أخبار365TOPريال مدريدكأس العالم 2022كرة القدم الإسبانيةكرة القدم الإيطاليةكرة القدم الفرنسيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

أفضل لاعب في كأس العالم 2006.. زين الدين زيدان

أن تضع أسمك بين أسماء الكبار ليظل خالدًا في تاريخ بطولة تُعد من أعظم بطولات كرة القدم على الإطلاق مثل ” كأس العالم “، حينها لن تخشى على إرثك العظيم من أن يُترك سُدى، بطبيعة الحال سيأتي زمانًا يتناقله البعض مثلما يحدث الآن.

وقبل انطلاق مونديال قطر.. يدور 365Scores بعجلة الزمان بين نسخ كأس العالم الماضية، لتذكر أساطير البطولة على مر العصور، الذين كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب كهدافين النسخ السابقة.

لكن.. هل تعلم من هو أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2006؟ النسخة التي احتضنتها ألمانيا على أراضيها، وتُوج منتخب إيطاليا بها في الأخير للمرة الرابعة في تاريخهم بجيل ذهبي ضم العديد من الأسماء المميزين ، لكن الفرنسي زين الدين زيدان كان نجم تلك النسخة بامتياز.. كان الأفضل بلا منازع.

ابن الجزائر

وُلد زين الدين يزيد زيدان في الثالث والعشرين من يونيو لعام 1972 بـ لا كاستيلان بمدينة الجنوب الفرنسية مارسيليا، لأبوين جزائريين.. إسماعيل ومليكة، واللذين انتقلا بدورهما للمنطقة حيث وُلد زيدان قبل أعوام من ولادته، بعد أن حلوا أولًا بباريس قبل اندلاع الحرب الجزائرية.

زيدان كان الأصغر بين 5 أولاد لـ إسماعيل ومليكة، أبوه كان يعمل كأمين مستودع وحارس ليلي في متجر متعدد الأقسام، فيما كانت والدته ربة منزل، واستطاعا أن يُعيشا زيزو وأشقائه حياة كريمة وجيدة نسبية في حي اشتهر بازدياد معدل الجرائم بشكل كبير مُقارنة بغيره من باقي الأحياء.

زيدان أثنى مرارًا وتكرارًا بدور والديه في نشأته نشأة صحيحة وصارمة ساعدته في أن يكون اللاعب الذي أصبح عليه، واصفًا إياه بأنهما كانا كالضوء الذي كان يقوده ويدله ويهديه، كما اعتز زيزو بأصوله الجزائرية العربية، مؤكدًا فخره بأن لديه تلك الجذور والعرق العربي.

بدايته مع كرة القدم

بدأ زيدان لعب كرة القدم في سن الخامسة، في حي كاستيلان، عندما كان يلعب مع أصدقائه الأطفال من سنه في ساحة تارتان.. أحب كرة القدم، وبعد ذلك بـ 5 أعوام، انضم لأول ناد في مسيرته.. نادي سانت هنري التابع للحي الذي نشأ فيه، ثم تركهم بعد عام ونصف، لينتقل لـ سيبتيميس ليس فالونس.

أبهر زيزو بأدائه الجميع في سيبتيميس، وبقى معهم حتى بلغ الرابعة عشرة من عمره، وكان ينضم لمعسكرات المعاهد التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ونال ثناء اللاعب السابق جان فارود الذي قال:” يُمكنه مراوغة واحد أو اثنين أو ثلاثة أو خمسة أو 6 لاعبين، يتحدث مع كرة القدم”.

لفت زيدان أنظار فريق كان، لينتقل لهم للعب مع فريق الشباب عام 1986، ليستمر معهم قرابة الـ 4 أعوام، قبل أن ينال مشاركته الأولى في عالم الاحتراف مع الفريق الأول 18 مايو 1989 أمام نانت في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

طريق زيدان لم يكن مفروشًا بالورود، فاللاعب واجه الكثير من العنصرية نتيجة تشأته في حي كاستيلان وأصوله الجزائرية، كان زيزو عصبيًا وحساسًا في نفس الوقت، فكان عليه التعامل مع تلك الأمور، رغم أنه في بعض الأحيان لم يكن قادرًا على أن يكون حليمًا وهادئًا.

زيدان كان منذ اليوم الأول الفتى المدلل لمسئولي نادي كان، فكانوا يرون فيه بأنه سيصبح أحد أعظم لاعبي العالم وقد كان، فأهداه رئيس النادي سيارة خاصة بعد تسجيله أول أهدافه بقميص الفريق عام 1991 في شباك نانت.

مستوى زيدان المبهر قاده للانتقال لفريق بوردو عام 1992 مقابل 7 مليون يورو، ليواصل سحره في محطة جديدة، قاد خلالها الفريق للفوز بكأس إنترتوتو، ووصافة كأس الاتحاد الأوروبي، كما حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي موسم 1995-1996 والذي كان آخر مواسمه مع الفريق.

