي، بل في غياب من يشاركه العبء.

كرة القدم لا تُدار بمنطق “اتركها للموهوب”، لأن الموهبة، مهما كانت استثنائية، تحتاج إلى سند، وريال مدريد لا يستطيع الاستمرار طويلًا وهو ينتظر من مبابي أن يحسم كل ليلة.

إحصائية مبابي لا تُدين اللاعب، بل تُبرئه، هي مرآة تعكس خللًا أعمق في قلعة الميرنجي، خلل لا يُعالج بهدف إضافي، بل بإعادة توزيع الأدوار، وبعودة الجماعية التي صنعت أمجاد هذا القميص، لأن التاريخ لا يُكتب بنجم واحد… حتى لو كان اسمه كيليان مبابي.

إحصائيات نجوم ريال مدريد


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.