ترنت ألكسندر أرنولدتشابي ألونسو365TOPتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

ألونسو في حقل ألغام: لماذا يمكن أن يكره مدرب ريال مدريد اكتمال فريقه؟

في عالم كرة القدم، يُعتبر مصطلح “صداع الاختيارات” هو أجمل مشكلة يتمناها أي مدرب، فهو يعني امتلاك وفرة من اللاعبين المميزين الجاهزين لخوض المباريات، مما يجعل اختيار التشكيلة الأساسية مهمة صعبة ولكنها مشكلة مرغوبة.

عندما تحدث هذه المشكلة لأي مدرب، فهذا دليل على عمق قائمة الفريق وقوته، وهو الوضع الذي تحلم به الأندية وتُنفق المليارات لتحقيقه، لكن في أروقة العملاق الإسباني نادي ريال مدريد، حيث لا تخضع القوانين الكروية للمنطق دائمًا، يتحول هذا الحلم إلى حقل ألغام وصداع حقيقي للمدير الفني تشابي ألونسو. هنا في مدريد، اكتمال الصفوف ليس رفاهية، بل هو الاختبار الأصعب الذي يمثل عاملًا محوريًا في مسار مشروعه بالكامل.

أحيانًا، توفر أزمة الإصابات طويلة المدة درعًا يحمي المدرب، وغطاء يسمح له باتخاذ قرارات صعبة دون مواجهة العواقب الكاملة المحتملة في غرفة ملابس مليئة بالنجوم.

عندما يُجبرك غياب نجم كبير على الدفع بلاعب شاب، فإن القرار لا يبدو كتحدٍ لتواجد النجم، بل كضرورة تكتيكية فرضتها الظروف، فيتحرر المدير الفني من ضغوط الدفع بلاعب شاب، وكذلك يتحرر اللاعب الشاب من ضغوط المشاركة على حساب أحد النجوم، أو ضغوط المطالبة بالأداء بشكل قوي وإلا العودة مجددًا لدكة البدلاء.

هذا السياق يجعل اكتمال الصفوف يمثل اختبارًا صعبًا في الأندية الكبرى مثل ريال مدريد، فغياب الإصابات لا يعني امتلاك خيارات أكثر، بل يعني تجريد المدرب من مبرراته، ووضع عليه ضغوط الدفع بالنجوم الكبار في المباريات بشكل أساسي، ويتحول كل قرار باختيار لاعب على حساب آخر، خاصة عندما يكون كلاهما جاهزًا، عرضة لتفسير رؤية المدرب، وإطلاق الشائعات حول قناعاته.

فلسفة ألونسو: النظام فوق كل شيء

بنى تشابي ألونسو هويته التدريبية على لانضباط التكتيكي، والذكاء في التمركز، وتدوير الكرة بفعالية دون التمسك بالاستحواذ الغير فعال. يعتمد المدرب الإٍباني على الخطط التكتيكية المرنة، مثل 4-2-3-1 أو 5-3-2. الحركة الجماعية تتفوق على المهارة الفردية، واللاعبون هم أفراد أذكياء تكتيكياً يفهمون “متى” و”لماذا” يتحركون، وكيف تؤثر حركتهم على لعب الفريق بأكمله.  

تشابي ألونسو - المصدر (Getty images)
تشابي ألونسو – المصدر (Getty images)

لا يعتمد ألونسو بالضرورة على النجوم الخارقين، بل على لاعبين قادرين على تنفيذ خطته بانضباط وجودة عالية، كما تتطلب منظومته مدافعين يجيدون بناء اللعب، وأظهرة بقدرات دفاعية وهجومية مميزة. ألونسو مدرب يؤمن بأن النظام هو الذي يصنع النجاح، وأن كل لاعب، مهما كان اسمه، هو فرد يخدم هذا النظام.  

ثقافة البرنابيو: النجوم هم النظام

على النقيض تمامًا، فإن ثقافة ريال مدريد تاريخيًا كانت مبنية على الاهتمام بالأفراد، مثل سياسة “الجالاكتيكوس” تحت قيادة فلورنتينو بيريز، حيث كان النادي بمثابة مجرة تستقطب ألمع النجوم في عالم كرة القدم، من زيدان ورونالدو إلى بيكهام ومبابي.