زيدان نال فرصة اللعب للمنتخب الفرنسي للمرة الأولى، أثناء تواجده في فريق بوردو، وتحديدًا عام 1996، بل وأصبح عنصرًا أساسيًا في كتيبة ” الديوك” التي كان يتم تجهيزها لظفر لقب مونديال 1998 على أراضيهم.

زيدان لفت أنظار الفرق الإنجليزية، لكن مسئوليهم كانوا يرون بأنه ليس مؤهلًا بعد للمشاركة في البريميرليج، تحديدًا نيوكاسل وبلاكبيرن، لينتقل للكبير الإيطالي يوفنتوس عام 1996، ومن ثم تبدأ رحلة العالمية لـ ابن الجزائر.

أفضل لاعب في العالم

كان زين الدين زيدان، التعريف المُثالي لـ صانع الألعاب في كرة القدم، ومع تواجده خلف مُهاجمين رائعين كأمثال ديل بييرو في يوفنتوس، فكان ذلك كفيلًا لإظهار موهبة زيدان بشكل أكبر.

زيزو فضل الانتقال لأبطال أوروبا آنذاك، أملًا في تحقيق المزيد من النجاحات معهم، وهو ما قد كان، بالتتويج بالدوري الإيطالي مرتين، كأس السوبر الإيطالي، كأس السوبر الأوروبي، كأس إنتركونتينتال، إنترتيو، إضافة للهزيمة في نهائي ” الشامبيونزليج” مرتين أمام بورسيا دورتموند وريال مدريد.

مع يوفنتوس، سجل زيدان 31 هدفًا وصنع 50 ، وفاز بجائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الإيطالي مرتين، وكان أفضل لاعب في العالم بحسب ” فيفا” و” فرانس فوتبول عام 1997.

أداء زيدان المثالي في موسم 1997-1998، أعقبه مُشاركة مثالية في بطولة كأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا.

زيدان صنع هدفًا في مباراة فرنسا الافتتاحية أمام جنوب أفريقيا، وساهم في هدف لـ تيري هنري بشباك السعودية في ثاني جولات دور المجموعات، لكنه تحصل على بطاقة حمراء في تلك المباراة، ليغيب عن مباراة الدنمارك، ثم باراجواي في دور الـ 16.

عانت فرنسا كثيرًا على مستوى صناعة اللعب في غياب زيزو، لكنه عاد ليكون واحدًا من ضمن المسجلين في الركلات الترجيحية التي قادتهم للانتصار على إيطاليا في ربع النهائي، ثم تقديم مستوى مميز أمام كرواتيا في دور نصف النهائي.

تأهل منتخب فرنسا للمباراة النهائية لمواجهة أقوى منتخب في العالم، البرازيل، لكن زيزو كان حاضرًا وبقوة بتسجيله أول هدفين للديوك في أول أشواط المباراة بضربتين رأسيتين.

زيدان قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وكان بطلهم الأول، فاستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم ذاك العام.

واصل زيدان تألقه وقادهم للفوز بـ يورو 2000 بتسجيله هدفين وصناعته لآخر، ليفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم عن ذاك العام من ” فيفا”.

ريال مدريد

تألق زيدان كان ليُجبر أكبر ناد في العالم، ريال مدريد الإسباني، على محاولة التعاقد معه، وهو ما قد تم في عام 2001 في صفقة قياسية، كانت الأكبر في العالم آنذاك واستمرت لأعوام، مقابل 77.5 مليون يورو، فكان أحد أعمدة ” الجلاكيتكوس” التاريخية للنادي الملكي.

ومع ريال مدريد، نثر زيدان سحره، فكانت المتعة للجميع! زيزو قدم أداءات ممتازة مع الفريق الإسباني، فاستطاع تسجيل 49 هدفًا إضافة لصناعته 68 آخرين، وقادهم لتحقيق الدوري الإسباني موسم 2002-2003، كأس السوبر الإسباني مرتين، دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس إنتركونتنتال.

هدفه الشهير في مرمى باير ليفركوزن في نهائي دوري أبطال أوروبا، يُمكنه اختصار مسيرته مع ريال مدريد، مسيرة كانت عنوانها السحر كذلك الهدف الذي ستستمر الأجيال المتعاقبة في التحدث عنه، فهو واحد من أعظم أهداف البطولة، بل اللعبة في تاريخها.

حصد زيدان جائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا عام 2003 للمرة الثالثة في تاريخه، واستمر في الإبداع مع الفريق الإسباني، لكنه كشف عن خططه في اعتزال كرة القدم بعد مونديال 2006، ليُودع بواسطة جمهور ريال مدريد في ” سانتياجو برنابيو”.. وداعًا استثنائيًا سجل خلاله زيزو أخر أهدافه مع الأندية في شباك فياريال

كأس العالم 2006

منتخب فرنسا عانى من انحدار كبير بعد التتويج بمونديال 1998، فودع كأس العالم 2002 من دور المجموعات، والذي غاب زيدان فيه عن أول مباراتين للديوك بسبب الإصابة، فيما تم إقصائه من ربع نهائي يورو 2004 على يد اليونان في مفاجأة من العيار الثقيل، ليُقرر زيزو تعليق حذائه دوليًا رفقة العديد من النجوم.

