ترك الاجتماع الأخير لفريق عمل كأس العالم 2026، الذي عُقد كالمعتاد في البيت الأبيض بحضور دونالد ترامب وجياني إنفانتينو، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، انطباعًا جديدًا بأن بعض الدول والمدن التي سبق أن أكدت استضافتها لمباريات البطولة – المقرر انطلاقها بعد سبعة أشهر فقط – لا تزال مهددة بالإقصاء.
وذكرت صحيفة “آس” الإسبانية أن هذا الخطر يتركز تحديدًا على المدن الواقعة تحت إدارة الديمقراطيين، في ظل تحدٍ واضح من ترامب قد يجرّ الفيفا إلى مأزق سياسي خطير.
وخلال الاجتماع، الذي شارك فيه أيضًا وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، تم توجيه سؤال لترامب بشأن رئيسة بلدية سياتل الاشتراكية المنتخبة حديثًا، كاتي ويلسون. فجاء رده سريعًا: “إذا رأينا أن هناك أي مشكلة محتملة، فسأطلب من جياني (إنفانتينو) نقل المباراة إلى مدينة أخرى”.
Only a few spots remain… 🏆 💭@aramco | #FIFAWorldCup pic.twitter.com/nrs5JD8axW
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) November 17, 2025
أزمة في أمريكا قبل كأس العالم
وأضاف ترامب: “إذا لاحظنا أي مشكلات في سياتل، سنقول: ’جياني، هل يمكنني القول إننا سننقل الحدث؟‘ لا أعتقد أنهم يريدون مواجهة هذا النوع من المشاكل، لكننا سننقل الحدث إلى مكان يضمن استقبالًا جيدًا وأمنًا كاملًا”.
أما إنفانتينو، الذي وجد نفسه في موقف بالغ الحساسية، فأجاب: “نعم، أعتقد أن الأمن هو الأولوية القصوى لنجاح كأس العالم”.
وهو تصريح أعاد مجددًا إثارة الجدل حول مستقبل المدن المضيفة الخاضعة للإدارة الديمقراطية، والتي كانت هدفًا لانتقادات متواصلة من ترامب في الأشهر الماضية.
قبل أكثر من شهر، بدا أن فيكتور مونتالياني، رئيس اتحاد الكونكاكاف ونائب رئيس الفيفا، قد أغلق الباب أمام هذه النقاشات، حين قال في فعالية بلندن: “إنها بطولة تابعة للفيفا، والفيفا هو الجهة الوحيدة المخوّلة اتخاذ القرارات، مع كامل الاحترام لقادة العالم، كرة القدم أكبر منهم، وستبقى بعد حكوماتهم وأنظمتهم وشعاراتهم”.
ورغم ذلك، لا يزال موقف إنفانتينو الذي تربطه بترامب علاقة شراكة استراتيجية وتجارية غير واضح تمامًا، وهو ما يعكس حالة الضبابية التي يعيشها الفيفا حاليًا.

موعد قرعة كأس العالم 2026
وستُجرى قرعة كأس العالم يوم 5 ديسمبر في واشنطن، ومن المتوقع حضور الرئيس الأمريكي، كما فعل في نهائي كأس العالم للأندية الصيف الماضي في نيويورك–نيوجيرسي.
مدن ديمقراطية في مرمى التهديد
وأكدت الصحيفة الإسبانية أن الولايات المتحدة، التي تستضيف البطولة بمشاركة المكسيك وكندا، تعتمد على 11 ملعبًا مؤكدًا، أغلبها في مدن يرأسها عمدٌ ديمقراطيون، مثل: لوس أنجلوس، نيويورك، أتلانتا، هيوستن، بوسطن، فيلادلفيا، وسياتل.
وأي خطوة لتغيير هذه الملاعب في هذا التوقيت الحرج، خصوصًا إذا جاءت نتيجة ضغوط سياسية من ترامب، من شأنها أن تُدخل الفيفا في فوضى تنظيمية واقتصادية وسياسية قبل أشهر قليلة فقط من انطلاق أكبر بطولة في العالم.