في مدريد، لم يكن النظام هو الذي يحتضن النجم، بل كان النظام يتكيف ليناسب النجم. كانت القرارات التكتيكية تُبنى حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من المواهب الفردية الخارقة، حتى لو كان ذلك على حساب التوازن الجماعي.  

هذه الثقافة خلقت شعورًا بالاستحقاق لدى بعض اللاعبين الكبار، الذين اعتادوا على اللعب بغض النظر عن مستواهم الفني، بفضل مكانتهم وامتيازاتهم التي ورثوها من حقب سابقة. في هذا السياق، يصبح المدرب الذي يحاول فرض قواعد صارمة ومكافأة الأداء بدلًا من المكانة في مواجهة مباشرة مع تاريخ النادي بأكمله.  

الصدام الحتمي: سلطة ذات حدين

يكمن الصراع الجوهري في أن مطالبة ألونسو بالانضباط التكتيكي ومكافأة الأداء فوق كل اعتبار آخر هي تحدٍ مباشر لثقافة الامتيازات المتجذرة في النادي. منح المدرب الحرية الكاملة في قرارات الفريق، حيث يمكنه إشراك من يريد، وإجلاس من يريد على مقاعد البدلاء، واستبدال من يريد، يبدو وكأنه محاولة لإحداث هذا التحول الثقافي. لكن هذه السلطة المطلقة هي في الواقع سيف ذو حدين.  

فمن ناحية، تمنحه هذه الحرية الأدوات اللازمة لتطبيق فلسفته وسياسة التدوير التي لا تستثني أحدًا، وهي ضرورية لنجاح نظامه التكتيكي، ومن ناحية أخرى، تجعله مسؤولًا بشكل كامل عن أي تداعيات سلبية، فعندما يقوم بإجلاس نجم بحجم فينيسيوس جونيور على مقاعد البدلاء على سبيل المثال، ويفشل الفريق في تحقيق الفوز، لا يمكنه إلقاء اللوم على ضغوط إدارية أو تدخلات خارجية. المسؤولية ستقع على عاتقه وحده، وهذا يخلق ضغطاً هائلاً، حيث يصبح كل قرار جريء، مثل استبعاد لاعب كبير، بمثابة مقامرة عالية المخاطر بقدراته واختياراته وسلطته.

كيليان مبابي - تشابي ألونسو - المصدر (Getty images)
كيليان مبابي – تشابي ألونسو – المصدر (Getty images)

قد يمتلك ألونسو السلطة الكاملة في اختيارات اللاعبين، لكنها في الوقت نفسه ستجعله الهدف الأسهل في حال فشلت اختياراته. هذه هي الحرية المطلقة التي قد تتحول في أي لحظة إلى سلاح عكسي، إذا لم تنجح في تحقيق النتائج الجيدة.

ربط الماضي بالحاضر: درس لم يُستوعب

هذا التحليل هو مرآة تعكس المعضلات الحالية التي يواجهها ألونسو مع ريال مدريد. الضغط الإعلامي والجماهيري لإعادة نجم بحجم جود بيلينجهام فورًا إلى التشكيلة الأساسية، حتى لو كان ذلك على حساب نظام أثبت فعاليته مع لاعب شاب متألق، هو صدى مباشر لخطيئة ماكيليلي-بيكهام التي حدثت في الماضي عندما قرر ريال مدريد في صيف 2003 بيع ماكليلي من أجل إفساح المجال أمام التعاقد مع النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام.

لم يكن ماكيليلي نجمًا بالمعنى التقليدي للجالاكتيكوس، فلم يكن يبيع القمصان أو يتصدر أغلفة المجلات، لكنه كان، على حد تعبير زين الدين زيدان، محرك الفريق. كان هو الركيزة التي أتاحت لنجوم مثل زيدان وفيجو ورونالدو التألق دون القلق من الواجبات الدفاعية.

ومع ذلك، قرر الرئيس فلورنتينو بيريز التخلي عنه بسبب التعاقد مع النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام، وهو لاعب يمثل قمة الجاذبية التجارية، ولكنه يلعب في نفس مركز لويس فيجو، مما خلق مشكلة تكتيكية في الفريق.