فرنسا عانت في مشوار التأهل لتصفيات كأس العالم 2006، ليُقرر زيدان بعد ضغط كبير، العودة من الاعتزال الدولي، رفقة تورام وماكيليلي، ليقودوا ” الديوك” للتأهل بصعوبة للمونديال.

بداية فرنسا في كأس العالم 2006، لم تكن الأفضل رغم تواجد زيدان.. التعادل مع سويسرا وكوريا الجنوبية في أول جولتين من دور المجموعات، وإيقاف زيزو مباراة لتراكم الإنذارات، قبل أن يفوز الديوك على توجو ويتأهلوا لثمن النهائي.

واجه منتخب فرنسا نظيره الإسباني القوي آنذاك، فظهر زيدان بوجهه الحقيقي.. تسجيل هدف وصناعة آخر ليقود بلاده للفوز بثلاثة أهداف لهدف، والتأهل لربع النهائي، لمواجهة حامل اللقب وأقوى المنتخبات العالمية، البرازيل.

أداء زيدان في مباراة البرازيل وهو في سن الرابعة والثلاثين، أقل ما يُمكن وصفه بأنه استثنائي.. زيزو تلاعب بلاعبي السيليساو، وصنع هدف المباراة الوحيد، ليفوز بجائزة أفضل لاعب في ذلك اللقاء، ويقود بلاده لنصف النهائي.

وأمام رفاق كريستيانو رونالدو، سجل زيدان الهدف الوحيد في المباراة، ليقود فرنسا للمباراة النهائية، لمواجهة إيطاليا في صدام أوروبي قوي.

قائد منتخب فرنسا واصل في نثر سحره في بلاد الألمان.. في نهائي كأس العالم، وأمام جيانلويجي بوفون، وتحت أنظار مئات الملايين، احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لصالح الفرنسيين في الدقيقة السادسة من المباراة.

زيدان قرر تسديد الركلة الجزائية على طريقة ” بانينكا” الشهيرة! لا أحد يُمكنه مجاراة برود الأعصاب لزين الدين في تلك اللحظة التاريخية.

تعادل منتخب إيطاليا بعد ذلك، وتعرض زيدان لاستفزازات وسُباب ماركو ماتيرازي مدافع منتخب إيطاليا، لينفجر زيدان في وجهه ويُقرر نطحه بالرأس بعد سبابه لأخته، فطُرد زيدان في الدقيقة 110، وترك فرنسا وحيدة بدون قائدها، لتخسر بعد ذلك بركلات الجزاء، ويذهب اللقب للأزوري.

آخر لحظات زيدان في الملاعب كانت استثنائية كمسيرته تمامًا، وآخر ما تركها لنا كلاعب كانت ركلة الجزاء على طريقة بانينكا، والنطحة الشهيرة لـ ماتيرازي، ومشهد مغادرته ملعب المباراة وبجواره لقب كأس العالم.

مدرب جعل العالم كله في حالة طوارئ

علاقة زيدان بنادي ريال مدريد لم تنقطع، فكان مستشارًا لـ فلورنتينو بيريز بعدما نجح في ولايته الثانية 2009، ثم عمل كمدرب مساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي، عندما تُوج النادي بـ ” العاشرة” التي أخذت الكثير من الأعوام لتُضاف لخزائن النادي.

عمل زيدان كمدرب للفريق الثاني لـ ريال مدريد ” كاستيا” بين عامي 2014، قبل أن يُقرر بيريز أن يمنحه فرصة تدريب الفريق الأول بعد فشل ذريع من رافا بينتيز والذي تمت إقالته سريعًا، ليترك مهمة صعبة لـ “زيزو” ، لكن كما عودنا ابن الجزائر، فلا يُوجد صعب في قاموسه.

زيدان ورغم قصر مسيرته التدريبية حتى الآن، واقتصارها على فريق واحد ألا وهو ريال مدريد، فبلا شك يُمكننا وضعه في قائمة أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم.. نعم، فمن حقق 3 بطولات متتالية لدوري الأبطال في العصر الحديث سواه؟ لا أحد باستثناء زيزو.

رحل زيدان بعد التتويج بثلاثية دوري أبطال أوروبا عام 2018، لكنه عاد مرة أخرى ليُنقذ الفريق في دوامة من النتائج السلبية، قبل أن يرحل مجددًا بنهاية موسم 2020-2021، بعدما أرقت الإصابات فريقه.

مُحصلة زيدان التدريبية كانت الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات، الدوري الإسباني مرتين، كأس السوبر الإسباني والأوروبي ومونديال الأندية مرتين أيضًا لكل بطولة.

زيدان هو رغبة كل ناد لأن يُصبح مدربًا لهم، لكنه يرغب في أن يكون مدربًا لمنتخب فرنسا. فهل يعود لقيادة ” الديوك” كمدرب تلك المرة؟