أكثر من نصف قوة الريال.. مبابي يواصل التألق ويطارد أرقام رونالدو الأسطورية

يبدو أن الفرنسي كيليان مبابي نجم هجوم فريق ريال مدريد، يعيش أفضل فتراته منذ انضمامه إلى العملاق الإسباني، حيث فرض نفسه كقائد هجومي لا غنى عنه في منظومة تشابي ألونسو.

 الأداء الذي يقدمه النجم الفرنسي هذا الموسم 2025/2026 يعكس مزيجًا من النضج والفعالية، سواء في التحركات داخل منطقة الجزاء أو في دقته أمام المرمى، ومع مرور الجولات تتزايد الأرقام التي تؤكد أن مبابي لم يعد مجرد نجم، بل هو القوة الضاربة في هجوم النادي الملكي.

ومن أصل 19 هدفًا سجلها مبابي حتى الآن مع ريال مدريد، جاءت 15 من داخل منطقة الجزاء بنسبة 83.3%، وهي أرقام شبه مطابقة لما قدمه في الموسم الماضي (81.8%)، لكن مع تطور ملحوظ في معدل التحويل. ففي موسم 2024-25، كان يحتاج إلى 5.5 تسديدة لتسجيل هدف، أما الآن فيكتفي بـ 4.4 تسديدة فقط دقة أكبر، وذكاء أكبر في التمركز، ما جعل من كل فرصة لمبابي تهديدًا حقيقيًا.

قبل مباراة فالنسيا أمس، تسلّم كيليان مبابي جائزتي الحذاء الذهبي وأفضل لاعب في الليجا لشهر أكتوبر 🔥

النجم الفرنسي دعا جميع زملائه في ريال مدريد، حتى الجالسين على مقاعد البدلاء، لالتقاط الصور معه بالحذاء الذهبي في لفتة رائعة 🤍#ريال_مدريد #مبابي #365ScoresArabic pic.twitter.com/RcRgjWCsDt

— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) November 2, 2025

مبابي.. أكثر من نصف قوة ريال مدريد

الأرقام لا تكذب، إذ سجل مبابي 52.9% من أهداف ريال مدريد حتى الآن، تحسن بدني واضح بعد برنامج صيفي أفقده ثلاثة كيلوجرامات، مما منحه خفة وسرعة أكبر أمام المرمى. هذا التحول جعل الصحافة الإسبانية تصفه بأنه “النسخة 2.0 من مبابي”، بعد أن أصبح أكثر نضجًا وقيادية.

كما أشار تقرير “ماركا” إلى أن مبابي هو المفتاح التكتيكي الأهم في منظومة تشابي ألونسو، فبينما يعتمد الفريق على العرضيات والانطلاقات من الأطراف، يبقى الفرنسي هو من يترجم الجهود إلى أهداف. ومن أصل 34 هدفًا للفريق هذا الموسم، أحرز مبابي 18 منها، ليكون بحق “أكثر من نصف الريال”.

جدول ترتيب سباق الحذاء الذهبي الأوروبي

رغم تصدر المهاجم الصربي العملاق داركو ليمايتش، فإن مبابي يلاحقه بشراسة. فبينما سجل ليمايتش 27 هدفًا في 29 مباراة، أحرز مبابي 13 هدفًا فقط منحته 26 نقطة بفضل معامل قوة الدوري الإسباني. عمليًا، فإن أهداف مبابي تعادل تقريبًا أهداف المتصدر من حيث القيمة التنافسية. وبحسب الصحف الإسبانية، فإن “الصورة النهائية في سباق الحذاء الذهبي قد تتغير قريبًا، ومبابي يقترب بخطى ثابتة من القمة”.

يطارد أرقام كريستيانو رونالدو

مبابي نفسه لم يُخفِ إعجابه بـ كريستيانو رونالدو، حين قال في تصريحات نقلتها الصحافة الإسبانية: “أتمنى أن يحلم الناس بي كما حلموا بكريستيانو”. المفارقة أن أرقامه الحالية تجعله بالفعل قريبًا من تلك التي سجلها رونالدو في موسم 2014-2015، حين أحرز البرتغالي 61 هدفًا. وإذا حافظ مبابي على معدله الحالي (1.29 هدف في المباراة)، فسيصل إلى نحو 81 هدفًا بنهاية الموسم في حال مشاركته بجميع المباريات، وهو رقم قياسي محتمل يضعه ضمن أفضل مهاجمي تاريخ النادي.

هل يتفوق مبابي على رونالدو؟

من المبكر الجزم، لكن المعطيات الحالية تفتح الباب أمام هذا الاحتمال. مبابي سجل 13 هدفًا في 11 مباراة بالدوري الإسباني، وواصل التسجيل في 8 جولات متتالية، مقتربًا من رقم رونالدو (10 مباريات متتالية). كما أظهر نضجًا واضحًا، إذ فضّل تمرير ركلة جزاء إلى فينيسيوس أمام فالنسيا رغم سعيه الشخصي نحو الأرقام، ما يؤكد أنه بات أكثر جماعية.

الفرنسي يعيش لحظة نضج كاملة، ذهنيًا وبدنيًا، تجمع بين غرائز المهاجم وهدوء القائد. وإذا استمر على هذا النسق، فربما يشهد موسم 2025 لحظة ميلاد “أسطورة جديدة” في سانتياجو برنابيو، أسطورة تحمل اسم كيليان مبابي.