عودة بيلينجهام مباشرة للتشكيل الأساسي تكشف عن أن التحيز للنجوم المتجذر في ريال مدريد على حساب التماسك التكتيكي لا يزال قوة خفية وجاهزة للظهور في أي لحظة في النادي.

الاختبار الأول: معضلة بيلينجهام-ماستانتونو والانهيار أمام أتلتيكو مدريد

خلال فترة غياب بيلينجهام بسبب خضوعه لجراحة في الكتف، وجد ريال مدريد بديلًا غير متوقع. برز الشاب الأرجنتيني الموهوب فرانكو ماستانتونو، وأصبح قطعة أساسية في خط وسط وهجوم الفريق. كان ماستانتونو عنصرًا فعالًا، وساهم في خلق توازن هجومي وديناميكية جيدة، حيث بدأ خمس مباريات متتالية وسجل هدفه الأول بقميص النادي الملكي.

أظهر الفريق في غياب بيلينجهام قدرة على تحقيق الانتصارات المتتالية واللعب كوحدة متجانسة، مع وجود لاعبين مثل ماستانتونو وأردا جولر الذين تحملوا المسؤولية في غياب النجم الإنجليزي.  

ما القناة الناقلة لمباراة ريال مدريد ضد إسبانيول وأين تشاهد مباريات الدوري الإسباني؟
فرانكو ماستانتونو – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

مع عودة بيلينجهام من الإصابة، تم استبعاد ماستانتونو من التشكيل الأساسي في مواجهة أتلتيكو مدريد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم تغيير مركز أردا جولر إلى الجناح الأيمن لاستيعاب النجم العائد، والنتيجة كانت أن ريال مدريد خسر مواجهة بأهمية ديربي مدريد بنتيجة قاسية 5-2، وتلقى أول هزيمة في الموسم بعد الفوز في 7 مباريات متتالية.

بالتأكيد ليست مشاركة بيلينجهام وحدها هي السبب، وبالتأكيد لم يتعرض ريال مدريد لاختبار في مثل قوة ديربي مدريد خلال المباريات السبع الأولى، لكن الدفع ببيلينجهام مباشرة بعد العودة من الإصابة في مباراة بمثل هذه القوة، والتخلي عن الشاب ماستانتونو الذي كان يشارك أساسيًا بانتظام سابقًا، بالتأكيد كان أحد أسباب الهزيمة.

معضلة بيلينجهام-ماستانتونو تظهر أن تاريخ النادي ليس مجرد مجموعة من الدروس المستفادة، بل هو دورة متكررة من الأخطاء المحتملة. ففي حين أن إدارة النادي قد تكون تعلمت أهمية التعاقد مع اللاعبين الشباب أصحاب الكفاءة بغض النظر عن نجوميتهم، إلا أن الضغط لإرضاء أكبر النجوم في خط الهجوم يظل هو التحدي الأكبر.

التدوير في مركز الظهير الأيمن: منافسة صحية أم عدم استقرار؟

إذا كانت معضلة بيلينجهام-ماستانتونو تمثل التحدي الصعب الذي يفرضه اكتمال الصفوف، فإن الصراع على مركز الظهير الأيمن يمثل المعضلة المزمنة والمستمرة. هنا، لا يواجه تشابي ألونسو قرارًا بين نجم متألق ولاعب شاب، بل بين فلسفتين مختلفتين يجسدهما اللاعب صاحب الخبرة داني كارفاخال، والنجم المتألق ترنت ألكسندر أرنولد، وهما لاعبان من الطراز العالمي، مما يحول ما يسمى بالمنافسة الصحية إلى حالة من عدم الاستقرار التكتيكي.

تُظهر البيانات حول مشاركة اللاعبين في سلسلة من المباريات نمطًا واضحًا من التبادل المستمر، مما يشير إلى أن ألونسو لم يستقر بعد على خياره الأول. فبينما قد يبدو الوضع على أنه منافسة صحية وأن من يستحق سيلعب، فإن الواقع على الأرض يبدو أقرب إلى سياسة دبلوماسية قسرية أو تردد تكتيكي.  

