أخبار الكرة الإسبانيةالكلاسيكوريال مدريدأخبار

أين ذهب الكش ملك؟ .. لامين يامال بين مجد اليورو والسقوط المروّع في الكلاسيكو

قبل حوالي عامٍ واحد فقط، كان لامين يامال يعرف كيف يرد في الملعب؛ يتحرّك في صمت، ويرد من خلال أقدامه وليس بالكلمات، حيث أسقط فرنسا بالكامل، والآن أصبح هو التعيس في الرواية.

قبل مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب سانتياجو بيرنابيو، ضمن الجولة العاشرة من بطولة الدوري الإسباني، أطلق لامين يامال تصريحات عدائية.

استفز يامال جمهور ريال مدريد، رغم أن اللاعب الإسباني لم يكن هكذا، ورغم تعرضه للعنصرية في مباراة الموسم الماضي على نفس الملعب، كان رده فوق العشب فقط، ومن خلال أقدامه الساحرة.

لامين يامال يتحدث في الملعب

كان الملعب ساحة الحديث الحقيقية لدى لامين يامال، عندما بزغ نجمه في يورو 2024 بألمانيا، وأقصى فرنسا من نصف النهائي، رغم ما كان يتعرض له قبل اللقاء.

أدريان رابيو، أحد قادة المنتخب الفرنسي، خرج قبل المباراة بتصريحات أثارت الجدل، قال فيها عن لامين يامال: “رأينا أنه رغم صغر سنه قادر على التعامل مع الضغوط، لكن علينا أن نضغط عليه قبل كل شيء، وألّا نجعله يشعر بالراحة، وأن نُظهر له أنه إذا أراد اللعب في نهائي بطولة أوروبا، فعليه أن يفعل أكثر بكثير مما قدّمه حتى الآن.”

لامين يامال اكتفى قبل المباراة بمنشور عبر حسابه في “إنستجرام” يحمل صورة لقطعة شطرنج، وكتب أسفلها: “تحرّك في صمت.. وتحدّث فقط عندما يحين وقت قول: كش ملك.”

ستوري لامين يامال
ستوري لامين يامال

في أرض ملعب أليانز أرينا، جسّد لامين يامال المعنى الحقيقي لعبارته.

الصورة كانت تختصر المشهد: الفتى صاحب الـ16 عامًا يسجّل واحدًا من أجمل أهداف بطولة اليورو عبر تاريخها، في لقطة تمرّ أمام أعين رابيو نفسه، الذي بدا عاجزًا عن الضغط عليه كما كان يتوعد، يشاهد الكرة وهي تعانق الشباك دون أن يحرّك ساكنًا.

لامين يامال - أدريان رابيو - فرنسا - إسبانيا - المصدر (Getty images)
لامين يامال – أدريان رابيو – فرنسا – إسبانيا – المصدر (Getty images)

ردّ لامين يامال جاء في التوقيت المثالي، وفي المكان الذي لا يُكذّب فيه أحد: المستطيل الأخضر. هدف التعادل لمنتخب بلاده، أداء استثنائي، وجائزة أفضل لاعب في المباراة، بينما اكتفى رابيو ومعه بقية زملائه ومدربهم بدور المتفرّج على أصغر هدّاف في تاريخ اليورو.

لم يتوقف الأمر هنا، فلامين يامال بعد صافرة المباراة، عندما كانت تلاحقه الكاميرات، قال عبارته الشهيرة: “تحدّث الآن.. تحدّث الآن.”

في السادسة عشرة من عمره، لقّن الفتى الإسباني خصمه الفرنسي البالغ من العمر 29 عامًا درسًا في الهدوء والتركيز والثقة بالنفس. ردّ عليه بأدب خارج الملعب، وبقسوة محسوبة داخل المستطيل الأخضر.

في ذلك الوقت، لامين يامال لم يحتج إلى مؤتمر صحفي أو وسائل إعلام للرد على رابيو، بل اكتفى بتحريك قطعة الشطرنج في الوضع المثالي، وقال للعالم أجمع: “كش ملك.”

فينيسيوس يرد على لامين يامال بالمثل

خلال تلك الفترة من يوليو 2024 وحتى أكتوبر 2025، تغيّر لامين من اللاعب الشاب، أو الطفل المعجزة، إلى ثاني أفضل لاعب في العالم، وحصد العديد من الألقاب الجماعية والفردية.

اللاعب الشاب الأفضل، بطل جميع البطولات المحلية مع برشلونة، وكان حديث العالم خلال العام الماضي، ولكن داخل الملعب فقط.

لامين خرج قبل مباراة ريال مدريد ضد برشلونة في الكلاسيكو، وأطلق تصريحات استفزت لاعبي ريال مدريد وكذلك جمهور البيرنابيو.

لامين يامال - فينيسيوس جونيور - جوليس كوندي - الكلاسيكو - ريال مدريد - برشلونة - المصدر (Getty images)
لامين يامال – فينيسيوس جونيور – جوليس كوندي – الكلاسيكو – ريال مدريد – برشلونة – المصدر (Getty images)

ورغم تألقه في نفس الملعب رغم تعرضه للعنصرية منذ عام، فإن هذه المرة كانت صافرات الاستهجان تُلاحقه كلما لمس الكرة، تزامنًا مع هزيمة فريقه الأولى في الكلاسيكو تحت قيادة فليك.

خسارة شهدت أداءً مروّعًا من يامال، وبمجرد أن أطلق سوتو جرادو حكم المباراة صافرة النهاية، اتجه لاعبو ريال مدريد إلى لامين، للرد على استفزازاته بعدما كان الرد أولًا في الملعب.

ذهب فينيسيوس إلى اللاعب الإسباني، وقال له: “تحدث الآن، تحدث الآن”، في إشارة لما قاله لامين عن ريال مدريد واتهامهم بالسرقة خلال التصريحات الأخيرة.

فينيسيوس جونيور - لامين يامال - برشلونة - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
فينيسيوس جونيور – لامين يامال – برشلونة – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

خرج لامين يامال ورأسه منخفضة، وتوترت الأجواء وأصبح هو الشخص التعيس في الرواية، بعدما كان يعرف كيفية الرد في الملعب.

وبعد أن كان يرد على لاعبين كبار مثل رابيو، أصبح اليوم هو هدف جمهور مدريد ولاعبي النادي الملكي، الذين احتفلوا بالانتصار وتوسيع الفارق إلى خمس نقاط، وتركوا لامين يخرج من الملعب لا حول له ولا قوة.

كل ذلك لأن لامين يامال قرر الرد خارج الملعب، بل إشعال فتيل أزمة لا داعي لها، فكان هو ضحيتها الوحيدة.

كانت كلماته كالوقود الذي أشعل نيران ريال مدريد، لينتقموا من البلوجرانا، وسط اختفاء لامين، الذي حضر بجسده فقط في الملعب.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة