أستون فيلا يوقف قطار أرسنال.. من امتلاك 3 نقاط إلى ثالث البريميرليج

في عالم كرة القدم، هناك فرق تتحدث عبر النتائج، وهناك مدربون يكتبون التاريخ بصمتهم الخاصة، أوناي إيمري هو أحد هؤلاء القلائل الذين يجعلون كل لحظة في الملعب فرصة لإثبات الكفاءة، وفن تدارك الأزمات، بعد بداية موسم صعبة للغاية، كان أستون فيلا يمتلك 3 نقاط فقط بعد الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليبدو الفريق في مهب الريح.

لكن إيمري، المعروف بحرفيته في قراءة المباريات وتحليل نقاط القوة والضعف لدى الخصوم، لم يرضَ بالوضع الحالي، خططه المحكمة، مع تنويعات تكتيكية دقيقة، جعلت الفريق يعود بقوة إلى صدارة المنافسة، اليوم، وبعد الفوز الدرامي على آرسنال، أصبح أستون فيلا في المركز الثالث برصيد 30 نقطة، بفارق 3 نقاط عن المتصدر أرسنال، ليؤكد أن الإرادة والخبرة يمكن أن تصنع فرقًا بين الإحباط والمجد.

أستون فيلا نجح في إيقاف قطار أرسنال الذي بدا مستحيلاً إيقافه هذا الموسم، بعد سلسلة مذهلة من المباريات لم يخسر خلالها الفريق أي مباراة طوال 18 مواجهة متتالية في مختلف المسابقات، منذ هزيمته أمام ليفربول في الدوري يوم 31 أغسطس 2025، الفوز على أرسنال لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل كان انتصارًا استراتيجياً يثبت قدرة فيلا على المنافسة أمام أكبر الفرق، ويعكس مدى دقة التحضير التكتيكي الذي وضعه أوناي إيمري لاستغلال نقاط ضعف الخصم في الوقت المناسب.

هذا الانتصار يمثل نقطة تحول حقيقية في الموسم لأستون فيلا، فهو لا يقتصر على ثلاث نقاط فحسب، بل يرسل رسالة واضحة لكل فرق الدوري، فيلا عاد خصمًا صعبًا لا يمكن الاستهانة به، قادرًا على قلب النتائج، وتحطيم سلسلة من الانتصارات المتواصلة لأي منافس مهما كان قوياً، الفريق الآن أكثر حماسًا من أي وقت مضى.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎365Scoresarabic‎‏ (@‏‎365scoresarabic‎‏)‎‏

فيلا بارك.. الدقائق التي صنعت الملحمة

استضاف ملعب فيلا بارك مباراة حماسية ضمن الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026، حيث واجه أستون فيلا فريق أرسنال المتصدر، المباراة لم تكن مجرد لقاء عادي؛ كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة أستون فيلا على قلب النتائج على أرضه، وإظهار الحرفية التكتيكية للمدرب الإسباني، انتهت بتفوق أستون فيلا على أرسنال بثنائية مقابل هدف.

الهدف الأول جاء من ماتي كاش في الدقيقة 36، مستغلاً تمريرة دقيقة وسرعة الاختراق من الجهة اليمنى، ليفتح الطريق أمام أسود فيلا، الدقيقة 95 شهدت لحظة البطولة، عندما سجل إيمي بوينديا الهدف الثاني في الوقت القاتل، ليحسم النتيجة ويهدي فريقه ثلاث نقاط ثمينة، بهذه النتيجة، أستون فيلا لا يفوز فقط، بل يرسل رسالة قوية لكل فرق الدوري: هذا الفريق لم يعد ضعيفًا ولا مترددًا، بل أصبح منافسًا شرسًا.

الإحصائيات بعد الجولة الخامسة عشرة

خاض أرسنال 15 مباراة هذا الموسم، حقق خلالها 10 انتصارات، وتعادل في 3 مباريات، بينما خسر مباراتين فقط، الفريق سجل 28 هدفًا، واستقبلت شباكه 9 أهداف، ما يعكس قوة خط الهجوم وصلابة الدفاع معًا، بفضل هذه النتائج، يتصدر أرسنال جدول الدوري برصيد 33 نقطة، متفوقًا على منافسيه بفارق ضئيل في صراع القمة.

أما أستون فيلا فقد خاض 15 مباراة أيضًا، ونجح في الفوز بـ 9 مباريات، وتعادل في 3، وخسر 3 لقاءات، سجل الفريق 22 هدفًا، واستقبلت شباكه 15 هدفًا، ليبرز الأداء المتوازن بين الدفاع والهجوم، بهذا الرصيد، يحتل أستون فيلا المركز الثالث برصيد 30 نقطة، بفارق 3 نقاط عن المتصدر أرسنال، ما يضعه في قلب المنافسة على الصدارة.