كارفاخال ضد ألكسندر أرنولد في المباريات الرسمية

الخصماللاعب الأساسيالتبديلدقائق الأساسيدقائق البديلالنتيجة
ليفانتيلم يشارك كلاهما بسبب إصابة أرنولد وإبقاء كارفاخال بديلًا طوال اللقاءلم يشارك كلاهمافوز
إسبانيولكارفاخالأرنولد مصاب900فوز
مارسيلياأرنولدكارفاخال دخل بديلًا لأرنولد المصاب (د. 5)585فوز
ريال سوسيدادكارفاخالأرنولد دخل بديلًا لكارفاخال (د. 82)828فوز
ريال مايوركاأرنولدكارفاخال دخل بديلًا لأرنولد (د. 72)7218فوز
ريال أوفييدوكارفاخالأرنولد دخل بديلًا لكارفاخال (د. 87)873فوز
أوساسوناأرنولدكارفاخال دخل بديلًا لأرنولد (د. 68)6822فوز

يوضح الجدول أن ألونسو يتأرجح بين اللاعبين إذا كان كل منهما متاحًا للعب، مما يمنع أيًا منهما من الحصول على الاستمرارية اللازمة لبناء تفاهم كامل مع زملائه في الفريق.

هذا التدوير المستمر له ثمن تكتيكي باهظ، فالفريق الذي يلعب بكارفاخال يمتلك هوية مختلفة تمامًا عن الفريق الذي يلعب بألكسندر أرنولد.

ترينت ألكسندر أرنولد - جونزالو جارسيا - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
ترينت ألكسندر أرنولد – جونزالو جارسيا – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

مع كارفاخال، يكون الفريق أكثر توازنًا دفاعيًا وأكثر قدرة على بناء اللعب من الخلف بشكل آمن. أما مع أرنولد، فيكتسب الفريق سلاحاً هجومياً قويًا على الجانب الأيمن، ولكنه يصبح أكثر عرضة للهجمات المرتدة.  

التبديل المستمر بين هاتين الهويتين يمنع الفريق من تطوير شراكات مستقرة وفعالة على الجهة اليمنى. فالجناح الأيمن ولاعب خط الوسط الأيمن يضطران للتكيف باستمرار مع طبيعة الظهير الذي يلعب خلفهما، مما يعيق تطور التفاهم التلقائي الذي يعد أساسيًا في كرة القدم الحديثة.

في جوهره، هذا الصراع ليس مجرد صداع في اختيار اللاعبين، بل هو انعكاس لأزمة هوية أعمق داخل النادي. يمثل كارفاخال التقاليد والصلابة والقيادة التي نشأت من الداخل، بينما يمثل ألكسندر أرنولد نموذج “الجالاكتيكو”، الذي يعتمد على البريق والمهارة الهجومية.

عجز ألونسو عن حسم هذا الخيار هو انعكاس لتردد في تحديد هويته، والتضحية بأحد الخيارين، فهل هو فريق يُبنى على الصلابة الدفاعية والروح القتالية، أم على الاندفاع الهجومي والنجومية العالمية؟ عدم الاستقرار في مركز الظهير الأيمن هو مجرد عرض لمرض أكبر، وهو السؤال الاستراتيجي الذي لم يجد ريال مدريد إجابة حاسمة له بعد.

معضلة التطوير: هل ريال مدريد قفص ذهبي للمواهب الشابة؟

يواجه كل لاعب شاب موهوب مفترق طرق حاسماً في مسيرته، هل ينضم إلى نادٍ عملاق حيث المنافسة شرسة وفرص اللعب محدودة، أم يختار ناديًا أصغر يضمن له دقائق لعب منتظمة؟ الأبحاث في مجال تطوير الشباب تظهر أن لكل خيار مزاياه وعيوبه.  

