ألقاب ذهبية وقصة نجاح.. كيف أصبحت الكرة المغربية قوة لا تُقهر قاريًا وعالميًا؟
الكرة المغربية، مجرد الحديث عنها بالآونة الأخيرة، يجعلك تُدرك تمامًا أنك تتحدث عن معادلة صعبة في عالم الساحرة المستديرة، كيف لا؟ وهي التي تسير بثبات الأبطال بخطى ثابتة نحو منصات الذهب، شامخةً تتحدى الصعاب.
على صعيد المنتخبات، كانت سنة 2025 عامرة بالذهب، مليئة بما يشفي الغليل من الإثارة والتشويق، كان فيها منتخب المغرب بمختلف الفئات، حاضرا بقوة في المشهد الختامي مرسخا ما بات عادة: “الكرة المغربية عادت بقوة”.
شهدت كرة القدم المغربية خلال سنة 2025 واحدة من أزهى فتراتها في التاريخ، بعدما فرضت نفسها بقوة على الساحة القارية والدولية، مؤكدة أن ما يعيشه “أسود الأطلس” بمختلف فئاتهم ليس وليد الصدفة، بل ثمرة عمل استراتيجي متواصل ورؤية واضحة أثمرت ألقابًا وإنجازات غير مسبوقة، جعلت المغرب عنوانًا بارزًا للنجاح الكروي.
الكرة المغربية.. تتويجات تؤكد النهضة العالمية
كانت البداية مع منتخب المغرب للمحليين، الذي توج بلقب كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بقيادة المدرب طارق السكتيوي، بعد مشوار قوي أظهر فيه المنتخب شخصية البطل ليؤكد من جديد قوة البطولة المغربية وقدرتها على إنتاج لاعبين قادرين على المنافسة قاريا.
ولم يتوقف الإشعاع المغربي عند القارة الإفريقية، بل بلغ العالمية، بعدما دخل منتخب المغرب تحت 20 سنة التاريخ من أوسع أبوابه، عقب تتويجه بلقب كأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه، تحت قيادة المدرب محمد وهبي، في إنجاز غير مسبوق عزز مكانة الكرة المغربية ضمن كبار العالم، ورسخ نجاح سياسة التكوين والاستثمار في الفئات السنية.
ومن جهته بصم منتخب المغرب لأقل من 17 سنة على مشاركة مشرفة، بعدما قدم مشوارًا مميزًا في المنافسة القارية وبلغ دور ربع النهائي، مؤكداً امتلاك المغرب لجيل واعد يشكل قاعدة صلبة لمستقبل الكرة.
كأس العرب.. عودة السكتيوي وصناعة المجد من جديد
وفي مسابقة كأس العرب، عاد المدرب طارق السكتيوي ليؤكد علو كعبه، بعدما قاد منتخب المغرب الرديف إلى التتويج باللقب العربي للمرة الثانية في تاريخ الكرة المغربية، في إنجاز أعاد للأذهان أمجاد سابقة، ورسخ هيمنة المغرب على المنافسات الإقليمية.
منتخب المغرب الرديف بقيادة طارق السكتيوي حصد اللقب الثاني للمغرب في المسابقة بعد نهائي مثير ضد المنتخب الأردني الذي قدم بدوره مشوارا مميزا بقيادة مدربه المغربي جمال السلامي.

تألق فردي يزين المشهد الجماعي
وعلى المستوى الفردي، عرفت سنة 2025 تتويج النجم المغربي أشرف حكيمي بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، في اعتراف مستحق بموسم استثنائي قدمه على أعلى المستويات، ليصبح أحد أبرز رموز الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية، وسفيرًا للكرة المغربية في أكبر المحافل العالمية.
إنجازات الكرة المغربية في آخر 3 سنوات
| المسابقة | السنة | الفئة | الإنجاز |
| كأس العالم لكرة القدم | 2022 | المنتخب الأول | المركز الرابع |
| كأس أمم إفريقيا | 2023 | تحت 23 سنة | الفوز بالبطولة |
| دورة الألعاب الأولمبية – باريس | 2024 | المنتخب الأولمبي | المركز الثالث (ميدالية برونزية) |
| كأس أمم إفريقيا | 2025 | تحت 17 سنة | الفوز بالبطولة |
| كأس أمم إفريقيا | 2025 | تحت 20 سنة | الوصيف |
| كأس العالم | 2025 | تحت 20 سنة | الفوز بالبطولة |
| كأس أمم إفريقيا للسيدات | 2024 (أقيمت في 2025) | المنتخب النسوي | الوصيف |
| كأس أمم إفريقيا للمحليين | 2024 (أقيمت في 2025) | المنتخب المحلي | الفوز بالبطولة |
| كأس العرب FIFA – قطر | 2025 | المنتخب الرديف | الفوز باللقب |
ختاما، يمكن القول إن سنة 2025 شكلت محطة مفصلية في تاريخ كرة القدم المغربية، حيث لم تعد الإنجازات استثناءً، بل تحولت إلى قاعدة، بفضل عمل مؤسساتي متكامل ورؤية تقنية واضحة، واستثمار ذكي في العنصر البشري والبنية التحتية، ليحكم المغرب قبضته على الجميع، ويؤكد أنه بات قوة كروية يحسب لها ألف حساب قاريا وعالميا.

هل يسير منتخب المغرب الأول على درب التتويجات؟
وبالتوازي مع هذه الإنجازات، يستعد المنتخب المغربي الأول لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بطموحات كبيرة، مدفوعًا بزخم النجاحات الأخيرة، وآمال الجماهير العريضة في تحقيق اللقب القاري الثاني في تاريخ “أسود الأطلس”، ومواصلة مسار الثورة الكروية التي تعيشها المملكة.