غياب جابرييل مالجايس وتأثيره

تشير الأرقام إلى الأهمية الكبرى التي يحملها لاعب واحد في الدفاع، وهي أداة لا يستهان بها في كرة القدم الحديثة، ففي غياب جابرييل ماجاليس، استقبل أستون فيلا 5 أهداف خلال 5 مباريات فقط، وهو معدل يضع الفريق تحت ضغط مستمر ويجعل المهمة أمام المدرب أصعب من أي وقت مضى، أما عند وجود ماجاليس، فقد استقبل الفريق نفس العدد من الأهداف، لكن على مدار 17 مباراة، أي أن وجوده قلل بشكل واضح من معدل الأهداف المستقبلة، وأصبح الفريق أكثر استقرارًا وتنظيمًا دفاعيًا.

هذا الاستقرار لم يؤثر فقط على الدفاع، بل كان له انعكاس مباشر على الأداء الهجومي للفريق المضيف، فقد مكن وجود ماجاليس أوناي إيمري من تطبيق خططه التكتيكية بدقة، التركيز على استغلال ثغرات الخصم، أمام أرسنال، ظهر هذا بوضوح.. أتاح للهجوم استغلال المساحات خلف خط الدفاع الخصم، مما ساهم في تسجيل هدفين حاسمين، وإخراج المباراة من قبضة المتصدر إلى أيدي أستون فيلا، ليصبح الفوز نتيجة تناغم الدفاع والهجوم بقيادة مدرب ذكي وحاسم.

تاريخ مواجهات أستون فيلا ضد أرسنال

بعد صعود أستون فيلا إلى الدوري الممتاز عام 2019، خاض الفريق 12 مباراة أمام أرسنال، حقق خلالها 5 انتصارات، وتعادل في مباراة واحدة، وخسر 6 مواجهات، هذه الأرقام توضح أن فيلا كان دائمًا قادرًا على تقديم أداء قوي ومنافسة خصمه اللدود، رغم صعوبة المباريات في ظل المنافسة القوية بالدوري الإنجليزي الممتاز.

أما قبل الهبوط إلى التشامبيونشيب، فقد خاض أستون فيلا 45 مباراة أمام أرسنال، وحقق 5 انتصارات فقط، وتعادل في 14 مباراة، بينما تلقى 26 خسارة، مقارنة بالوضع الحالي، يتضح كيف يمكن للفريق أن يتطور وينمو تحت قيادة مدرب قادر على استغلال الإمكانيات المتاحة، كما يظهر فوزه الأخير على أرسنال كدليل حي على هذا التحسن الكبير.

أولي واتكينز وأهدافه ضد الفرق المفضلة

رغم غيابه عن التسجيل في مباراة اليوم، يعد أرسنال من الضحايا المفضلة لواتكينز، يُظهر سجل أهداف أولي واتكينز تأثيره الكبير كلاعب رئيسي في أستون فيلا، خاصة أمام الفرق التي يفضل مواجهتها، فقد سجل 9 أهداف ضد برايتون، فيما تمكن من هز الشباك 6 مرات أمام كل من ليفربول، فولهام، برينتفورد، وأرسنال، ما يعكس قدرته على التألق أمام المنافسين الكبار والمتوسطين على حد سواء.

كما أظهر واتكينز مهارته أمام إيفرتون ونيوكاسل، حيث سجل 5 أهداف لكل منهما، مؤكداً أن الخبرة الفردية يمكن أن تصنع الفارق الكبير في المباريات الحاسمة، نجاحاته لا تقتصر على الأرقام فحسب، بل تعكس دوره الحيوي في تحسين الأداء الجماعي، ورفع مستوى الفريق في المواقف الصعبة.

صعود أستون فيلا ورسالة إلى الدوري

فوز أستون فيلا على أرسنال لم يكن مجرد انتزاع ثلاث نقاط عابرة، بل كان رسالة قوية ومباشرة لكل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، هذا الانتصار أبرز قدرة الفريق على العودة بقوة بعد بداية صعبة، وأظهر براعة أوناي إيمري كمدرب قادر على تحويل الأزمات إلى انتصارات، واستغلال كل مباراة لإظهار شخصية الفريق الحقيقية وإصراره على المنافسة، كل هدف، وكل تمريرة، وكل تحرك على أرض الملعب، كان جزءًا من خطة محكمة أظهرت كفاءة اللاعبين وحرفية المدرب في إدارة المباريات الكبيرة.

مع فارق 3 نقاط عن المتصدر، لم يعد أستون فيلا مجرد منافس على المركز الثالث، بل أصبح رمزًا للعودة الكبرى والإصرار الذي لا يعرف حدودًا، الجماهير تترقب بشغف، والخصوم صاروا يحسبون كل خطوة للفريق على أرض الملعب، لأن فيلا لم يعد الفريق الذي يبدأ الموسم ببطء ويتراجع، بل أصبح قوة متكاملة، هجومية ودفاعية، تُحسب لها كل فرصة وتُخشى قدراتها في البريميرليج.