مزايا النادي الكبيرعيوب النادي الكبير
يوفر الانضمام إلى ريال مدريد بيئة لا مثيل لها. يحصل اللاعب على فرصة التدرب يوميًا مع أفضل اللاعبين في العالم، واستخدام مرافق تدريبية على أعلى مستوى، والتعلم من جهاز فني ممتاز. هذه البيئة التنافسية يمكن أن تسرّع من تطور اللاعب بشكل كبير، وتغرس فيه عقلية الفوز منذ سن مبكرة.  المشكلة الأساسية تكمن في وقت اللعب. يعتبر الخبراء أن المشاركة المنتظمة في المباريات هي العامل الأكثر أهمية لتطور اللاعب، خاصة بعد سن 18 عامًا. في نادٍ مثل ريال مدريد، حيث كل مركز يشغله نجم عالمي، يصبح الحصول على دقائق لعب مستمرة حلم شبه مستحيل. هذا النقص في دقائق المشاركة يمكن أن يؤدي إلى ركود في المستوى، وفقدان الثقة، وفي النهاية، إعاقة تطور المسيرة المهنية للاعب.  

بالنسبة للعديد من المواهب الشابة، يمكن أن يتحول ريال مدريد إلى ما يشبه القفص الذهبي. الإغراءات لا يمكن مقاومتها، مثل المكانة العالمية، والراتب الضخم، وفرصة الفوز بأكبر الألقاب، والتدرب في بيئة مثالية.

لكن هذا البريق يأتي بثمن باهظ، حيث يجد اللاعبون أنفسهم محاصرين في وضع صعب، فهم لا يحصلون على وقت اللعب الكافي الذي يحتاجونه للوصول إلى أقصى إمكاناتهم، لكنهم في الوقت نفسه غير راغبين في التخلي عن الامتيازات والمكانة التي يوفرها النادي.  

من وجهة نظر إدارة ريال مدريد، فإن المعادلة واضحة، والهدف الأساسي والأوحد للنادي هو الفوز بالألقاب الكبرى. تطوير اللاعبين الشباب هو هدف ثانوي، يخدم الهدف الأساسي. تُعد المواهب الشابة كأصول استثمارية يمكن أن تخدم النادي بطريقتين، إما أن تتطور بسرعة كافية للمساهمة في الفريق الأول، أو يتم بيعها لتحقيق ربح مالي يُستخدم في تمويل صفقات أكبر.

الإبحار في حقل الألغام

في نهاية المطاف، يتضح أن الاختبار الحقيقي لمدرب ريال مدريد لا يكمن في قدرته على الفوز بالمباريات، بل في قدرته على إدارة أزمة الوفرة. الفريق المكتمل، الخالي من الإصابات، ليس هدية كما قد يبدو، بل هو اختبار لخبرة وحنكة المدرب، وقناعاته التكتيكية، وقدرته على السيطرة على غرفة ملابس مليئة بالشخصيات القوية والغرور الذي قد يكون أقوى من الموهبة نفسها.

دخل تشابي ألونسو ناديًا حيث اعتاد بعض النجوم على التمتع بامتيازات خاصة، ومهمته الآن هي إعادة تشكيل هذه الثقافة، وهو تحدٍ يتجاوز بكثير رسم الخطط التكتيكية.  

التحدي الأكبر الذي يواجه تشابي ألونسو ليس الخصم على أرض الملعب، بل هو طبيعة الفريق المثالي والمكتمل الذي تم منحه إياه. نجاحه أو فشله سيتأثر بخياراته الفنية، وأدواته التي سيستخدمها من أجل تحقيق الأألقاب، وهنا تظهر قدرته على الإبحار في هذا الحقل من الألغام، حيث تتعدد النجوم الجاهزة والمواهب الشابة المميزة، أمام أماكن محدودة في تشكيل الفريق، ويجب على ألونسو التغلب على هذه المعضلة الكبيرة، ففي ريال مدريد، لا يكفي أن تكون مدربًا عظيمًا، بل يجب أن تكون سياسيًا بارعًا أيضًا.

حسام أحمد

صحفي رياضي مصري متخصص في كرة القدم، أتمتع بخبرة في تغطية المباريات وصناعة القصص الصحفية المميزة. أجريت عددًا كبيرًا من الحوارات مع شخصيات كروية محليًا وعالميًا، وقدمت العديد من الأخبار الحصرية المتعلقة بكرة القدم حول العالم.